الانتخابات المبكرة في تركيا.. كابوس يؤرق أردوغان
الكاتب أوضح أن السياسة الخارجية في تركيا أثبتت فشلها حيال عدد من القضايا على المستويين الإقليمي والدولي.
في الوقت الذي يفرض فيه تدهور الأوضاع في تركيا التوجه نحو انتخابات مبكرة لإنقاذ البلاد، يغرق النظام في حمى الهلع من سيناريو بات يشكل كابوسا مفزعا بالنسبة له.
طرح يرى الكاتب التركي محمد أوجاقطن أنه أصبح منطقيا في ظل تفاقم مشكلة سوء الإدارة في تركيا، غير أنه ليس كذلك بالنسبة للتحالف الحاكم المصاب بهوس سيطرة يجعله عاجزا عن استيعاب فكرة التفريط في الحكم قبل 3 سنوات من الاقتراع.
وفي مقال نشره، اليوم الخميس، الموقع الإلكتروني لصحيفة "قرار" المعارضة، تحت عنوان "تحالف العدالة والتنمية لن يتجه لانتخابات مبكرة"، وتابعته "العين الإخبارية"، قال أوجاقطن إن عقد انتخابات مبكرة في تركيا أمر متعلق بدولت باهجه لي زعيم الحركة القومية، حليف أردوغان.
وتتضمن الجزئية الأخيرة إشارة إلى أنه في حال دعا باهجه لي إلى اقتراع مبكر، فسيكون لزاما على حزب العدالة والتنمية، بقيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الانصياع للأمر.
وسبق أن دعا باهجه لي، في عام 2018، لانتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة، وهو ما استجاب له أردوغان، لكن بدا الأمر وكأنه متفق عليه مسبقا بين الحليفين الانتخابيين.
ولفت الكاتب إلى أن المشهد الحالي في تركيا، والأوضاع المتردية سياسيا واقتصاديا، فضلا عن التعليم والصحة، هي السبب الرئيسي في خوف التحالف الحاكم من الاتجاه لانتخابات مبكرة، محملًا سوء الأوضاع لإدارة العدالة والتنمية.
الكاتب أوجاقطن لفت أيضا إلى أن العملة المحلية، الليرة، تواصل انهيارها رغم إنفاق البنك المركزي 120 مليار دولار للحيلولة دون ذلك، مشيرا إلى أنه "نتج عن ذلك تواصل ارتفاع معدلات البطالة والتضخم دون توقف".
ولفت إلى أن "الأتراك باستثناء قادة الدولة وعدد من رجال الأعمال، يمرون بضائقة معيشية لم يسبق لها مثيل، كما أن التجار يغلقون محالهم وجيش العاطلين عن العمل يتزايد يوما بعد يوم".
دبلوماسية فاشلة
في سياق متصل، أوضح الكاتب أن السياسة الخارجية في تركيا أثبتت فشلها حيال عدد من القضايا على المستويين الإقليمي والدولي.
وتابع قائلا: "نظرًا لأننا ندير السياسة الخارجية في أجواء عدائية، وننظر من أماكن متعالية، فإن الخسارة تكون مصير ما نفعل، ونخرج خاوي الوفاض من كافة القضايا التي نتدخل فيها".
واستشهد على كلامه بالتدخلات التركية في سوريا وليبيا وقبرص، ومؤخرًا بالصراع بين أرمينيا وأذربيجان"، مشيرًا إلى أن "الأوضاع في شرق المتوسط باتت سيئة، وليس من السهل تخمين مسار المباحثات مع اليونان".
وأردف: "توجهنا إلى ليبيا بشعار: أمن تركيا يبدأ من ليبيا؛ ولكن الآن بات زمام المبادرة بيد مصر وفرنسا، وهذا يعني أنه لن يكون لنا مكان على طاولة إعادة تشكيل ليبيا".
وختم قائلا: "على نفس الشاكلة، لن يكون لنا مكان على طاولة حل الصراع بين أرمينيا وأذربيجان، وذلك بسبب التصريحات العدائية المتعالية الصادرة عن النظام".
aXA6IDMuMTQ1LjM0LjIzNyA=
جزيرة ام اند امز