الأرض تنجو من مصير الزهرة القاتل.. دراسة تكتب القصة الكاملة
كشفت دراسة جديدة عن الدور الذي لعبته البراكين في إحداث الاحتباس الحراري القاتل للحياة بكوكب الزهرة.
الدراسة الجديدة لباحثين من قسم البيولوجيا الفلكية وعلوم الفضاء في مركز أميس للأبحاث، التابع لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، كشفت عن الدور الذي لعبته البراكين في إحداث الاحتباس الحراري القاتل للحياة بكوكب الزهرة، وكاد النشاط البركاني النشط نفسه أن يدمّر الأرض أيضاً، لكنها نجت من ذلك.
ووفق الدراسة المنشورة في العدد الأخير من دورية "علوم الكواكب"، فإن كوكب الزهرة عانى من عدد كبير من المقاطعات النارية الكبيرة (LIPs) في وقت واحد، وهي عبارة عن رواسب ضخمة من الصخور المولودة في الصهارة نتيجة البراكين، وتوجد دلائل لمعاناة الأرض من المشكلة نفسها، لكن ليس بنفس الطريقة القاتلة للحياة على كوكب الزهرة.
والطريقة الوحيدة لعمل المقاطعات النارية الكبيرة هي فتح قشرة الأرض، ويمكن أن يحدث هذا عندما تتباعد الصفائح التكتونية أو عندما ترتفع أعمدة الوشاح إلى السطح، وأثناء تكوينها، تنطلق أطنان من غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى تغيير المناخ بشكل كبير، ويستمر تكوين واحد من المقاطعات النارية الكبيرة لحوالي خمسة ملايين سنة، وله آثار مدمرة على المناخ.
ولدى الباحثين سجل غير مكتمل من المقاطعات النارية الكبيرة على الأرض، هذا لأن كوكبنا يطفو على السطح باستمرار من خلال الصفائح التكتونية، ولكن على الرغم من أن عمر السطح الحالي للأرض لا يتجاوز 500 مليون سنة، فقد تمكن الجيولوجيون الأذكياء من اكتشاف بقاياه مدفونة في أعماق القشرة الأرضية.
وفقًا للبحث يبدو أن المقاطعات النارية الكبيرة قد تشكلت في الأرض على فترات وبشكل عشوائي، ولا يوجد سبب معروف يمكن أن يؤدي إلى تكوين العديد منها معاً، ومن المفترض أن حدثاً واحداً لتكوينها لا يغير نظام المناخ بشكل دائم، لأن الأرض شهدت العديد من تكوينات المقاطعات النارية الكبيرة ولا يزال لدينا مناخ مستقر.
وعلى العكس من ذلك، يمكن لأحداث تكوين المقاطعات النارية الكبيرة المتعددة المتزامنة أن تدمر كوكباً تماماً، فإذا حدث الكثير من الغازات دفعة واحدة الناتجة عن هذه العملية، فإن الكثير من غازات الدفيئة تتسرب إلى الغلاف الجوي، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تأثير سريع الزوال.
فإذا كان الغلاف الجوي يحبس الكثير من الحرارة، فإن المحيطات تبدأ في التبخر، ومع وجود المزيد من الماء في الغلاف الجوي، فإنه يحبس المزيد من الحرارة، مما يزيد من ارتفاع درجة حرارة المحيطات، وتستمر الدورة وتطول، مما يؤدي في النهاية إلى "الموت الحراري" لعالم معتدل.
ويقول الباحثون أنه من الواضح أن الأرض تجنبت هذا المصير، لكننا نرى أدلة على العديد من البراكين المنقرضة على كوكب الزهرة، والتني تشير إلى معاناته من هذه المشكلة.