التعليم الإلكتروني.. هل غربت شمس المدارس التقليدية؟ (خاص)
أصبح التعليم الإلكتروني، في السنوات الأخيرة، يشغل حيزًا واسعًا على حساب نظيره التقليدي، الذي نشأت عليه الأجيال الأكبر سنًا.
وتزامنًا مع تفشي الموجة الأولى لفيروس كورونا المستجد في عام 2020، زادت فرص انتشار التعليم الإلكتروني في ظل تعطل العملية الدراسية داخل المدارس، ومنذ ذلك الوقت تغيرت قواعد اللعبة.
في عام 2020، نشر موقع "innovito" تقريرا توقع وصول معدل النمو السنوي لسوق التعليم الإلكتروني من عام 2018 حتى 2026 إلى 9.1%.
وأشار التقرير إلى أن عائدات صناعة التعليم الإلكتروني زادت بنسبة تجاوزت 900% منذ عام 2000، على أن تتضاعف 3 مرات بحلول 2025.
ونوه التقرير بأن 35.3% من الطلاب في الولايات المتحدة درسوا في دورات التعلم عن بعد خلال عام 2018، منهم 73% يلتحقون بمدارس خاصة هادفة للربح، و34.1% في المدارس الحكومية.
ولفت التقرير إلى أن 72% من المؤسسات التعليمية تقدم برامج جديدة عبر الإنترنت بناءً على طلب أصحاب العمل، فيما توفر 71% من المدارس دورات جديدة عبر الإنترنت بسبب متطلبات طلابها.
وتشهد القمة العالمية للحكومات، التي تنعقد في دبي تحت شعار "استشراف حكومات المستقبل"، جلسة بعنوان "التعليم الإلكتروني" ضمن منتدى مستقبل التعليم.
هل انتهى التعليم التقليدي؟
هذا التطور دفع البعض للاستفسار عن احتمالات اختفاء التعليم التقليدي في ظل التقدم الملحوظ للدراسة الإلكترونية، وهو ما تحدث عنه باستفاضة الدكتور كمال مغيث، الباحث في المركز القومي للبحوث التربوية في مصر، والذي نظر إلى هذه القضية من خلال زاويتين.
وأوضح "مغيث" لـ"العين الإخبارية" أن الزاوية الأولى تتمثل في معرفة أساس التعليم، وإدراك أنه ليس مجرد وسيلة لنقل المعلومات، وإنما "عملية لها دور في تعزيز فكرة المواطنة وإحساس الطلاب بأنهم أولاد وطن واحد، فمن الصعب تكوين مجتمع من عنصر واحد".
وأضاف: "كل مجتمع له نظامه وتقاليده وأخلاقياته ومصطلحاته وألفاظه، والتعليم هنا يحول الانتماء القبلي إلى انتماء وطني، وهذا لا يحدث إلا داخل فصل مدرسي يجمع بين أبناء الوطن الواحد في نفس الظروف بنفس المعلمين والمناهج، مع العلم أن جهاز الكمبيوتر لا يستطيع أداء هذه المهمة".
الزاوية الثانية من القضية تتمثل في "تحقيق التماسك الاجتماعي" بحسب "مغيث"، شارحًا ذلك بالقول: "التعرف على الزملاء من مختلف المناطق بما ينشأ عنه من لغة مشتركة، وفرصة لتنمية المهارات العملية وفتح الباب للمناقشات والعمل الجماعي وتدشين الحملات، بما يعني أن الأنشطة المتعددة للمدرسة تكشف عن مهارات الطلاب".
وختم "مغيث" حديثه قائلًا: "لا نستطيع استبدال الكمبيوتر بما سبق. من وجهة نظري الكمبيوتر هو مجرد وسيلة لتعليم فعال وناجح وعصري".
aXA6IDE4LjE4OS4xODUuNjMg جزيرة ام اند امز