التطور المبكر للأرض.. صخور عمرها 3.5 مليار سنة تكتب تاريخا جديدا
نجح باحثون من جامعة ويتواترسراند بجنوب أفريقيا في التعمق بالماضي القديم للأرض، والكشف عن رؤى جديدة حول سنوات تكوينها، وذلك من خلال فحص الصخور التي يعود تاريخها إلى 3.5 مليار سنة.
وخلال الفترة منذ ما بين 4 مليارات إلى 2.5 مليار سنة، كانت الأرض كوكبا ديناميكيا ومتطورا، وأدى غياب الأكسجين الحر في الغلاف الجوي إلى بيئة مضطربة تتميز بالانفجارات البركانية المتكررة وغياب طبقة الأوزون.
وتسلط النتائج الرئيسية للدراسة، التي نُشرت في دورية " أبحاث ما قبل العصر الكمبري"، الضوء على الانفجارات البركانية المتفجرة باعتبارها أحداثًا شائعة منذ حوالي 3.5 مليار سنة فيما يعرف الآن بالهند وجنوب أفريقيا وأستراليا، حيث تركت هذه الانفجارات، التي كانت في الغالب تحت الماء ولكن في بعض الأحيان فوق الماء، بصمات جيولوجية مميزة محفوظة في الصخور القديمة.
ومن خلال الدراسات الميدانية الدقيقة والتأريخ الإشعاعي للعمر باستخدام اليورانيوم والرصاص، قارن الباحثون صخور "كراتون سينغبهوم" في الهند بالكراتونات في جنوب أفريقيا وأستراليا، ووجدوا أوجه تشابه مذهلة، مما يشير إلى ثوران بركاني واسع النطاق تحت سطح البحر منذ ما بين 3.5 إلى 3.3 مليار سنة في هذه المناطق.
وتقدم هذه الاكتشافات رؤى مهمة حول الأنشطة التكتونية المبكرة للأرض والظروف الجوية، مما يوفر فهما أوضح لسنوات تكوينها، ومن خلال إعادة بناء العمليات الجيولوجية القديمة، يمكن للعلماء افتراض الظروف الصالحة للسكن في وقت مبكر وظهور الحياة على الأرض.
علاوة على ذلك، فإن التحليل المقارن للكراتونات في جميع أنحاء العالم يمكن الباحثين من بناء نماذج شاملة للديناميكا الجيولوجية الأثرية، مما يسلط الضوء على العمليات القديمة السائدة في مختلف المناطق.
ويؤكد هذا البحث على أهمية مواصلة الاستكشاف في التاريخ الجيولوجي للكراتونات القديمة في جميع أنحاء العالم، حيث إن فهم هذه العمليات الأرضية المبكرة ليس ضروريا فقط لتجميع التاريخ التطوري لكوكبنا، ولكن أيضا لتوضيح الظروف التي ربما تكون قد دعمت الحياة خلال مراحلها الأولى.