قبل أن تبتلعها الشمس.. خطة جريئة لتغيير مدار الأرض
نهاية كوكب الأرض على المدى الطويل تثير الخوف والريبة في النفوس، لذا توصل أحد العلماء لعدة نظريات من شأنها المساعدة في نجاة الأرض
يتوقع العلماء خلال 5 مليارات عام نفاد وقود الشمس مما يتسبب في تمددها لنحو 100 ضعف وبالتالي ابتلاع وتدمير الكواكب القريبة منها، وبينها كوكب الأرض، ويبحث العلماء عدة نظريات من شأنها المساعدة في نجاة الكوكب الأزرق من مصيره المحتوم.
وحسب الدراسة التي أعدها فريق بحثي بلجيكي ونُشرت في صحيفة "الفلك والفيزياء الفلكية"، فإن الشمس بتمددها ستبتلع كوكبي عطارد والزهرة وتحرق الأرض، قبل أن تموت وتتحول إلى نجم أبيض قزم بعد ملياري عام.
وفي تقرير لصحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية، فإن العلماء يترقبون بخوف تغير حالة الشمس ونفاد وقودها، لتتحول إلى عملاق أحمر أو نجم حجمه أكبر بكثير من حجمه الحالي، وهذا التوسع سيصل في النهاية إلى مدار الأرض ما يجعلها غير قابلة للعيش خلال 5 مليارات سنة.
ولمواجهة هذا المصير، اقترح مهندس الفضاء ماتيو سيريوتي، من جامعة جلاسكو الاسكتلندية، بعض الحلول الجذرية للمساعدة في تغيير مدار الأرض، وتعتمد هذه الأفكار على التقنيات المتوفرة حاليا أو التي ستكون متوفرة مستقبلا.
وتعتمد فكرة سيريوتي على توسيع مدار الأرض، ليبلغ نصف قطرها الجديد نحو 1.5 مرة مقدار نصف القطر الحالي تقريبا، الأمر الذي يكفل استمرارية العيش على الكوكب الأزرق.
وتدور نظرية سيريوتي الخيالية حول استهداف الكويكبات التي تمر بجوار الأرض ثم استخدام جاذبية الصخور الفضائية لتحريك مدار الأرض بعيدا عن موقعه الحالي، إلا أن تطبيق هذه الفكرة سيحتاج عددا ضخما من المركبات الفضائية التي يمكنها التحليق نحو الكويكبات ثم تحويل مدارها إلى مدار آخر يمر داخل المنطقة المحيطة بالأرض، وفق "ديلي إكسبريس".
فكرة أخرى تتضمن إطلاق الأشعة الأيونية على الكويكبات، ما سيدفعها بعيدا عن مدارها، إلى جانب الهبوط على سطح الكويكبات وتشغيل صواريخ دافعة على سطحها في عملية يطلق عليها تحريك الكتلة، مثل فيلم "هرمجدون" من بطولة بروس ويليس وبن أفليك.
نظرية أخرى أطلقها سيريوتي، وترتكز على نشر مجموعة من المرايا المقعرة حول الكويكب لعكس أشعة الشمس على سطحه مما يتسبب في تسامي سطح الكوكب (التحول من الحالة الصلبة إلى الغازية مباشرة)، الذي من شأنه توفير القوة اللازمة لتحريك الكويكب بعيدا.
وحسب سيريوتي، فإن الكويكبات لن تكون الحل الوحيد، إذ اقترح بناء شراع شمسي ضخم سيكون بمثابة ورقة انعكاس ضخمة تلتقط زخم الضوء من الشمس وتستخدم هذا الزخم لدفع الكوكب إلى الأمام.
وفي النهاية، قال إنه من المحتمل تطوير تقنيات في المستقبل يمكن من خلالها بناء هياكل مباشرة في الفضاء دون الحاجة إلى إعدادها أولاً على الأرض، لافتًا إلى أن بعض هذه الأبحاث قيد الدراسة الآن في مدينة جلاسكو، وأن هذه النظريات تعتمد بصورة أساسية على الفيزياء.