زلزال الجارتين يؤرق العراقيين.. هل يخبئ البحر الأحمر مزيدا من الكوارث؟ (خاص)
وسط هواجس ومخاوف العراقيين من وقوع زلازل أو هزات أرضية، على غرار ما تعرضت له تركيا وسوريا، يؤكد مسؤول حكومي أن العراق بعيد عن خطر ذلك رغم صعوبة التنبؤ بتلك الظواهر الجيولوجية.
الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا أمس الإثنين أعقبه عشرات الهزات الارتدادية، وعلى غرار ذلك سارعت السلطات العراقية بتوجيه المواطنين إلى اتخاذ الحيطة والحذر واتباع الإرشادات الخاصة بوقوع الزلازل، فيما أعلنت حكومة إقليم كردستان عن تعطيل الدوام في مؤسساتها 3 أيام.
ومنذ أمس، تنشغل مواقع التواصل الاجتماعي في العراق بتداول الزلزال المدمر الذي ضرب الجارتين تركيا وسوريا، خشية أن يكون له ارتدادات ذات تأثير عنيف في البلاد.
سميرة رضا خلف، مديرة الرصد الزلزالي في الهيئة العامة للأنواء الجوية، تقول لـ"العين الإخبارية"، إن "العراق في مأمن من ارتدادات الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا"، مضيفة: "العراق يقع على حدود الصفيحة العربية الشمالية الشرقية، وهناك حركة تصادم بينها والصفيحة الإيرانية والتركية، ما يدفع بإبعاد الزلازل المدمرة عند عمق الأراضي والمناطق ضمن الرقعة الجغرافية".
وتوضح: "يجب توخي الحذر والدقة من قبل المواطنين فيما يتم تناقله على مواقع التواصل من مخاطر وقوع زلزال مدمر في العراق، على غرار ما حدث أمس إقليميا".
من جانبه، كشف الأكاديمي المختص بعلوم البيئة والقشرة الأرضية، أحمد عسكر الأحمد، أنه توجد دراسة جيولوجية مفصلة عن الأماكن القلقة التي تدخل في مناطق حزام زلزالي أو نشاطات بركانية في العالم، والتي عادة ما يتفادون فيها بناء السدود والمشاريع الاستراتيجية.
ويضيف الأحمد لـ"العين الإخبارية"، أن العراق خارج ذلك الحزام ولا يشكل ذلك خطرا على مناطقه، كون أن أقرب نقطة منه تقع عند جبال زاكروس الإيرانية حيث ملتقى الصفائح التكتونية.
ويشير الأحمد إلى أن "ما يسهم في إبعاد خطر الزلازل المدمرة عن العراق، أن الأخير يقع عند السهل الرسوبي وهو ذو محتوى مائي يساعد على امتصاص تلك الهزات والارتدادات، فضلا عن عدم وجود تكونات صخرية قادرة على إحداث الفعل وردة الفعل".
وبشأن تسجيل العديد من الهزات والزلازل في العراق خلال العقد الأخير، يقول الأحمد: "هنالك نشاط بركاني تم رصده عبر الأقمار الصناعية لنشاط بركاني على الساحل القريب من البحر الأحمر، يتبع في تحركاته أنشطة زلزالية".
ويوضح : "الزلازل التي تضرب المنطقة الإقليمية تأتي من وجود انفتاح للبحر الأحمر يقدر بنحو 16 ملم سنويا، مما يدفع لتحرك الصفيحة العربية باتجاه الصفيحة الأوروبية الآسيوية".
كان العراق قد تعرض لزلزال في مارس/ آذار عام 2001، هو الأقوى بحسب سجلات الرصد البيئي حيث بلغت قوته 5.5 درجة على مقياس ريختر، ووقع عند مناطق البلاد الجنوبية في ذي قار وميسان بالقرب من الحدود الإيرانية لكنه لم يسفر عن وقوع خسائر كبيرة.
aXA6IDMuMTUuMTQxLjE1NSA= جزيرة ام اند امز