خبراء بيئة لـ"العين الإخبارية": ساعة الأرض 2023 "جرس إنذار" لإنقاذ الكوكب
لمدة 60 دقيقة، تطفئ مدن العالم الأنوار من الثامنة والنصف مساء اليوم السبت، إحياء لفعالية ساعة الأرض 2023 الرامية إلى إنقاذ الكوكب.
وبدأ الاحتفال بساعة الأرض لأول مرة في أستراليا عام 2007، بمبادرة من الصندوق العالمي للطبيعة "WWF"، منظمة دولية غير حكومية تعنى بالحفاظ على البيئة وزيادة الوعي بقضايا المناخ.
وجرت العادة في هذه الساعة على إطفاء الأنوار في جميع دول العالم؛ تضامنًا مع قضايا البيئة وأملًا في إيجاد حلول للتحديات المناخية الأكثر إلحاحًا، ودعوة الحكومات والأفراد إلى ترشيد الاستهلاك العالمي للطاقة.
ساعة الأرض.."جرس إنذار"
وقال خبراء في مجال البيئة لـ"العين الإخبارية" إن ساعة الأرض 2023 تعتبر "جرس إنذار" ينبه الحكومات ومتخذي القرار على المستوى الدولي إلى الابتعاد عن أهداف التنمية المستدامة واتفاقية باريس للمناخ.
وأشاد الدكتور محمد عبدالمنعم، كبير المستشارين فى منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "FAO"، بفعالية ساعة الأرض، مؤكدًا أنها "حدث سنوي مهم لتوعية الحكومات وصانعي القرار والمؤسسات والأفراد في جميع دول العالم بأهمية قضايا المناخ والبيئة، من أجل تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري".
وأضاف لـ"العين الإخبارية": "الوقود الأحفوري هو المصدر الرئيسي لغاز ثاني أكسيد الكربون، وتوليد الكهرباء في عدد كبير من دول العالم يتم عن طريق الاحتراق الذي ينتج بدوره غازات الاحتباس الحراري، وهو ما يؤدي في النهاية للإضرار بالبيئة والمناخ والاقتراب من نهاية الكوكب".
"نصف يوم للأرض"
ويقول "عبدالمنعم": "ساعة الأرض فعالية رمزية للتوعية بقضايا البيئة والمناخ، والدعوة للاعتماد على البدائل النظيفة للطاقة مثل طاقة الشمس والرياح، ومن الجيد أن نخصص ساعة في العام لإطفاء الأنوار، والأفضل في رأيي هو تخصيص ساعة في الشهر لهذا الغرض".
ودعا كبير مستشاري "الفاو" الحكومات والمؤسسات إلى تطوير سياسات أكثر استدامة، تراعي البيئة والمناخ، مشيرا إلى أن "بعض الدول وضعت خططا واستراتيجيات للوصول إلى صفر انبعاثات سواء في عام 2030 أو أو 2050 أو 2060، والرهان دائمًا على قدرة الدول على الالتزام بهذه الخطط".
وأشار إلى أحدث تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ "ipcc"، وتحذيره من أن الهدف العالمي للحد من الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية أصبح "بعيدًا للغاية"، مختتما: "هذا يعني حاجة الحكومات إلى تكثيف العمل وإيجاد البدائل لخفض الانبعاثات العالمية من ثاني أكسيد الكربون".
وضع مأساوي
من جهته، يقول حسن أبو النجا، الباحث والخبير الدولي في التنمية المستدامة والأمن المائي، إن تقرير "ipcc" يدق ناقوس الخطر ويؤكد أن "الوضع البيئ والمناخي أصبح مأساويًا، وأننا لسنا على الطريق الصحيح لتحقيق أهداف اتفاقية باريس بخفض درجة الاحترار 1.5 درجة".
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن "تأثيرات التغيرات المناخية أصبحت واضحة ومنها الفيضانات والجفاف، في أوروبا لم نتوقع أبدًا أن يحدث الجفاف بنفس الطريقة التي حدثت العام الماضي، وهذا أثّر بشكل كبير على القارة، وأصبح العالم كله معرضًا لآثار التغيرات المناخية".
وأردف: "في رأيي ساعة الأرض هي جرس إنذار لكل الحكومات والأفراد بأننا لسنا على الطريق الصحيح، وهذا يتطلب إعادة النظر والتفكير في الاستثمارات وفي طريقة صياغة السياسات، وكان من أهم نتائج مؤتمر كوب 27 في شرم الشيخ هو الدعوة للتخفيف من آثار التغيرات المناخية والتوسع في الطاقة النظيفة".
"لسنا على الطريق الصحيح"
وأشار خبير التنمية المستدامة إلى أن "مؤتمر شرم الشيخ أرسى هدف التكيف مع التغيرات المناخية في كل القطاعات، وبنسبة كبيرة العالم لم يستطع تحقيق هذا الهدف، خاصة في ظل الصراعات الدولية والحرب الروسية الأوكرانية والأزمة الاقتصادية العالمية، وكلها إشارات تقول إننا لسنا على الطريق الصحيح".
وأوضح أن المخرج الثالث من كوب 27 هو تلافي الأضرار والخسائر الواقعة على الدول النامية خاصة في أفريقيا، معقبًا: "من وجهة نظري، يجب أن تكون ساعة الأرض بمثابة وقت للتفكير في اعتمادنا على الكهرباء وفي سلوكياتنا كأفراد، وهذا يحتاج لتغيير كبير في قطاعات كثيرة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري".
وأشار خبير الأمن المائي إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2023، قائلًا: "أول مؤتمر للأمم المتحدة يسعى لإحداث نقلة نوعية في إدارة المياه، وهذا مهم جدًا لموضوع التغيرات المناخية، لأن العالم ليس على الطريق الصحيح لتحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالمياه، وهذا يحدث تغيرات في الدورة الهيدروليجية وزيادة معدلات التبخر".
واختتم: "مؤتمر المياه يسعى إلى نظام جديد للتعامل مع قضايا المياه والمناخ، ونحن لسنا بحاجة لمجرد تحسينات للوضع الحالي، ولكن نحتاج إلى نقلة نوعية ونظام جديد، وهذا يعتمد على التعاون بين الدول في قضايا المياه والتحول الكامل في الإدارة، بالإضافة إلى زيادة التمويل المخصص لقضايا المياه والمناخ".
aXA6IDE4LjE5MS4yMDAuMTE0IA== جزيرة ام اند امز