قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة عامة، وإمارة دبي خاصة، نموذجاَ حضرياً وتنموياً رائداً وملهماً في المنطقة والعالم.
جعلها تتصدر العديد من المؤشرات التنموية العالمية، ودفع بكثير من الدول إلى محاولة الاقتداء بهذا النموذج والسير على نهجه، وأهم ما في هذا النموذج هو أنه يستند على رؤية طموحة لقيادة رشيدة لا تقبل إلا التميز والمنافسة على المركز الأول، والعمل على تطبيق هذه الرؤية من خلال التخطيط السليم ووضع الاستراتيجيات والخطط طويلة ومتوسط المدى التي تستشرف المستقبل وتعمل على تحقيق الريادة والتفوق فيه.
ضمن هذا السياق، جاء الإعلان مؤخراً عن "خطة دبي الحضرية 2040" التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، والتي ترسم خريطة مستقبلية متكاملة للتنمية العمرانية المستدامة في هذه الإمارة التي لا تكف عن الحركة والتطور، يكون محورها الرئيس الإنسان والارتقاء بجودة الحياة في إمارة دبي، وتعزيز التنافسية العالمية للإمارة، وتسهم في توفير خيارات متعددة للسكان والزوار خلال العشرين عاماً القادمة، لتحقيق رؤية سموه "بأن تكون دبي المدينة الأفضل عالمياً في المعيشة والحياة" بحلول هذا التاريخ.
وقد جاء إطلاق هذه الخطة بالتزامن مع احتفالات الإمارات بعام الخمسين، ووسط زخم استعدادات الدولة لإطلاق خطتها الطموحة للخمسين عاماً المقبلة، والتي تسعى من خلالها إلى أن تكون الدولة الأفضل على الإطلاق ورقم واحد عالمياً في كل مؤشرات التنمية الإنسانية والحضارية العالمية، في مؤشر واضح يجسد فلسفة العمل الوطني في الإمارات والمبنية على التخطيط للمستقبل وصناعته.
وقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد هذا المعنى بشكل مباشر وواضح خلال الإعلان عن الخطة قائلاً: "التخطيط السليم القائم على التحليل الدقيق للبيانات والمرونة الكاملة في مواكبة المتغيرات كان سبيلنا لتصدُّر العديد من المؤشرات العالمية.. وهدفنا اليوم أن نكون في أعلى مراتب الريادة عالمياً وضمن جميع المجالات.. نسابق الزمن برؤية واضحة للمستقبل تعي متطلبات التفوق فيه.. وتتجاوز كل التحديات نحو غد يحمل أسباب السعادة للجميع".. هذه الفلسفة وهذه الرؤية الحكيمة هي سر تميز الإمارات عامة، ودبي خاصة، وسبب تفوق نموذجها عالمياً.
وهذا النهج ليس جديداً على دبي، التي ارتبط اسمها بالتميز والتخطيط للمستقبل منذ بدايات مسيرتها التنموية في بداية ستينيات القرن الماضي في عهد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، باني دبي الحديثة، وهو النهج ذاته الذي كفل لدبي تحقيق الإنجازات الضخمة التي حققتها والمكانة العالمية التي وصلت إليها، فخلال الفترة من عام 1960 إلى 2020 زاد عد سكان دبي من 40 ألف نسمة إلى حوالي 3.3 ملايين نسمة أي أنه تضاعف 80 مرة، فيما تضاعفت مساحة المنطقة الحضرية والمبنية بنحو 170 مرة في الفترة ذاتها، وانتقلت هذه المدينة النموذج من مدينة بسيطة في الصحراء إلى قلب العالم النابض.
والجميل في تجربة دبي، هو أنها مدينة لا تتوقف عن الحركة، ولا تعرف قيادتها شيئ اسمه المستحيل، ولم ولن تكتف بالنجاحات المحققة مهما وصلت إليه من مستوى؛ لأن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد تقوم على مبدأ أنه "لا نهاية لسباق التميز"، ولا سقف للطموح في جعل دبي مدينة نموذجية عالمية بكل المقاييس. وخطة دبي الحضرية 2040، خير دليل على ذلك، لأنها تعكس تصميم دبي وقيادتها الرشيدة على بلوغ أقصى درجات التميز في كل ما يمنح الإنسان السعادة ويجعل منها رمزاً للمجتمع الحريص على مصلحة أفراده.. إن تجربة دبي في التنمية والتطور وصناعة المستقبل تمثل ببساطة وصفة "صناعة التميز والريادة".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة