القطب الجنوبي بلا نجم ثابت.. السبب الفلكي وراء غيابه
نجم القطب الشمالي، المعروف باسم بولاريس، يُعد ظاهرة فلكية مميزة أثرت بشكل كبير على تاريخ البشرية، حيث كان يُستخدم كمرجع ملاحية في السماء.
ما يميزه هو موقعه القريب جدًا من القطب السماوي الشمالي، مما يجعله يبدو ثابتًا تقريبًا في السماء بينما تدور بقية النجوم. لكن على الجانب الآخر، لا يوجد نجم مشابه عند القطب الجنوبي بسبب عدم وجود نجم ساطع قريب من القطب السماوي الجنوبي.
في السماء الجنوبية، يوجد نجم يُسمى سيغما أوكتانتس بالقرب من القطب السماوي الجنوبي، لكنه خافت جدًا بحيث لا يُمكن رؤيته بسهولة بالعين المجردة. بالمقابل، يتميز بولاريس بسطوعه الواضح وقربه الشديد من القطب السماوي الشمالي، حيث يبعد عنه أقل من 0.75 درجة. هذا الفارق هو السبب وراء غياب نجم قطبي مميز في السماء الجنوبية.
مع ذلك، وجود نجم قطبي مثل بولاريس ليس ثابتًا عبر الزمن، حيث تخضع الأرض لظاهرة تُسمى "الترنح المحوري"، والتي تجعل محور دوران الأرض يتحرك في دائرة بطيئة تستغرق حوالي 26,000 سنة. هذا يعني أن موقع القطب السماوي يتغير بمرور الزمن، وفي الماضي كان نجم آخر مثل ثوبان في كوكبة التنين قريبًا من القطب السماوي الشمالي. وفي المستقبل، سيقترب نجم فيغا من هذا الموقع بعد حوالي 12,500 سنة.
رغم غياب نجم قطبي في الجنوب، إلا أن نجوم القطب لطالما كانت لها أهمية تاريخية كبيرة، حيث اعتمد البشر عليها للتنقل قبل اختراع البوصلات والأدوات الملاحية الحديثة. بولاريس، على سبيل المثال، كان نقطة إرشاد أساسية للبحارة والمسافرين وحتى للمستضعفين الباحثين عن الحرية خلال فترات من التاريخ. وجود نجم قطبي مثل بولاريس هو صدفة فلكية جعلت السماء الشمالية أكثر تميزًا من الجنوبية في هذا الجانب.
aXA6IDE4LjE4OS4xNzEuMTE5IA==
جزيرة ام اند امز