عيد الفصح الحزين.. كورونا يمنع الاحتفالات والقداديس والمسيرات
مئات ملايين المسيحيين الكاثوليك والبروتستانت الذين يخضعون لحجر مثل نصف سكان العالم يبدأون المراسم الدينية بشكل غير مسبوق
بدأت عطلة عيد فصح حول العالم، السبت، بلا مسيرات وقداديس تقليدية، في ظل تفشي وباء كورونا المستجد "كوفيد-19"، الذي أودى بحياة أكثر من 100 ألف شخص، بينهم أكثر من 20 ألفا في الولايات المتحدة.
وشهدت حصيلة الوباء ارتفاعا كبيرا، إذ سجلت الولايات المتحدة أكثر من 20 ألف وفاة و519 ألف إصابة، وفق تعداد جامعة جونز هوبكنز، واقتربت إيطاليا من عتبة 20 ألف وفاة (19468).
وخرق نحو 200 شخص تدابير الحجر المنزلي للمشاركة في قداس الجمعة العظيمة في بوليا بجنوب شرق إيطاليا، ما أثار موجة انتقادات ودفع رئيس بلدية البلدة التي وقع فيها الانتهاك للاعتذار.
ومساء الجمعة، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن قرار إرخاء تدابير التباعد الاجتماعي والحجر لإعادة تشغيل الاقتصاد في الولايات المتحدة سيكون "أكبر قرار في حياتي على الإطلاق".
وكغيرها من الدول، يفترض أن تلتزم الولايات المتحدة التي سجلت أكبر عدد من الإصابات، الحذر بشأن رفع إجراءات العزل، إذ إن اتخاذ قرار قبل الوقت المناسب قد يؤدي إلى انتشار الوباء من جديد، والتأخر فيه يمكن أن يزيد من الكلفة الاقتصادية المؤلمة جدا حتى الآن.
وفي نيويورك، المدينة التي شهدت أكبر انتشار للمرض، أظهرت صور صادمة التقطتها وسيلة إعلام محلية باستعمال طائرة مسيّرة عشرات التوابيت بصدد الدفن في قبر جماعي في هارت آيلند، وهي جزيرة تقع شمال شرق حي برونكس ويطلق عليها منذ وقت طويل "جزيرة الموتى"، لاستخدامها منذ القرن التاسع عشر كمدفن للفقراء.
وقال رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلاسيو إن المدارس العمومية في المدينة ستبقى مغلقة حتى نهاية العام الدراسي، وهو ما اعتبر أنه "سيساعد في إنقاذ الأرواح".
وفي بداية عطلة عيد الفصح، بدأ مئات ملايين المسيحيين الكاثوليك والبروتستانت الذين يخضعون لحجر مثل نصف سكان العالم، المراسم الدينية بشكل غير مسبوق، خصوصاً في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان التي خلت من المصلين.
وسيتابع المؤمنون القداديس، في أهم عيد مسيحي، عبر الشاشات، ويرأسها البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، الذي يخضع للعزل أيضا، وسيتابعون من بيوتهم قداس الأحد.
وكان البابا قال عند إحيائه شعائر "درب الصليب" في ساحة القديس بطرس الخالية، الجمعة، "يا رب لا تتركنا في الظلام وفي ظل الموت واحمنا بدرع قوتك".
وفي القدس، وللمرة الأولى منذ أكثر من قرن، أغلقت كنيسة القيامة أمام الجمهور في نهاية أسبوع الفصح، وأقيم قداس بسيط يوم الجمعة العظيمة.
إلى جانب الولايات المتحدة، ارتفعت حصيلة وفيات الوباء في فرنسا إلى 13800، وفي بريطانيا حيث توفي نحو ألف شخص في يوم واحد، اترفع الإجمالي إلى نحو 10 آلاف وفاة.
وارتفع عدد الوفيات 3 أضعاف خلال 8 أيام في بلجيكا، حيث أودى الوباء بحياة 3019 شخصاً، وتجاوز عدد الوفيات الألف في البرازيل، الجمعة.
ويدل التراجع الخجول للضغط على المستشفيات في عدد من الدول، على أن إجراءات العزل بدأت تؤتي ثمارها، وأعلنت إسبانيا (16.353 وفاة إجمالاً) وانخفاض عدد الوفيات لليوم الثالث على التوالي (510).
لكنّ الفيروس يواصل الانتشار سريعاً في مناطق أخرى، على غرار بلدية توميلوسو جنوب العاصمة مدريد، حيث هناك "نحو خمسين وفاة" في دار للمسنّين، وفق مصدر بلدي.
ودعت الحكومة البريطانية إلى احترام إجراءات العزل على الرغم من الطقس الجيد في نهاية الأسبوع.
وتم تمديد إجراءات العزل في إيطاليا وأيرلندا حتى مطلع مايو/أيار، وفرضت تركيا حيث توفي نحو ألف شخص بالمرض، عزلاً في 31 مدينة طوال عطلة نهاية الأسبوع، أغرق مدينة إسطنبول البالغ عدد سكانها 16 مليون نسمة في صمت لم تشهده قبلاً. وفرغت، السبت، ساحة تقسيم وجادة استقلال التي عادة ما تضج بالناس.
ويفترض أن يمدد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لأسبوعين مدة العزل المشدد المفروض على بلده، الذي يقطنه 1.3 مليار نسمة.
وسيصير وضع كمامة إجبارياً في بلغاريا ابتداء من الأحد وحتى 26 أبريل/نيسا. وطبق الأمر أيضاً في المغرب حيث انتشرت بشكل كبير صورة الملك محمد السادس وهو يضع قناعاً خلال أحد اجتماعاته.
وفي إيران، ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 4357 وفاة، وبينما تستعد بعض الدول الأوروبية لرفع هذه الإجراءات كما فعلت الصين، شددت منظمة الصحة العالمية على أن القيام بذلك بسرعة "يمكن أن يؤدي إلى عودة قاتلة" للوباء.
ووفق دراسة نشرتها، الجمعة، المراكز الأمرييكية للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها، يمكن للفيروس أن ينتقل في الجو لمسافة تصل إلى 4 أمتار عن أحد المرضى.
وفي الصين، حيث تمت السيطرة على الفيروس على ما يبدو، تعرض أفارقة يقيمون في مدينة كانتون الكبيرة جنوب البلاد لمضايقات وتمييز عقب تسجيل إصابات بكوفيد-19 في صفوف الجالية النيجيرية، وعبر الاتحاد الأفريقي عن "قلقه العميق" تجاه هذه الحوادث.
أما في القارة الأفريقية فبلغت حصيلة فيروس كورونا نحو 13 ألف إصابة و700 وفاة، وفق الأرقام الرسمية.
وقالت مسؤولة منظمة الصحة العالمية في أفريقيا ماتشيديسو موتي إن الفيروس "ينتشر إلى خارج المدن الكبرى"، وعبرت عن خشيتها من أن تتحول القارة لـ"جبهة جديدة".
وأعلنت وزارة الجيوش الفرنسية أن حاملة الطائرات النووية شارل ديجول التي سجلت على متنها 50 إصابة بكوفيد-19، تصل مدينة تولون جنوب البلاد، الأحد.
aXA6IDMuMTQwLjE4Ni4xODkg جزيرة ام اند امز