قصص مؤلمة من الغوطة الشرقية.. أشباح آدمية بلا غذاء أو دواء
توأمان غير مكتملي النمو يولدان وسط حالة من الفوضى، وطبيبة أورام بلا دواء لعلاج مرضاها، وأم أمنيتها الأخيرة ألا يموت أطفالها وهم جوعى.
بينما يحاصر الموت ما يقرب من 400 ألف شخص في الغوطة الشرقية؛ بسبب اجتماع قصف النظام السوري الوحشي مع حصار يفرضه منذ سنوات، رصد نشطاء من مركز الغوطة الإعلامي قصصا مؤلمة من بين المحاصرين.
توأمان غير مكتملي النمو يولدان وسط حالة من الفوضى، وطبيبة أورام لا تمتلك دواء لعلاج مرضاها، وأم أمنيتها الأخيرة أن يجدهم الموت هي وأطفالها شبعى عندما يأتيهم.
لايزال 400 ألف شخص محاصرين في الغوطة الشرقية، في حاجة ماسة لتلقي مساعدات إنسانية، ومع زيادة أعمال القصف خلال الأيام الأخيرة، توجهت العائلات للاختباء تحت الأرض وبالملاجئ المؤقتة والمستشفيات المتبقية.
- الغوطة الشرقية.. هيستريا العنف تجسد مذبحة القرن الـ21
- بالفيديو.. مراهق سوري يوثق مأساة الغوطة الشرقية بـ"السيلفي"
لكن دون الإمدادات الطبية الأساسية وكميات محدودة من الطعام والمياه، فإن تلك العائلات أصبحت لا تملك خيارات كثيرة، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
حضانات تحت الأرض
ولد محمد وعمار في الغوطة الشرقية المحاصرة، وأول نوبات بكاء لهما رافقها هدير الطائرات وأصوات الانفجارات المتواصلة.
جاء الطفلان إلى الدنيا غير مكتملي النمو، وولدا داخل آخر منشأة متبقية موجود بها حضانة، المنشأة موجودة تحت الأرض؛ لأن كثيرا من المستشفيات يتعرض للاستهداف.
تباطأ نمو الطفلين منذ إخراجهما من الحضانة، لكن لم يكن هناك مفر من إخراجهما لاستقبال أطفال آخرين، وقالت الممرضة ريم أبو أحمد: "لدينا 8 حضانات فقط وغرفة عناية مركزة واحدة، أحيانا نضع الأطفال على كراسي. هناك ضغط كبير، كل يوم يصل مزيد من الأطفال، لكنهم بالكاد يبقون على قيد الحياة".
أمنية أخيرة: بطن شبع
مايا أم لطفلين معاقين عالقة في الغوطة وليس أمامها سوى مشاهدة الجوع يفتك بأطفالها؛ فأسعار الأغذية الأساسية مثل الخبز تجعلها بعيدة المنال.
مايا غير قادرة على إطعام عائلتها، وتنتظر نهاية تراها حتمية، لكن لديها أمنية وحيدة: عندما يوافيهم الموت يكونون منعمين بمعدة شبعة.
وقالت مايا: "أكثر ما أخشاه هو الجوع؛ لأنه سبب مرض أطفالي الآن، والغارات الجوية هي السبب الثاني. الله يعلم ماذا سيحدث لاحقًا، أنا خائفة على أطفالي، وأمنيتي الوحيدة أن يحصلوا على ما يحتاجون".
أكبر أطفال مايا عمره 11 عاما، يفتش بين النفايات للعثور على أي مواد بلاستيكية يمكن استخدامها للتدفئة، أما والدهم سامي فقال: "لا أملك شيئًا كي أعطيه لأطفالي".
انتظار الموت
أصبح الموت أمرا روتينيا مع الغارات الجوية المتوصلة التي لا تبدو بلا نهاية،لكن الموت المفاجئ ليس ما يجول بخاطر الطبيبة وسام محمد، بل نفاد الإمدادات الطبية مع مرور الوقت.
وقالت وسام، آخر طبيبة أورام في الغوطة الشرقية: "لديّ 1288 مريضا، مات منهم 37 بسبب نقص الأدوية. جميع مرضاي في خطر محدق"، مضيفة: "سيموتون، واحدا تلو الآخر حتى انتهاء الحصار".
وذكرت الجمعية الطبية الأمريكية السورية أن 250 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 500 آخرين خلال أعمال القصف التي وقعت هذا الأسبوع، فيما أفادت تقارير أخرى بحصيلة تصل لـ300 قتيل.
aXA6IDMuMTQ1LjU3LjQxIA== جزيرة ام اند امز