باولو ديبالا.. كورونا يطفئ الجوهرة في أوج بريقها
العين الرياضية تسلط الضوء على مسيرة الأرجنتيني باولو ديبالا نجم هجوم يوفنتوس بعد ثبوت إصابته بفيروس كورونا.. طالع التقرير
أعلن الأرجنتيني باولو ديبالا نجم يوفنتوس الإيطالي، إصابته بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، ليمثل الخبر صدمة لجميع محبي كرة القدم بشكل عام، ولمشجعي اليوفي على وجه الخصوص.
المستوى الرائع الذي قدمه اللاعب هذا الموسم مع اليوفي وقبل توقف الدوريات في أغلب دول العالم، جعله يكتسب أضعافا من التعاطف ويتلقى الملايين من الدعوات الصادقة التتي تتمنى سرعة شفائه.
وخلال السطور التالية، تسلط "العين الرياضية" الضوء على مسيرة لاعب يعد من برز المواهب في العالم خلال السنوات الأخيرة.
الجوهرة ديبالا
ديبالا ولد في مدينة لاوجنا لارجا بالأرجنتين في 15 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1993، وكان مولعا بكرة القدم منذ طفولته التي لم يكن يترك فيها أي مناسبة بدون أن يركل الكرة ويداعبها.
يلقب ديبالا بـ"لاجويا" والتي تعني "الجوهرة" بالإسبانية، لما يتميز به من أسلوب إبداعي في اللعب، وتمتعه بالموهبة والتقنية العالية.
ديبالا ينحدر لجذور بولندية من ناحية جده، الذي انتقل إلى الأرجنتين خلال الحرب العالمية الثانية، ليستمر بها وينشئ عائلة في قارة أمريكا الجنوبية.
عندما بلغ ديبالا الـ10 من عمره، انضم لمعهد مدينة كوردوبا الأرجنتينية، ولعب لفريق المدينة وهو المعروف عنه بثقل موهبة كل متميز في عالم كرة القدم.
أرقام قياسية مبكرة
بدا وأن ديبالا يواجه مشكلة بدنية تتعلق بقصر قامته، ولكن بفضل إصراره ورغبته في إثبات موهبته كان يفعل كل شيء للتعلب على تلك الأزمة.
بدأ ديبالا مسيرته الاحترافية لأول مرة في كرة القدم في سن الـ17 مع نادي مسقط رأسه انيستتوتو، وأصبح أصغر لاعب يسجل للفريق متخطيا رقم ماريو كيمبس الفائز مع منتخب التانجو بلقب كأس العالم 1978.
كما أصبح ديبالا أول لاعب يسجل هاتريك مرتين في موسم واحد مع الفريق، ليفرض نفسه وقتها كأحد أهم المواهب الصاعدة في كرة القدم الأرجنتينية، ويبدأ اسمه في الانتشار بقوة.
توهج إيطالي
في عام 2012، التقطته الأعين الخبيرة في نادي باليرمو، ليبدأ مسيرة أخرى من التألق مع كرة القدم الإيطالية، بعد أن أنفق النادي على ضمه 12 مليون يورو.
على مدار 3 مواسم قضاها الفتى الأرجنتيني مع باليرمو، نجح في تسجيل 21 هدفا خلال 89 مباراة بكل المسابقات، ليصبح أحد أفضل المواهب التي مرت على تاريخ النادي.
في موسم 2014-2015 كان ديبالا أكثر لاعب يقدم تمريرات حاسمة بالدوري الإيطالي، ليجذب اهتمامات العديد من الأندية العالمية أبرزها برشلونة الإسباني، لكن إدارة يوفنتوس بادرت وحصلت على خدماته في صيف عام 2015 مقابل 32 مليون يورو في عقد يمتد لمدة 5 مواسم.
وعلى مدار 5 سنوات مع اليوفي، حصد اللاعب 9 ألقاب محلية، وهي 4 ألقاب للدوري الإيطالي، و3 لكأس إيطاليا، ولقبان للسوبر الإيطالي.
ودخل اللاعب في فريق العام للدوري الإيطالي في 3 مناسبات أعوام 2016 و2017 و2018، كما توج هدافا لمسابقة كأس إيطاليا موسم 2016-2017.
رب ضارة نافعة
رغم أدائه المميز مع يوفنتوس منذ انضمامه إليه وحصده العديد من الألقاب، دخل ديبالا في صدامات عدة مع ماسيميليانو أليجري، مدرب البيانكونيري السابق الذي كان يتهم اللاعب دائما بافتقاره إلى شخصية الفرق الكبرى.
وخلال الصيف الماضي، كان ديبالا أبرز المرشحين لمغادرة فريق السيدة العجوز، وكان قريبا للغاية بالفعل من ارتداء قميص توتنهام، قبل أن تتعثر الصفقة في الساعات الأخيرة من الميركاتو بسبب عدم الاتفاق على بعض التفاصيل الصغيرة.
ورب ضارة نافعة، فقد نجح ديبالا في إعادة اكتشاف نفسه مع اليوفي، وقدم أداء استثنائيا مع الفريق رفقة المدرب ماوريسيو ساري قبل توقف المسابقة، وأثبت أن شخصيته القوية حاضرة لاسيما في المباريات الكبيرة التي شهدت أهدافا حاسمة حيث حسم الفوز على ميلان في الدور الأول وعلى إنتر في النصف الثاني.
وعاش صاحب الـ26 عاما موسما مثاليا قبل التوقف بتسجيل 13 هدفا وصناعة 12 أخرى مع الفريق، إذ بات تألق اللاعب جليا مقارنة بالموسم الماضي الذي سجل فيه 10 أهداف فقط.
مسيرته الدولية
حقيقة كون جد ديبالا بولنديا، وأن جدته كانت من إيطاليا، جعلته قادرا على الاختيار ما بين 3 دول لتمثيل إحداها دوليا، لكنه اختار في النهاية منتخب التانجو الذي لعب معه أول مباراة دولية في سن الـ21 عاما.
مسيرة ديبالا المميزة مع الأندية لم تكن كذلك على مستوى المنتخب، حيث رأي مدربو الأرجنتين أن الأدوار الت يقوم بها باولو في الملعب تتشابه كثيرا مع النجم ليونيل ميسي، ليصبح أسيرا لدكة البدلاء في أغلب الأوقات.
وشارك الجوهرة الأرجنتينية في 29 مباراة فقط بمسيرته مع الأرجنتين الممتدة منذ عام 2015 سجل خلالها هدفين.