شركات «ناشئة» قدمت ووفرت لها دولة الإمارات الحضن والدعم، عبر بنية تحتية مالية وتقنية وقاعدة لوجستية ضخمة، وأمن وأمان.
عندما تكون الرؤية واضحة تتحول الأفكار إلى مشاريع.. وعندما تكون البيئة حاضنة تتفجر الطاقات, هذه باختصار قصة مدينة دبي للإنترنت التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قبل عقدين، لتخرج منها اليوم شركات أصبحت عالمية في المحتوى والقيمة.. سوق دوت كوم وكريم.. وغيرهما.
يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: قبل 20 عاماً, في عام 1999، أسسنا في صحراء دبي مدينة للإنترنت والتجارة الإلكترونية.. شكك الكثيرون في الفكرة.. اليوم بيعت شركة كريم لأوبر بـ11 مليار درهم.. وقبلها شركة سوق بعدة مليارات من الدراهم لـ«أمازون».. شركات خرجت من صحراء دبي.
هذه الشركات وغيرها التي خرجت من رحم الصحراء من مدينة دبي للإنترنت، نتاج ما كنا نكتب عنه منذ عقدين إلى اليوم، بأننا أمام منصة إقليمية ومركز محوري لأنشطة الأعمال.. مركز يستقطب العقول والمواهب المبدعة، ويوفر لها مقومات التطور والتوسع
قبل سبع سنوات فقط، شقت «كريم» خلالها طريقها إلى العالمية، عبر تطبيق إلكتروني بسيط، نجحت في توسيع قاعدة انتشاره في 15 دولة، وأكثر من 90 مدينة في المنطقة العربية، وصولاً إلى تركيا وباكستان.. تنافس كبرى الشركات العاملة في مجال الحجز عبر التطبيقات.
باتت «كريم» شركة عالمية ناشئة، بما توفّر لها دولة الإمارات من بيئة مثالية للانطلاق، ممثلة في الانتشار الواسع لاستخدام الهواتف الذكية، وتوافر استخدام الإنترنت في جميع مناطق الدولة، وارتفاع ثقافة الدفع بالبطاقات عبر الإنترنت.
أصبحت دبي ولَّادة لما يعرف بشركات «يونيكورن»، وهي الكلمة التي تطلق على الشركات الخاصة الناشئة التي تتجاوز قيمتها السوقية المليار دولار، فالأمر لا يتوقف على شركات التقنية مثل «سوق» و«كريم»، بل هناك شركات أخرى مثل «هدى بيوتي» المتخصصة في صناعة منتجات التجميل، وغيرها العشرات من الشركات التي لا تزال في طور النشوء.
شركات «ناشئة» قدمت ووفرت لها دولة الإمارات الحضن والدعم، عبر بنية تحتية مالية وتقنية وقاعدة لوجستية ضخمة، وأمن وأمان.
هذه الشركات وغيرها التي خرجت من رحم الصحراء من مدينة دبي للإنترنت، نتاج ما كنا نكتب عنه منذ عقدين إلى اليوم، بأننا أمام منصة إقليمية ومركز محوري لأنشطة الأعمال.. مركز يستقطب العقول والمواهب المبدعة، ويوفر لها مقومات التطور والتوسع، ومنصات الانطلاق محلياً وإقليمياً، وصولاً إلى العالمية.
«من المؤكد أن العالم يفتح الطريق لمن يعرف أين يريد الوصول».. هكذا يرى الشيخ محمد بن راشد المركز الأول. أما شركاتنا الوطنية فهي مطالبة أمام هذا الإنجاز العالمي بالمزيد، فلم يعد ينقصها شيء، فعناصر نجاحها مكتملة، وما عليها سوى النظر في محيطها، حيث تنمو بين شركات تحولت إلى العالمية.. شركات لا تحتاج إلى المال الكثير للانطلاق، بل إلى فكرة، وإيمان بالفكرة، وجهد وعمل عظيمين.
نقلاً عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة