أسرع الوجهات السياحية الخضراء في العالم
على خلفية احتفال العالم بيوم الأرض خلال شهر أبريل/نيسان من كل عام، كان لبعض الدول والمدن خطوات سريعة على طريق الاستدامة.
في هذا التقرير تستعرض صحيفة نيويورك تايمز بهذه المناسبة أيا من الوجهات العالمية كانت أسرع من غيرها في خطواتها نحو دمج حلول صديقة للبيئة في حياتها اليومية، وقد اختارت الصحيفة ثلاث وجهات، ترى أنها كانت صاحبة أسرع وتيرة على مستوى العالم فيما اتخذته من إجراءات نحو التحول للطاقة الخضراء.
ثورة الطاقة في أوروغواي
ضمن أسرع ثلاث وجهات اختارتها الصحيفة من حيث سرعة وتيرة تحولها للطاقة الخضراء تأتي أوروغواي، التي كشفت نيويورك تايمز عن أنها الدولة التي يبلغ عدد سكانها 3.4 مليون نسمة وتقع بين الأرجنتين والبرازيل، وعدد من الدول القليلة في العالم التي تنتج كل احتياجاتها من الكهرباء تقريبا من مصادر طاقة متجددة.
وفي عام 2008 حددت الحكومة في أوروغواي هدفا يتمثل في تحويل الشبكة الكهربائية للعمل بالطاقة المتجددة.
وكان لدى أوروغواي الكثير من الطاقة الكهرومائية، لكن سنوات الجفاف في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين أدت إلى انخفاض إنتاج السدود.
واضطرت أوروغواي إلى استيراد النفط بدلا من ذلك بأسعار متقلبة، وواجهت نقصا وانقطاعا للتيار الكهربائي رغم ذلك، عان منهما المواطنون.
ولحل الأزمة، توجه المسؤولون للاعتماد على القدرة المتزايدة لمصادر الطاقة المتجددة، خاصة طاقة الرياح، وشرعوا في بناء صناعة طاقة الرياح المحلية من الصفر تقريبا.
وبين عامي 2013 و2018 نما توليد طاقة الرياح بشكل كبير في أوروغواي من لا شيء تقريبا إلى نحو ربع مزيج مصادر الكهرباء في البلاد.
وبحلول نهاية عام 2022 ولدت أوروغواي أكثر من 90% من طاقتها من مصادر الطاقة المتجددة، مع نمو طاقة الرياح والطاقة الشمسية حتى مع انخفاض الطاقة الكهرومائية.
لذا تمثل هذه الدولة الصغيرة أحد الأمثلة السريعة على مستوى النمو الهائل بالاعتماد على الطاقة المتجددة على مستوى العالم.
الصين وانتشار السيارات الكهربائية
الوجهة الثانية التي اختارتها نيويورك تايمز ضمن قائمتها لأسرع الوجهات نموا في الاعتماد على الطاقة الخضراء، هي الصين.
وتعتبر وسائل النقل هي ثاني أكبر مصدر لانبعاثات الغازات الدفيئة في العالم، وقد نمت مبيعات السيارات الكهربائية بشكل كبير خلال العقد الماضي لمواجهة هذه النسبة.
وتعد الصين أكبر سوق لهذه المركبات على الإطلاق، حيث تم بيع نحو 7.3 مليون سيارة كهربائية تعمل بالبطارية حول العالم في عام 2022، وفقا لوكالة الطاقة الدولية، والصين وحدها كانت الدولة التي بيع بها أكثر من نصف هذا العدد، أي نحو 4.4 مليون سيارة، في الصين.
وتاريخياً كانت المدن الكبرى مثل شنغهاي هي التي قادت هذا الاتجاه بالتحول للاعتماد على السيارات الكهربائية داخل الصين، ولكن في السنوات الأخيرة بدأت المدن الصغيرة في الصين في الاستحواذ على حصة أكبر من السوق.
وفي عام 2022، كانت المدينتان اللتان شكلت فيهما السيارات الكهربائية أكبر نسبة من إجمالي تسجيلات السيارات الجديدة هما سانيا، وهي مدينة المنتجعات الشاطئية في جزيرة هاينان، وليوتشو، وهي مركز صناعي في جنوب الصين.
وشكلت السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية نحو 40% من المركبات الجديدة المباعة حديثا في كلتا المدينتين، وهو أعلى بكثير من المتوسط الوطني البالغ 19%، وفقا لتقرير حديث صادر عن المجلس الدولي للنقل النظيف.
لقد اعتمد نجاح السيارات الكهربائية في الصين في جزء على السياسة، وفي جزء آخر على الراحة والرفاهية والقدرة على تحمل التكاليف لشراء هذه السيارات.
والسيارة الكهربائية الأكثر شعبية في الصين حاليًا هي Hongguang Mini، وهي طراز صغير ببابين يبلغ سعره نحو 5000 دولار، ويتم تصنيعه من قبل المشروع الدولي المشترك الثلاثي SAIC-GM-Wuling، في مصانع Liuzhou.
باريس مدينة الدراجات الهوائية
الوجهة الثالثة المختارة ضمن القائمة، بين الوجهات الأسرع في وتيرة تحولها للعادات الصديقة للبيئة، العاصمة الفرنسية باريس.
وتقول "نيويورك تايمز" إن باريس تعتبر من المدن التي لا تحاول فقط تحويل السيارات بها إلى الكهرباء فحسب، بل تحاول استبدال أكبر عدد ممكن من وسائل النقل بها إلى الطاقة النظيفة، مثل الدراجات.
وفي عام 2021 أعلن المسؤولون في باريس عن خطة لجعل مدينتهم "صديقة للدراجات بنسبة 100%"، في خطة يتم تنفيذها على خمس سنوات.
وخاضت باريس رحلة استغرقت سنوات بالفعل للتخلص من السيارات في مناطق وسط المدينة بها، أو على الأقل لتقليل أعدادها.
وفي الفترة بين عامي 2001 و2018 انخفض عدد الرحلات بالسيارات في باريس بنسبة 60%.
وخلال الفترة نفسها زادت رحلات النقل العام بنسبة 40% ورحلات الدراجات الهوائية بنسبة 20%.
ويوجد في باريس حاليا أكثر من 1000 كيلومتر تم تخصيصها كممرات الدراجات، ومن المقرر أن تحصل على 180 ممرا إضافيا بموجب الخطة الحالية، إلى جانب عشرات الآلاف من أماكن ركن الدراجات وأنماط إشارات المرور الجديدة التي تعطي الأولوية لراكبي الدراجات ووسائل النقل العام.