الجراد.. جيل جديد من الآفات المدمرة بشرق أفريقيا
آفة غير مسبوقة يرجح أنها ناجمة عن أسباب ذات صلة بالتغيرات المناخية، تغزو إثيوبيا وكينيا والصومال منذ فترة
تهديد خطير وغير مسبوق للأمن الغذائي يتسبب فيه انتشار الجراد الصحراوي في القرن الأفريقي، مع تكاثر الجيل الجديد من الحشرات، ما ينذر بوصوله إلى بلدان أخرى.
آفة غير مسبوقة يرجح أنها ناجمة عن أسباب ذات صلة بالتغيرات المناخية، تغزو إثيوبيا وكينيا والصومال منذ فترة، وسط مخاوف سريان عدواها إلى دولتي جنوب السودان وأوغندا، وتوقعات بتكوين أسراب جديدة في إريتريا والسعودية والسودان واليمن، مع استمرار انتشار الجراد على جانبي البحر الأحمر.
وحذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، من أن هذا "الغزو" الذي يجتاح شرق أفريقيا، يهدِّد الأمن الغذائي لملايين المواطنين ممن يعانون أصلًا من أزمة غذائية حادة، ما يعني أن السكان قد يفقدون الغذاء جراء أسراب الحشرات التي تلتهمه يوميا.
وفي تقرير نشرته عبر موقعها الالكتروني، قالت "الفاو" إنها لم تحصل سوى على 21 مليون دولار من الـ 76 مليون دولار المطلوبة للتصدي لآفة الجراد التي تجتاح شرق إفريقيا.
وحذرت المنظمة من أن إثيوبيا والصومال تواجهان أزمة تعتبر الأكبر منذ ربع قرن، في حين لم تشهد كينيا تهديدا مماثلا منذ 70 عاما.
مخاطر تهدد بكارثة مجاعة وهذا ما أكده منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ مارك لوكوك، بقوله الاثنين خلال مؤتمر صحفي، إن 13 مليون شخص في البلدان الثلاثة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، 10ملايين منهم يعيشون في المناطق المتضررة بسبب الجراد.
وأضاف لوكوك أن الأسوأ في حال لم يتم التوصل إلى حل للآفة خلال أسبوعين أو ثلاثة على أقصى تقدير، فإن الأمر قد يتحول إلى كارثة خارجة عن السيطرة.
الجراد الصحراوي.. أسباب الآفة
من جانبه تحدث رئيس شعبة الطوارئ والتأهيل في "الفاو" دومينيك بيرجون، عن أسباب انتشار الجراد في شرق أفريقيا، وربط الظاهرة بالمناخ بشكل أساسي.
وقال بيرجون في تصريحات إعلامية، إن إعصاريْن ضربا المحيط الهندي في مايو/ أيار وأكتوبر/ تشرين الأول 2018، ما تسبّب في حدوث رطوبة عالية في منطقة الربع الخالي الواقعة بين اليمن وعُمان والسعودية، وهي منطقة لا يمكن الوصول إليها بسبب طبيعتها، وقد انتعش الجراد هناك وتكاثر بكثرة.
وأوضح أن حركة الجراد غير محددة، إذ من الممكن أن يتحرك في الاتجاهين أي شمالا وجنوبا، ويتجه حيثما يجد الرطوبة التي تعتبر بيئة خصبة بالنسبة له لوضع البيض، وهذا ما يفسر اكتساحه لليمن قبل أن ينتقل منه عند موسم الجفاف في يونيو 2019 إلى شمال شرقي إثيوبيا وشمالي الصومال.