«الناتو» يبحث عن خليفة لـ«ستولتنبرغ».. هل يحصل روته على «كارت» العبور؟
على أبواب حلف شمال الأطلسي (الناتو) يقف مارك روته، رئيس حكومة تصريف الأعمال بهولندا، بانتظار اقتطاع تذكرة تولي رئاسة الحلف، بدعم من واشنطن ولندن.
وأكدت وسائل إعلام غربية دعم الولايات المتحدة وبريطانيا لروته لتولي منصب الأمين العام لحلف الناتو.
ومن المقرر أن يعمد الناتو لتعيين أمين عام جديد للحلف ليخلف ينس ستولتنبرغ، قبل قمة التحالف العسكري المقررة في واشنطن، بمناسبة الذكرى السنوية الـ75 لتأسيسه، وفقا لموقع صوت أمريكا.
وسيتولى الأمين العام الجديد للحلف منصبه في لحظة محورية في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، لتحقيق التوازن بين الدعم المستمر لأوكرانيا في دفاعها المستمر ضد روسيا، والاستعداد في الوقت ذاته لنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
وقال مسؤول أمريكي، في معرض دفاعه عن تأييد الرئيس الأمريكي جو بايدن لروته، إن الأخير "يمتلك فهما عميقا لأهمية التحالف"، مضيفا أن رئيس الوزراء الهولندي "زعيم ومحاور بالفطرة".
كما تلقى روته دعما إضافيا من لندن، حيث قال مسؤول بريطاني إن رئيس الوزراء الهولندي يحظى باحترام كبير داخل حلف شمال الأطلسي و"يمتلك خبرات دفاعية وأمنية عميقة".
ويتعين موافقة جميع الدول الأعضاء الـ31 بالحلف على تعيين روته، كي يصبح أمينا عاما للتحالف.
فمن هو مارك روته؟
يعد روته واحدا من رؤساء الحكومات الأطول خدمة في أوروبا، حيث كان رئيسا لوزراء هولندا منذ عام 2010 وحتى يوليو/تموز 2023، عندما انهارت حكومته الرابعة إثر خلاف حول قوانين لم شمل أسر المهاجرين.
وتصف وسائل الإعلام الغربية روته بأنه أحد أفضل السياسيين ذوي العلاقات على الساحة الأوروبية، فهو زعيم «حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية» اليميني الليبرالي.
فضلا عن كونه سياسيا متواضعا لا يهتم بالأشياء الفارهة، ومعروفا بحضور الاجتماعات بالدراجة وتدريس الدراسات الاجتماعية في مدرسة محلية.
ويشير أحد المسؤولين الهولنديين إلى أن قوة روته تكمن في ثلاثة أشياء تتمثل في مهاراته في التعامل مع الناس، وعقليته العملية، وهاتفه المتواضع الذي أصبح مؤخرا محمولا ذكيا.
كما يعود اختيار روته لتولي رئاسة الناتو إلى تمتعه بوضع جيد يجيد فيه التعامل مع التحديات التي يفرضها احتمال عودة الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
إضافة إلى ارتباطه بعلاقة وطيدة مع الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، مع الاحتفاظ في الوقت ذاته بعلاقات بناءة مع ترامب.
آلية الاختيار
يعد منصب الأمين العام لحلف الناتو من أكثر الوظائف السياسية شهرة في العالم رغم غياب أي مسمى وظيفي أو شروط أو حتى طريقة للترشح للمنصب.
وفي الوقت الذي يُنظر فيه لواشنطن على نطاق واسع باعتبارها "صانعة الملوك" فيما يتعلق بأعلى منصب في الناتو، فإن أي حكومة من حكومات الدول المنضوية في الحلف البالغ عددها 31 حكومة يمكنها أن تلعب دور "المعرقل".
وقال نائب رئيس مركز "صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة" المقيم في بروكسل، إيان ليسر إن "الأمر في حقيقته ليس سوى عمل دبلوماسي يُدار من وراء الكواليس عبر المحيط الأطلسي، كل شيء بداية من الأمور البسيطة وحتى الاستراتيجية النووية يجب أن تحظى بتوافق الآراء".
وبحسب الموقع، فإن من بين الصفات التي يجب أن يتحلى بها من يرغب في تولي هذا المنصب الرفيع أن يكون مواطنا من دولة ذات إنفاق دفاعي قوي، وهو ما يدعم موقف روته.
عقبات
يتوقع أن تطل الخلافات السابقة بين هولندا ورومانيا، العضوين في الناتو والاتحاد الأوروبي، على خلفية رفض حكومة روته لسنوات دخول بوخارست إلى منطقة شنغن، بحجة الفساد والأنشطة الإجرامية.
كما أبدت دول أوروبا الشرقية انزعاجها مما تعتبره افتقار روته إلى الحافز للتواصل مع الدول الواقعة على الحدود مع روسيا.
وقال دبلوماسي كبير من أوروبا الشرقية لصحيفة بوليتيكو الأمريكية إنهم لا يقصدون الوقوف في طريق روته "لكن على الأقل يجب على شخص ما أن يسأل: حسنا يا مارك، كيف ستتعامل مع روسيا؟
وأيا كان من سيفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية فسيتعين على الناتو التعامل مع حرب شعواء في أوكرانيا، ومساعي العديد من الجمهوريين في الكونغرس للتخلي عن حرب أوكرانيا، للتركيز على مواجهة النفوذ الصيني في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.