التسمم الدوائي.. ما هي أعراضه وأسبابه وطرق العلاج والوقاية؟
قد يحدث التسمم الدوائي أو رد فعل تحسسي نتيجة لتناول بعض الأدوية أو المواد المخدرة بطريقة خاطئة أو بجرعات زائدة، لذا يُنصح بتناول الأدوية تحت إشراف طبي متخصص.
التسمم الدوائي (Drug Poisoning) هي حالة تحدث عندما يتناول الفرد كمية ضارة أو مميتة من مادة ما سواء كانت من الأدوية الموصوفة طبيًا أو الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية أو المواد المخدرة غير المشروعة. وتتطلب هذه الحالة اهتمامًا فوريًا لمنع حدوث مضاعفات صحية خطيرة أو الوفاة.
أعراض التسمم الدوائي
وفقًا لموقع Cleveland Clinic تختلف أعراض التسمم الدوائي حسب نوع الدواء المتسبب في التسمم وكمية الجرعة التي تم تناولها، ومن الأعراض الشائعة للتسمم الدوائي ما يلي:
- اضطرابات الجهاز الهضمي مثل الغثيان والقيء والإسهال وآلام البطن
- الشعور بالدوخة والارتباك والنعاس وفقدان الوعي.
- التشنجات أو الهلوسة.
- خلل في ضربات القلب.
- انخفاض ضغط الدم أو ارتفاعه.
- سرعة أو بطء في نبضات القلب.
- صعوبة في التنفس.
- تباطؤ أو تسارع التنفس أو توقف التنفس في الحالات الشديدة.
- التعرق الشديد.
- الشحوب أو الزرقة (ازرقاق الجلد والشفتين).
- توسع أو تضيق حدقة العين.
- تغيرات في الرؤية.
- القلق.
أسباب التسمم الدوائي
يمكن أن يحدث التسمم الدوائي بسبب عدة عوامل وظروف مختلفة، منها:
- تناول كمية أكبر من الجرعة الموصوفة للأدوية عن طريق الخطأ.
- استخدام دواء بدون وصفة طبية أو استخدام دواء وصف لشخص آخر.
- تناول أدوية متعددة في نفس الوقت قد يؤدي إلى تفاعلات ضارة.
- شرب الكحول مع بعض الأدوية يمكن أن يزيد من سميتها.
- الإفراط في استخدام الأدوية المسكنة مثل المسكنات الأفيونية.
- استخدام الأدوية لأغراض ترفيهية: تعاطي المخدرات غير المشروعة.
- طحن الأقراص أو حقنها، مما يزيد من خطر التسمم.
- أخطاء في الوصفة الطبية مثل أخطاء في كتابة الوصفة أو في صرف الدواء.
- عدم اتباع التعليمات الطبية بدقة.
- تناول الأدوية بالخطأ مثل تناول الأطفال الأدوية منتهية الصلاحية أو تلك التي لا يجب أن يتناولونها.
- وضع الأدوية في أماكن يسهل على الأطفال الوصول إليها.
- الإصابة بالاكتئاب والأمراض النفسية مما يؤدي إلى محاولات الانتحار باستخدام جرعات زائدة من الأدوية.
- تناول الأدوية بعد انتهاء صلاحيتها يمكن أن يزيد من خطر التسمم.
اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي يقتحم صناعة الدواء.. تقنيات تكشف مدى الفاعلية
التسمم الدوائي عند الأطفال
قد يتعرض الأطفال للتسمم الدوائي بسهولة بسبب فضولهم الطبيعي ورغبتهم في استكشاف البيئة المحيطة بهم، ومن أسباب التسمم الدوائي عند الأطفال ما يلي:
- تناول الأدوية عن طريق الخطأ بسبب الفضول أو عدم التخزين السليم.
- إعطاء جرعات زائدة نتيجة عدم الدقة في قياس الجرعة.
- تكرار الجرعة بسبب نسيان الجرعة الأولى وإعطاء جرعة أخرى في وقت قريب.
- تناول أدوية البالغين والتي يمكن أن تكون سامة للأطفال حتى بكميات صغيرة.
- استخدام الأدوية بدون استشارة طبية دون معرفة الجرعة المناسبة للأطفال.
إسعافات أولية للتسمم الدوائي
يتطلب التسمم الدوائي إسعافات أولية فورية للحد من تأثير الدواء السام قبل الوصول إلى الرعاية الطبية المتخصصة، كما يلي:
- تحقق من التنفس والدورة الدموية للمصاب.
- إذا كان المصاب لا يتنفس أو لا يوجد نبض، ابدأ بالإنعاش القلبي الرئوي (CPR) فورًا إذا كنت مدربًا على ذلك.
- جمع المعلومات حول نوع الدواء المتناول وكمية الجرعة، مع ضرورة تحديد الوقت الذي تم فيه تناول الدواء.
- لا تحاول تحريض المريض على القيء إلا إذا نصحك بذلك مركز مكافحة السموم أو الطبيب، حيث يمكن أن يكون التقيؤ ضارًا.
- إذا كان الشخص واعيًا وقادرًا على البلع، يمكن أن يُنصح بتناول الفحم النشط لامتصاص السموم، ولكن يجب أن يتم ذلك تحت إشراف طبي.
- إذا كان الشخص فاقدًا للوعي، ضعه في وضعية الاستلقاء الجانبي (وضعية التعافي) للحفاظ على مجاري التنفس مفتوحة ومنع الاختناق.
- راقب الأعراض الحيوية للشخص المصاب، مثل النبض، التنفس، والوعي.
- لاحظ أي تغيرات في الحالة الصحية مثل التشنجات، ضيق التنفس، أو فقدان الوعي.
مضاعفات التسمم الدوائي
من المضاعفات المحتملة للتسمم الدوائي ما يلي:
- غيبوبة نتيجة التأثير السام على الدماغ.
- نوبات تشنجية شديدة.
- اضطرابات عقلية مثل الهلوسة، الارتباك، وفقدان الوعي.
- صعوبة في التنفس أو توقف التنفس، مما يتطلب التنفس الصناعي.
- تراكم السوائل في الرئتين، مما يؤدي إلى وذمة رئوية.
- اضطرابات في ضربات القلب، تسارع أو تباطؤ شديد في نبضات القلب.
- انخفاض أو ارتفاع ضغط الدم، مما قد يؤدي إلى صدمة قلبية أو نوبة قلبية.
- تهيجًا في الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى القيء والإسهال المستمر.
- من تأثيرات التسمم الدوائي والكبد الإصابة بالتهاب الكبد الحاد.
- بعض الأدوية السامة قد تسبب تلفًا في الكلى، مما يؤدي إلى فشل كلوي حاد.
- قد تحدث ردود فعل تحسسية شديدة مثل الحساسية المفرطة للدواء، والتي تتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا.
مدة تأثير التسمم الدوائي
مدة تأثير التسمم الدوائي تعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك نوع الدواء المتناول، الجرعة، الحالة الصحية العامة للشخص، وسرعة الحصول على العلاج الطبي. حيث قد تظهر الأعراض بسرعة (في غضون دقائق إلى ساعات) ويمكن أن تكون شديدة. إذا لم يتم الحصول على العلاج السريع، قد يستمر التأثير لعدة ساعات إلى أيام.
وقد يصاب المريض بالتسمم المزمن عندما يتناول المريض جرعات صغيرة من الدواء السام على مدى فترة طويلة، حيث تظهر الأعراض ببطء وتستمر لأسابيع إلى شهور، وتعتمد مدة التعافي على سرعة الكشف والعلاج.
طرق علاج التسمم الدوائي
لعلاج التسمم الدوائي يجب التدخل السريع والمناسب لتقليل الأضرار والآثار السلبية الناتجة عن تناول جرعة زائدة من الأدوية، كما يلي:
- إزالة السموم من الجهاز الهضمي عن طريق تناول الفحم النشط لمنع امتصاص الدواء في الجهاز الهضمي.
- غسيل المعدة في حالات التسمم الحادة، عن طريق إدخال أنبوب في المعدة لإزالة المحتويات.
- تحفيز المريض على التقيؤ تحت إشراف طبي، وقد يُستخدم شراب عرق الذهب (ipecac syrup) في بعض الحالات.
- قد يحتاج المريض إلى أكسجين إضافي أو تهوية ميكانيكية إذا كان التسمم يؤثر على الجهاز التنفسي.
- استخدام السوائل الوريدية وأدوية لرفع ضغط الدم في حال حدوث انخفاض حاد في ضغط الدم.
- مراقبة مستمرة للعلامات الحيوية، وظائف القلب، والتنفس.
- استخدام الترياق (Antidotes) لمنع تفاعل الدواء داخل الجسم.
- العلاج النفسي والدعم وتوفير استشارات نفسية للتعامل مع الأسباب المحتملة وراء تناول الجرعة الزائدة.
علاج التسمم الدوائي في المنزل
في حالة التسمم الدوائي لا يمكن العلاج في المنزل حسب موقع emedicinehealth، ومن الضروري طلب المساعدة الطبية الفورية، عن طريق الاتصال بخدمات الطوارئ أو مركز مكافحة السموم فورًا للحصول على إرشادات. وتقديم المعلومات حول نوع الدواء المتناول، الجرعة، الوقت منذ تناول الجرعة، والأعراض الحالية. واتبع الخطوات التالية:
- تأكد من أن الشخص يتنفس بشكل طبيعي وأن نبضه مستقر.
- لا تعطي الشخص أي طعام أو شراب إلا إذا تم توجيهك من قبل مختص طبي.
- جهز قائمة بالأدوية التي تناولها الشخص، بما في ذلك الجرعات والأوقات، وأي حالات طبية أخرى يعاني منها.
- ابقَ مع الشخص المصاب وانتظر وصول المساعدة الطبية. راقب أعراضه باستمرار وأبلغ فريق الطوارئ بأي تغييرات.
- حافظ على هدوء المصاب وطمأنته بأن المساعدة في الطريق. القلق والهلع يمكن أن يزيدا من سوء الحالة.
- تجنب استخدام أي علاجات منزلية أو بدائل غير مثبتة علميًا.
- لا تنتظر طويلًا للحصول على المساعدة الطبية. التسمم الدوائي يمكن أن يتطور بسرعة، وتأخير العلاج يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
اقرأ أيضًا: كيف تتناول كبسولات الدواء بسهولة؟
الوقاية من التسمم الدوائي
للوقاية من التسمم الدوائي، يمكن اتباع مجموعة من الإجراءات الوقائية التي تساهم في تقليل خطر التعرض للسموم أو الجرعات الزائدة من الأدوية، كما يلي:
- تجنب تجاوز الجرعات الموصوفة من قبل الطبيب.
- تأكد من قراءة الملصقات على الأدوية واتباع التعليمات الموجودة بها بدقة، بما في ذلك الجرعات والتحذيرات والمعلومات الطبية الأخرى.
- حافظ على الأدوية في أماكن مأمونة بعيدًا عن متناول الأطفال، مثل الخزانات المؤمنة أو الأدراج المغلقة.
- تجنب استخدام الأدوية منتهية الصلاحية، وتخلص منها بالطرق المناسبة لتجنب التعرض للتسمم.
- استشر الطبيب قبل تغيير الجرعة أو الدواء.
- التوعية بالآثار الجانبية المحتملة للأدوية التي تتناولونها.
- تجنب مشاركة الأدوية مع الآخرين، حتى لو كانت أعراضهم مماثلة، إلا إذا كانت تحت إشراف طبي.
- استشر الطبيب قبل تناول أي أدوية خلال فترة الحمل أو الرضاعة، لتجنب التسمم الدوائي والحمل والتأثيرات السلبية على الجنين أو الطفل الرضيع.
- تجنب تناول أدوية قد تتفاعل معًا بشكل سلبي، استشر الطبيب قبل تناول أي أدوية جديدة إذا كنت تأخذ أدوية أخرى بانتظام.
وأخيرًا، يمكن تشخيص التسمم الدوائي من خلال متابعة الأعراض واتخاذ التدابير اللازمة للعلاج، كما يمكن اتباع بعض الخطوات الوقائية التي تساهم في الوقاية من الإصابة بهذه الحالة.
aXA6IDMuMTQ1Ljc1LjIzOCA= جزيرة ام اند امز