إغاثة متضرري زلزال تركيا وسوريا.. "بنات زايد" يتقدمن الصفوف
دور رائد وصورة مشرفة قدمتها المرأة الإماراتية في إغاثة المتضررين من الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، وذلك على أكثر من صعيد.
وتابع العالم كله بفخر واعتزاز صورة إحدى "بنات زايد" وهي تحمل بين يديها طفلا سوريا بعد إنقاذه من تحت أنقاض منزله المنهار في مدينة كهرمان مرعش بتركيا إحدى أكثر المناطق تضررا بالزلزال، فيما تهللت أساريرها فرحا بأن كلل الله جهود فريق البحث والإنقاذ الإماراتي الذي تنتمي إليه في إنقاذ عائلة مكونة من "أم وابن وابنتين" من الجنسية السورية من تحت الأنقاض.
صورة تبرز المشاركة الفاعلة للمرأة الإماراتية في عملية "الفارس الشهم 2"، التي انطلقت تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، لدعم جهود الإغاثة في تركيا وسوريا.
ثمار التمكين
ومن بين 92 فرد إنقاذ إماراتيا (رجالا ونساء) يتوزعون على ثلاث مناطق هي الأصعب في محافظة كهرمان مرعش منذ حدوث الزلزال، تقوم المرأة إلى جانب الرجل بجهود جبارة في ظل سوء الأحوال الجوية، وسباق مع الزمن لانتشال المصابين والعالقين تحت الأنقاض جراء الزلازل.
جهود تقدم مثالا مشرفا للمرأة الإماراتية في إغاثة الشعوب في مختلف المناطق المتضررة والمنكوبة، مستنيرة برؤية القيادة الرشيدة التي تؤمن بأهمية تمكين المرأة في مختلف المجالات.
ويواصل فريق الإمارات للبحث والإنقاذ ضمن عملية "الفارس الشهم 2" أعماله الإغاثية في تركيا ضمن جهوده لتخفيف آثار الزلزال. ويحرص الفريق على تطبيق أعلى معايير الأمن والسلامة خلال عملية انتشال الناجين، كما يتم التعامل مع أنقاض المباني باحترافية عالية.
ولتسريع وتيرة الإنقاذ، يتواصل العمل على مدار الساعة، حيث يعمل الفريق بنظام المناوبات على مدار اليوم في الفترتين الصباحية والمسائية، وذلك من أجل تغطية أكبر عدد من المنازل المهدمة التي توجد فرص للعثور على ناجين أسفل أنقاضها.
إنقاذ أسرة سورية
وتكللت جهود فريق البحث والإنقاذ الإماراتي، قبل يومين، بإنقاذ عائلة "أم وابن وبنتين" من الجنسية السورية من تحت الأنقاض بعد سقوط منزلهم في منطقة كهرمان في عملية إنقاذ استمرت أكثر من 5 ساعات، وسارعت الفرق الطبية المعنية بالتعامل مع أفراد العائلة بكفاءة عالية وتقديم الدعم الطبي اللازم لهم.
وتقدم أقارب وأصدقاء العائلة الذين تواجدوا في موقع المنزل المنهار بالشكر والتقدير إلى فرق البحث والإنقاذ الإماراتية على جهودها الكبيرة واحترافيتها العالية خلال عملية استخراج أفراد العائلة من تحت الأنقاض، كما أشادوا بدعم السلطات التركية لجهود الإغاثة.
الشيخة فاطمة بنت مبارك.. نموذجا
ولا تقتصر جهود المرأة الإماراتية في إغاثة المتضررين من زلزال تركيا وسوريا على العمل المباشر في جهود البحث والإنقاذ من أرض الميدان، بل تقوم بأدوار رائدة في مواقع عدة لجمع المساعدات وإرسالها وشحذ الهمم نحو تفعيل المشاركة الاجتماعية في حملات الدعم والإغاثة.
وقد وجهت الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي "أم الإمارات"، صندوق الشيخة فاطمة للمرأة اللاجئة-التابع للهلال الأحمر، بتقديم 50 مليون درهم لدعم حملة "جسور الخير" التي أطلقتها الهيئة لدعم الجهود الإنسانية والعمليات الإغاثية الجارية حاليا لصالح المتأثرين من الزلزال في كل من سوريا وتركيا.
تأتي توجيهات الشيخة فاطمة بنت مبارك في هذا الصدد، تعزيزا للدور الذي تضطلع به دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة، للحد من التداعيات الإنسانية التي خلفتها كارثة الزلزال على حياة الآلاف المتضررين على الساحتين السورية والتركية.
كما تأتي التوجيهات السامية تجسيدا للمواقف الإنسانية الأصيلة لها في مثل هذه الأزمات والكوارث، ما جعلها رمزا للعطاء الإنساني اللامحدود على مستوى الإمارات والعالم وباتت عنوانا للعمل الإنساني إقليميا ودوليا، ومن أكبر الداعمين والمانحين للمساعدات الإنسانية.
حملة "جسور الخير" أطلقتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بالتنسيق مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي ووزارة تنمية المجتمع، للمساعدة في تجميع وتعبئة حزم الإغاثة للمتضررين من الزلازل في سوريا وتركيا من خلال المشاركة المجتمعية، وقد أعلنت 16 مؤسسة إنسانية إماراتية الانضمام إليها.
وتبدأ حملة جسور الخير بتعبئة المساعدات الأولية ابتداء من يوم السبت 11 فبراير/شباط الجاري في تمام الساعة 9 صباحا وحتى الساعة 2 ظهراً، في كل من مركز أبوظبي الوطني للمعارض "أدنيك" في أبوظبي، ومركز دبي للمعارض في مدينة إكسبو دبي، وفي الشارقة جوار بحيرة خالد.
وتستمر عملية جمع التبرعات النقدية والعينية لمدة أسبوعين ابتداء من يوم 12 فبراير/شباط وبشكل مباشر من قبل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي والمؤسسات الإنسانية والخيرية الإماراتية المشاركة في المبادرة.
ملحمة إنسانية
جهود تتواصل على أكثر من صعيد رسمت عبرها دولة الإمارات ملحمة إغاثية إنسانية، قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وجعلت الإمارات في صدارة دول العالم الداعمة للشعبين التركي والسوري، بحجم تبرعات هو الأضخم حتى الآن، إذ تجاوز 100 مليون دولار، وجسر إنساني هو الأكبر أيضا حتى الآن، إذ تم تسيير 26 طائرة منه وما زال الدعم متواصلا.
تحركات فورية على أكثر من صعيد وضمن أكثر من مسار، شاركت فيها دولة الإمارات بمختلف مؤسساتها العسكرية والأمنية والدبلوماسية والخيرية، إضافة إلى شعب الإمارات والمقيمين بها، مجسدين صورة مثالية عن مفهوم "الأخوة الإنسانية" كما ينبغي أن يكون.
جهود جعلت مساعدات الإمارات ورجالها حاضرين خلال ساعات من وقوع الزلزال إلى جانب الأشقاء والأصدقاء في سوريا وتركيا لتقديم المساعدة وإزالة آثار الزلزال وتضميد أوجاع وآلام المصابين والمنكوبين.
وهز زلزال بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، تركيا وسوريا في ساعة مبكرة من صباح الإثنين الماضي، فأسقط آلاف المباني بما في ذلك العديد من المجمعات السكنية ودمر مستشفيات وجعل الآلاف بين مشرد ومصاب، وأسفر في حصيلة غير نهائية عن مقتل أكثر من 22 ألف شخص في البلدين.
عاصمة الإنسانية
تأتي هذه الجهود الإنسانية الشاملة والمتكاملة ضمن دبلوماسية العطاء الإماراتية واستراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها الإمارات وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" من دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين، الأمر الذي يتوجها بحق عاصمة للإنسانية.
كما تأتي تلك الجهود سيراً على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، في العطاء ومواصلة أعمال الخير، وحرصاً على استدامة أعمال الخير والأعمال الإنسانية التي كان يحرص على ديمومتها.
ويواصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مسيرة الخير التي بدأها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وفاء لسيرته واستلهاماً لحكمته، لتحتل دولة الإمارات لسنوات عدة المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الإنسانية نسبة إلى دخلها القومي.
وبلغة الأرقام، بلغ حجم المساعدات الإماراتية الخارجية منذ تأسيس دولة الإمارات أكثر من 320 مليار درهم شملت 201 دولة، من بينها مساعدات قدمتها دولة الإمارات بتوجيهات من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بلغت أكثر من 98 مليار درهم حتى عام 2000.
ووفقاً لبيانات حديثة صادرة عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية فقد بلغ إجمالي قيمة المساعدات الخارجية التي قدمتها دولة الإمارات خلال الفترة منذ بداية عام 2021 وحتى منتصف أغسطس/آب الماضي نحو 13 مليار درهم.
وضمت قائمة الدول التي شملتها المساعدات عدداً من الدول العربية والآسيوية والأفريقية والغربية، في ترجمة واضحة لشمولية الدعم الإماراتي للمشاريع والاحتياجات الإنسانية حول العالم، والتي لا ترتبط بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها، ولا البقعة الجغرافية أو العرق أو اللون أو الطائفة أو الديانة.