الشركات الأكثر حرصًا على الاستدامة هي الرابحة
يبدو أنّ الشركات التي تهتم بالمخاطر المناخية أكثر حظًا وربحًا من الشركات الأخرى.
تؤثر التغيرات المناخية في كل القطاعات، بما فيها القطاع الخاص، الذي يتضمن الشركات الناشئة، ويظهر ذلك جليًا في تواتر الظواهر الطقسية المتطرفة مثل الفيضانات والأعاصير وحرائق الغابات خلال فترات زمنية قصيرة، التي تسبب ضغطًا للشركات، سواء لمبانيها أو مصالحها أو موظفيها، ما يعود بالسلب على هيكل الشركة في النهاية، الأمر الذي دفع مجموعة بحثية من جامعة فلوريدا، لإجراء دراسة عن مدى تأثر الشركات في الأسواق عند تجاهلها لمخاطر التغيرات المناخية.
ونشر الباحثون ما توّصلوا إليه في دورية «ذا ريفيو أوف فاينانشيال استاديز» (The Review of Financial Studies) في 16 يناير/كانون الثاني 2024.
فجوة
حلل الباحثون بيانات لما يقرب من 5 آلاف شركة أمريكية؛ لمعرفة مدى تعرض الشركات للمخاطر نتيجة التغيرات المناخية، ومدى جدوى جهود الشركات للانتقال نحو الطرائق المستدامة في العمل، مثل الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة وخفض انبعاثات الكربون.
لاحظ الباحثون الفروق بين الشركات التي لا تدخر جهدًا في اتخاذ التدابير والاحتياطات الاستباقية لمواجهة الظواهر الطقسية المتطرفة الطارئة وتسعى للاستدامة، والشركات الأخرى التي تتجاهل تهديدات التغيرات المناخية، وخلصوا إلى أنّ الشركات التي تتخذ التدابير اللازمة، تلقى تقييمات مرتفعة من المستثمرين وفي أسواق الأسهم، بينما الشركات التي تتجاهل مخاطر التغيرات المناخية وتبعاتها، يكون من نصيبها التقييمات المنخفضة، الأمر الذي يعود بالسلب على مستقبلها.
واكتشف الباحثون أيضًا أنّ الفجوة بين النوعين كبيرة جدًا. خاصة مع زيادة اهتمام المستثمرين خلال السنوات الماضية بالتغيرات المناخية، وآثارها الملحوظة.
شفافية عالية
وليس المطلوب من الشركات أن تستثمر أموالًا على حساب ميزانية الشركة للاهتمام بالمخاطر المناخية؛ فهناك شركات ميزانيها قد تكون ليست ضخمة، فتنفق أموالًا بنسبة مرضية بالنسبة لإمكاناتها، وأبدت استجابات ملموسة من أجل المساهمة في التخفيف من آثار التغيرات المناخية، وبذلوا كثيرًا في خفض الانبعاثات الناتجة عن منتجاتهم. تتسم تلك الشركات بالشفافية العالية، وقد لاقوا مكانة جيدة في الأسواق.
لماذا؟
في ظل الضغوطات الهائلة للتغيرات المناخية، مع ارتفاع أصوات الناشطين البيئيين، وتربع القضايا المناخية على قمة المحافل الدولية، أجبر الكثير من الشركات على الكشف عن المخاطر المناخية، التي تتضمن الاحتياطات التي تتخذها الشركات للتعامل مع المخاطر المرتبطة بالتغيرات المناخية.
اليوم، يسعى العالم للتحول الإيجابي نحو الاستدامة والتقنيات الخضراء، والتكيف مع مخاطر التغيرات المناخية بقدر الإمكان؛ فهذا أمر صحي للبشر والأرض على حد سواء. وتضمين الشركات والمؤسسات في هذا التحول، أمر مهم، يساهم في تطوير القطاعات المختلفة بما يتماشى مع أهداف الاستدامة.
aXA6IDMuMTI5LjY3LjI0OCA= جزيرة ام اند امز