الإمارات تشارك دول العالم الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات
الفريق ضاحي خلفان تميم أكد أن "تجار المخدرات وعصابات المافيا يستهدفون شريحة الشباب وفي سبيل هذا الهدف يبذلون قصارى جهدهم".
تحت رعاية الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الإماراتي، شهد الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، رئيس مجلس مكافحة المخدرات، صباح الثلاثاء، الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات، الذي يقام تحت شعار "كُن مع أبنائك.. يكونوا بخير"، في نادي ضباط الشرطة بدبي.
شهد الاحتفال اللواء عبدالله خليفة المري، قائد عام شرطة دبي، والدكتور أمين حسين الأميري، وكيل الوزارة المساعد لسياسة الصحة العامة والتراخيص بوزارة الصحة، والعميد سعيد عبدالله بن توير السويدي، مدير عام الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية، والدكتور حمد عبدالله الغافري، مدير عام المركز الوطني للتأهيل، والقاضي حاتم علي، ممثل مكتب الأمم المتحدة المختص بالمخدرات والجريمة بدول مجلس التعاون الخليجي، ومديرو الإدارات وعدد من كبار ضباط وزارة الداخلية.
وألقى الفريق ضاحي خلفان تميم، كلمة في حفل الافتتاح، قال فيها إن "في هذا اليوم تلاقت إرادات دول العالم للوقوف صفاً واحداً للتصدي لهذه الآفة التي تستغلها عصابات الاتجار غير المشروع بالمخدرات للثراء غير المشروع، غير آبهة ولا مهتمة بصحة الإنسان الذي كرمه الله ورفع من شأنه وقدره ومكانته ليكون معمراً في الأرض، منضبطاً في السلوك وفي الحياة".
وأكد أن "العالم يتعرض اليوم إلى هجمة شرسة من تجار المخدرات وعصابات المافيا"، لافتاً إلى أنهم "يستهدفون أهم مصادر قوتنا وعماد مستقبلنا، ألا وهم شريحة الشباب، وفي سعيهم هذا وجدوا بعضا من ضعاف النفوس الذين جندوهم لترويج المخدرات لهم، ويبذلون قصارى جهدهم لتحقيق هذا الهدف، فكيف نتصدى لهم ونواجه هذه الآفة ونقضي عليها؟".
وأشار إلى أن "أهم طرق الوقاية تتحقق بنشر الوعي بين الآباء وأولياء الأمور للإبلاغ عن حالات الاشتباه عبر ملاحظة سلوك الأبناء، ومتابعتهم وتفقد أغراضهم الشخصية، ومراقبة اتصالاتهم، والأشخاص الذين يتعاملون معهم، وماهية الأعراض والشواهد التي يمكن من خلالها معرفة إذا ما كانوا متورطين بتعاطي المخدرات، والقنوات الرسمية التي عليهم التواصل معها لحل مشكلة أبنائهم".
وأضاف: "اختيار شعار اليوم العالمي لمكافحة المخدرات هذا العام ليكون (كن مع أبنائك.. يكونوا بخير) اختيار موفق، لأن أهم طرق الوقاية من آفة المخدرات لا تتحقق إلا بالتربية الطيبة والقدوة الحسنة التي يظهرها الآباء تجاه أبنائهم في سن مبكرة، فهي تقيهم شر الوقوع في براثن التعاطي وتعلمهم كيف يقولون لا للمخدرات، وتوعيهم بأضرارها، وتضع القواعد والأنظمة التي تعلمهم الالتزام والانضباط، مثل القيم الدينية، والتربية والتقيد بالأخلاق الحسنة، والابتعاد عن رفاق السوء، وتوفر لهم البيئة التي تساعدهم على النمو بشكل طبيعي بعيدا عن التوتر والمشاكل الناتجة عن الخلافات الزوجية والطلاق والتفكك الأسري".
وأكد أهمية دور الأم في تنشئة الأبناء ورعايتهم، مما له الأثر البالغ في تكوين ذواتهم والدور الذي يؤدونه بناء على ما اكتسبوه من قيم واتجاهات فكرية منذ صغرهم، وهي التي تؤثر في شخصيتهم وأدائهم في حياتهم عندما يصبحون رجالا في المجتمع الذي يعيشون فيه.
وشدد على "أننا في حرب دائمة مع تجار ومروجي آفة المخدرات، وكلما اكتشفنا طرقاً وأساليب جديدة لهم، ابتكروا غيرها، لذا علينا أن نكون دائما يقظين وعلى أهبة الاستعداد للتصدي لكل الوسائل المبتكرة التي يحاول أولئك المجرمون تسريب سمومهم من خلالها إلى مجتمعاتنا وشبابنا، ولمواجهة هذه الحرب، والإطاحة بالرؤوس الكبيرة التي تقف وراءها وتمولها والقضاء عليها".
وأكد ضرورة أن "نتعاون ونتآزر جميعا لتبادل المعلومات والخبرات، لأن جهود المكافحة التي تبذل من خلال الأجهزة الأمنية وحدها لا تكفي لمواجهة هذه المشكلة، والتحدي الأكبر الذي يواجهنا دائما هو خفض الطلب على المخدرات، وهذا لن يتأتى إلا من خلال ذلك التعاون، وبتحمل كل جهة مسؤوليتها بدءاً من الأسرة ومروراً بمؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات التربوية والدينية، باعتبارها جميعاً رديفاً للأجهزة الأمنية في حماية الأجيال الصاعدة من آفة المخدرات".
وفي ختام كلمته، أثنى على كل الجهود التي تبذلها أجهزة مكافحة المخدرات والحرب التي تخوضها للتصدي لعصابات السموم، ومكافحة آفة المخدرات.. داعياً الله أن يحفظ بلادنا وشبابنا من شر هذه الآفة اللعينة.
ووجه القاضي حاتم علي، ممثل مكتب الأمم المتحدة المعني بمكافحة المخدرات والجريمة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الشكر إلى المسؤولين في وزارة الداخلية الإماراتية على دعمهم لمكتب الأمم المتحدة في أبوظبي للقيام بدوره، وتقدم بالشكر لوزارة الداخلية على تنظيم الاحتفال، موضحا أن مشاركتهم في الاحتفالية تأتي ضمن أهداف المكتب الاستراتيجية في مساعدة الدول الأعضاء للتعامل مع مشكلة المخدرات بتطبيق أفضل الممارسات العالمية وتعزيز التعاون مع الجميع في مكافحة المخدرات .
وأكد أن الأسرة هي صمام الأمان وخط الدفاع الأول لوقاية الأبناء وحمايتهم من الوقوع في براثن المخدرات، مشيرا إلى أهمية وجود شراكات استراتيجية بين كل الجهات المعنية لمكافحة هذه الآفة.
وأشار إلى أنه يتم الآن العمل على تطوير استراتيجية مكافحة الاتجار غير المشروع، وإضافة محور الشراكة الاستراتيجية كمحور ثالث بعدما كانت ترتكز على محوري تقليل فرص عرض المخدرات، وخفض الطلب على هذه الآفة المدمرة للمجتمعات.
وفي ختام كلمته، أعرب عن خالص شكره وتقديره إلى جميع فرق العمل للجهود التي بذلوها لإنجاح الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات، ليكون نموذجاً للدول الأخرى لتحذو حذو الإمارات في الاحتفال بهذه المناسبة.
وشاهد الفريق ضاحي خلفان والحضور بعد ذلك فيلما تسجيليا قصيرا حول جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في مكافحة المخدرات، وآليات التعاون والتنسيق مع دول العالم للتصدي لهذه الآفة .
كما شاهدوا فيلما آخر يوضح جهود المركز الوطني للتأهيل في مجال الوقاية والعلاج والتأهيل من الإدمان على الكحول والمخدرات.
وقدم مسرح الشارقة الوطني، فقرة تمثيلية توعوية، قدمها شابان من مسرح الشارقة الوطني، تحاورا خلالها حول واقعهما ومستقبلهما، لإيصال رسالة لأفراد المجتمع وتعريفهم بالأضرار الناجمة عن تعاطيها.
وفي ختام الحفل، كرّم الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي رئيس مجلس مكافحة المخدرات، يرافقه العميد سعيد السويدي، مجموعة من الضباط وضباط الصف والأفراد المتميزين في القيادات العامة للشرطة بالدولة، والشركاء الاستراتيجيين لوزارة الداخلية.