الجمال مقابل الصحة.. هل يستحق تجفيف طلاء الأظافر هذا الثمن؟
أظهرت دراسة جديدة أن أجهزة تجفيف طلاء الأظافر بالأشعة فوق البنفسجية، التي تُستخدم عادة لتثبيت المناكير الجل، قد تتسبب في إلحاق الضرر بالحمض النووي في اليدين وتسبب طفرات قد تؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة.
وتعد أجهزة تجفيف الأظافر بالأشعة فوق البنفسجية من الأدوات الشائعة في صالونات التجميل، حيث يستخدمها الملايين حول العالم لتثبيت طلاء الأظافر الجل.
لكن على الرغم من استخدامها الواسع، لم يتم إجراء أبحاث كافية حول تأثير الإشعاع الذي تصدره هذه الأجهزة على الخلايا البشرية.
في هذا السياق، أكدت دراسة جديدة أن الأشعة فوق البنفسجية التي تصدرها هذه الأجهزة قد تضر بالخلايا الحية وتسبب طفرات جينية.
وقال البروفيسور لودميل ألكسندروف، الباحث الرئيسي في الدراسة وأستاذ الهندسة الحيوية والطب الخلوي والجزيئي: "تسوق هذه الأجهزة على أنها آمنة، ولا يوجد ما يدعو للقلق، لكننا نعلم الآن أن لا أحد قد درس تأثير هذه الأجهزة على الخلايا البشرية من قبل".
نتائج الدراسة على الخلايا البشرية
في إطار الدراسة، تعرضت خلايا بشرية وفئران - بما في ذلك خلايا الكيراتين في الجلد البشري وخلايا الأنسجة الليفية - للأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من أجهزة تجفيف طلاء الأظافر. وأظهرت النتائج أن هذه الأشعة تتسبب في تلف الميتوكوندريا والحمض النووي، مما يؤدي إلى موت الخلايا.
تحت تأثير الأشعة لمدة 20 دقيقة متواصلة، تلتها ساعة واحدة لإصلاح الأضرار، ثم التعرض مرة أخرى لمدة 20 دقيقة، تبين أن حوالي 20 إلى 30 بالمئة من الخلايا قد توفيت.
بينما أسفرت الجلسات اليومية لمدة 20 دقيقة على مدى ثلاثة أيام متتالية عن وفاة حوالي 65 إلى 70 بالمئة من الخلايا.
معظم جلسات تجفيف طلاء الأظافر لا تتجاوز العشر دقائق، وهو ما يعكس فارقًا كبيرًا عن التعرض المطول في الدراسة.
أهمية الدراسات المستقبلية
على الرغم من هذه النتائج المثيرة للقلق، لم تقدم الدراسة دليلًا مباشرًا على أن أجهزة تجفيف طلاء الأظافر بالأشعة فوق البنفسجية تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
كما لا يمكن تحديد عدد المرات التي يحتاج فيها الشخص إلى استخدام هذه الأجهزة ليكون عرضة للخطر.
وبالتالي، يبقى الأمر بحاجة إلى دراسات وبائية طويلة المدى لتقديم إجابة واضحة حول هذا الموضوع.
وقال الباحثون: "تشير نتائجنا التجريبية والأدلة السابقة إلى أن الإشعاع الصادر عن أجهزة تجفيف طلاء الأظافر بالأشعة فوق البنفسجية قد يسبب سرطانات في اليد، وقد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد المبكر، مثلما يحدث مع أسرة التسمير".
وأضافوا: "ومع ذلك، لا بد من إجراء دراسات وبائية واسعة النطاق لتحديد المخاطر بشكل دقيق، ومن المحتمل أن تستغرق هذه الدراسات عقدًا من الزمن قبل أن تقدم إجابات شافية وتعلم الجمهور".