هل زلزال المغرب سببه "ضربة قمر"؟ خبير يرد على العالم الهولندي (خاص)
بعد أشهر من خفوت الأضواء المسلطة عليه، أعاد زلزال المغرب المدمر العالم الهولندي المثير للجدل فرانك هوغربيتس إلى الصورة من جديد.
وقبل أيام من وقوع زلزال المغرب المدمر مساء الجمعة الماضية، نشر فرانك هوغربيتس تدوينة عبر حسابه بموقع "X" (تويتر سابقًا)، قال فيها إن هناك اقترانا بين بعض الكواكب وقمرين، متوقعًا حدوث سلسلة من الهزات القوية في الفترة ما بين يومي 5 و7 سبتمبر/أيلول الجاري.
ودائمًا ما يُرجع العالم الهولندي وقوع الهزات الأرضية، منذ ذيوع صيته في أعقاب وقوع زلازل تركيا وسوريا في فبراير/ شباط الماضي، إلى القمر، قبل أن يفاجئ متابعيه مؤخرًا بمصطلح جديد يُدعى "ضربة قمر"، زاعمًا وقوع الهزة الأرضية القوية الأخيرة في المغرب بسببها، جراء مرور القمر وهو مكتمل في هيئة بدر على منطقة مراكش.
ما حقيقة مصطلح ضربة القمر؟
الظهور البارز الأخير لـ"هوغربيتس"، أعاد جدل ما يتلوه من توقعات إلى السطح، فقوبلت تصريحاته باستهجان من جانب علماء الفلك والجيولوجيا، مكذبين ما ينشره عبر مواقع التواصل.
كما أثار العالم الهولندي جدلًا بحديثه عن مصطلح "ضربة قمر"، بشكل أثار الفضول لدى البعض للتحقق منه.
في هذا السياق، نفى الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيزوفقية في مصر، صحة مصطلح "ضربة قمر" الذي خرج به مؤخرًا العالم الهولندي.
وقال "تادرس"، لـ"العين الإخبارية"، إن هذا المصطلح لم يسبق وأن تعرض له علماء الفلك، مستنكرًا النهج الذي يسير عليه "هوغربيتس" فيما يخص مزاعمه بتوقع الزلازل.
الزلازل وعلاقتها بالقمر
أضاف: "العالم الهولندي يزعم استخدامه لما يطلق عليه (الهندسة القمرية)، وأنا لا أقتنع بها ولم نتناوله في علم الفلك. ما يتحدث عنه مجرد اقترانات بين القمر والكواكب أو بين الكواكب وبعضها، ولو كانت الزلازل ترتبط بهذه الظواهر لكان رصدها المتخصصون".
ذكر "تادرس" أن العالم الهولندي يعتمد على برنامج يتابع به الاقترانات، ويبني عليها التوقعات التي يعلنها، وهو نهج مشابه لـ"المنجمين".
شرح: "المنجمون يتنبأون عن طريق علم الهيئة، فيربطون اقترانات الكواكب ويقارنونها بنفس الاقترانات التي وقعت في سنوات ماضية، ومن ثم يتوقعون تكرار أحداث شهدتها البشرية تزامنًا مع الاقترانات السابقة".
واستنكر "تادرس" فكرة الربط بين القمر والزلازل، من منطلق أنه مؤثر في عمليتي المد والجزر: "في هذه الحالة كان من الأحرى أن تقع الزلازل مع ظهور القمر العملاق، الذي يتواجد في منطقة الحضيض ويكون أقرب للأرض، وهنا يكون تأثيره على المد والجزر كبيرًا".