بعيدا عن فكرة الخلود.. علاج مستقبلي لعلاج الشيخوخة
الإنسان يفقد الخلايا التي تنقسم أو تتجدد في العادة، لتقل قدرتها على الانقسام بعد عدد معين من الانقسامات، ثم تصل إلى حالة الشيخوخة.
حاول العلماء على مدار التاريخ الحديث إيجاد علاج لمرض الشيخوخة، والحد من ظواهره التي تظهر بشكل واضح مع تقدم العمر، مثل ميل لون الشعر إلى الرمادي والأشيب، أو بروز تجعد في زوايا العينين، أو ألم في أسفل الظهر.
وتعددت محاولات البشر لتفادي آثار الشيخوخة، مثل صبغ الشعر أو الحقن بالكولاجين السائل، أو اللجوء إلى إجراءات أخرى.
وبعيدا عن "فكرة الخلود"، تمكن العلماء، بحسب ما ذكرته الكاتبة أرمسترونج، في تقرير بصحيفة تليجراف البريطانية، من تحقيق اختراقات علمية مهمة، منها على سبيل المثال ما توصل إليها علماء في "مايو كلينيك" بمينيسوتا، وهو أحد مراكز الأبحاث الرائدة في مكافحة الشيخوخة بالعالم.
وكشف العلماء في "مايو كلينيك" عن وجود علاج مستقبلي لمكافحة الشيخوخة، بعد أن أظهرت التجارب الأولية في البشر نتائج "مثيرة للإعجاب" من خلال ما يسمى بـ"خلايا الزومبي".
ومع تقدم الإنسان في العمر، فإنه يفقد الخلايا التي تنقسم أو تتجدد في العادة، لتقل قدرتها على الانقسام بعد عدد معين من الانقسامات، ثم تصل إلى حالة الشيخوخة.
وعند هذه المرحلة، فإن "الخلايا المتشيخة"، التي لا تعمل وليست ميتة بالكامل، تأخذ في التراكم، مما يثبط عملية إصلاح الأنسجة بواسطة الخلايا الجذعية.
وفي هذه المرحلة أيضاً، يصبح الإنسان غير قادر على إصلاح نفسه على نحو فعال، كما هو الحال عندما كان في عمر الذروة، وبالتالي يبدأ الجسم بالتدهور التدريجي.
وتعتقد الكاتبة آرمسترونج أن "الشيخوخة هي الثمن الذي ندفعه مقابل الحماية من السرطان عندما نكون صغاراً".
ومع ذلك، فإن هناك الكثير من السلبيات في هذه الخلايا، فتراكمها مثلاً يتسبب بأمراض عصبية مثل ألزهايمر وباركنسون.
وبصرف النظر عن الاختراقات العلمية المتحققة حتى الآن أو في المستقبل القريب، فإن أرمسترونج تشكك في إمكانية التوصل إلى علاج فعال أو ما تصفه بأنه "طلقة مضادة للشيخوخة"، مشددة على أن "الشيخوخة مسألة حتمية"، لكنها قابلة للترويض أيضاً.
ومن أبرز الأدوية التي تخفف من آثار الشيخوخة أدوية "الستاتين"، التي تستخدم لخفض مستويات الكوليسترول، وتحمي من أمراض القلب، وكذلك "ميتفورمين"، وهو علاج خافض لسكر الدم، وقد يمنع مضاعفات القلب والأوعية الدموية، وربما مضاعفات السرطان في مرضى السكري، كما يساعد في تقليل مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة.
وثمة دواء آخر يعرف باسم "راباميسين"، وهو علاج مضاد للمناعة، يستخدم لمنع رفض الأعضاء في عمليات زرع الأعضاء، ويعتبر مفيداً بصفة خاصة في عمليات زرع الكلى، كما أنه يمتلك خصائص قوية مضادة للمناعة، وربما يكون مفيداً أيضاً في علاج بعض الأمراض السرطانية.
لا شك في أن ممارسة بعض الرياضات الذهنية مثل اليوجا تمنح الإنسان شعوراً بالإيجابية، وتعمل على تقوية جهاز المناعة، لكن لا بد أن تترافق مع استمرارية الحركة والنشاط وممارسة التمارين الرياضية، بما فيها الركض وقيادة الدراجة الهوائية، للمحافظة على "شباب دائم".
ولتحسين الجهاز المناعي، لا بد من الوقوف والحركة كل ساعة تقريباً، ويساعد في ذلك أيضاً العمل على مكتب أثناء الوقوف، وتجنب تناول الدهون، والزيادة في تناول الفواكه والخضار الطازجة.
ويساعد تناول مضادات التأكسد والريسفيراترول، وهو مركب كيماوي يوجد في شور العنب والتوت والتوت الأزرق والعليق، في تجنب الشيخوخة المبكرة وإطالة العمر.