ليس صدفة ولا ضرباً من الحظ النجاح الذي حققته دبي عبر نصف قرن مضت من الزمان.
بل نتاج تخطيط محكم وعمل دؤوب ونَفَس طويل، ووضوح بتحديد الهدف. السر في نجاح دبي هو في قيادتها. حاكمها سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يعرف ماذا يريد، ويستحيل أن تتم هذه المشاريع المتعددة والمختلفة الإدارات دون أن تجتمع تحت قيادة شخصه، ويستحيل أن تستمر بنفس الروح والتطوير من دونه. ومن الواضح أنه يعطي رجال دبي ونساءها صلاحيات كاملة، وفي نفس الوقت يحاسبهم على النتيجة والوعود التي قطعوها. وهذا الوضوح في النهج الإداري ما ينقص بعض الدول العربية حيث تتداخل الصلاحيات، وتضيع المسؤوليات، ولا توجد محاسبة، وهكذا تضيع الوعود ويتراكم الفشل.
هذه المرة اعتمد سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رؤية أعظم وأكبر عنوانها العمل والريادة والطموح وهي "مخطط دبي الحضري الجديد" حتى عام 2040 في قفزة أخرى لدبي داخل مضمارها العالمي لتكون المدينة الأفضل للحياة في العالم، وتشمل الخطة مضاعفة مساحات الأنشطة الاقتصادية والترفيهية مرة ونصف، وزيادة أطوال الشواطئ بنسبة 400%، وزيادة المحميات الطبيعية بنسبة 60%.
دبي التي تحدّت الصعاب وأصبحت من مراكز المال والأعمال المهمة عالمياً تواصل البناء والتطوير بمخطط حضري جديد، يستوعب محاور التنمية المستدامة والشاملة، ليرسم مستقبلاً باهراً لدبي وأبنائها وساكنيها. والهدف من هذه الرؤية الطموحة ي"دبي 2040" كما أعلن محمد بن راشد آل مكتوم أن تكون دبي أفضل مدينة للعيش والحياة فعلياً وفقاً لجميع المعايير وجميع المقاييس، وذلك خلال فترة زمنية تقدّر بعشرين عاماً.
دبي "دانة الدنيا" التي تبهر من مرّ بها ومن سكنها ومن لم يزرها بعد تؤسس اليوم للمستقبل، ولا تنتظر المفاجآت بل تسبقها بالمبادرات تجسيداً لمقولة محمد بن راشد آل مكتوم “المستقبل لا يُنتظر بل يُصنع”.
طموح الملهم محمد بن راشد آل مكتوم، لا يتوقف عند الإنجاز، ولا يكتفي بالرقم واحد، طموح سموّه ينتمي إلى معادلات الأرقام القياسية، فالفارس عينه على خط النهاية وواثق بخيله ولا يتردد. يراهن اليوم على أن تكون دبي عام 2040 مدينة شاملة متكاملة تجد فيها تعويضاً لكل نقص تراه في أي مدينة عالمية لتكون كما يؤكد دائما: "دبي سابقة وسبّاقة وستبقى كذلك".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة