الغوطة الشرقية.. تنديد دولي بالإبادة الجماعية
مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين وصف ما يحدث بالغوطة الشرقية بـ"حملة إبادة وحشية".
"جحيم على الأرض وإبادة جماعية".. جملة تلخص المعاناة داخل الغوطة الشرقية بسوريا، حيث قتل ما يقرب من 300 شخص جراء الضربات الجوية وقذائف المدفعية خلال يومين.
ولم تسلم مستشفيات المنطقة من القصف الذي طال وفق ما أعلنت الأمم المتحدة 6 منها منذ الإثنين الماضي، وفيما خرج 3 منها عن الخدمة، بقي مستشفيان يعملان جزئياً.
- الغوطة الشرقية.. هيستريا العنف تجسد مذبحة القرن الـ21
- النظام السوري يواصل قصف الغوطة وسقوط عشرات القتلى الجدد
تنديد دولي واسع
المجتمع الدولي أبدى تأثراً كبيراً إزاء ما يحدث بالغوطة الشرقية، حيث دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، الأربعاء، إلى وقف فوري للقتال في الغوطة الشرقية التي تحولت إلى "جحيم على الأرض" بالنسبة للمدنيين.
وقال جوتيريس أمام مجلس الأمن الدولي "أوجه نداء إلى كل الأطراف المعنيين من أجل تعليق فوري لكل الأعمال الحربية في الغوطة الشرقية لإفساح المجال أمام وصول المساعدة الإنسانية إلى جميع من يحتاجون إليها".
كما ندد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين بما قال إنها "حملة إبادة وحشية" ضد المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية.
وأضاف أن القانون الإنساني الدولي صيغ بإحكام لوقف مثل هذه الأوضاع التي يذبح فيها المدنيون بشكل جماعي من أجل تنفيذ أهداف سياسية وعسكرية.
أما اللجنة الدولية للصليب الأحمر، طالبت بضرورة السماح لنقل المساعدات إلى الغوطة الشرقية محذرة من أن القادم أسوأ.
وقالت رئيسة بعثة اللجنة الدولية في سوريا ماريان غاسر: "يبدو أن القتال سيسبب المزيد من المعاناة في الأيام والأسابيع المقبلة، ويجب أن يُسمح لفرقنا بدخول الغوطة الشرقية لمساعدة الجرحى"، مضيفة أن "الجرحى من الضحايا يلقون حتفهم فقط بسبب عدم تلقيهم العلاج في الوقت المناسب".
هدنة غير واقعية
وخلال الفترة الماضية فشلت جميع المحاولات الدولية للوصول إلى هدنة إنسانية في الغوطة الشرقية، ففي الثامن من فبراير/شباط، عقد مجلس الأمن اجتماعاً دون أن يتمكن من إحراز أي تقدم ملموس.
واعتبر السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا آنذاك أن وقفاً إنسانياً لإطلاق النار "ليس واقعياً"، فيما كرر طلبه، الأربعاء، بعقد اجتماع عاجل لبحث الوضع المتأزم في الغوطة الشرقية قرب دمشق.
وأوضح أن هذا الاجتماع العلني سيتيح لجميع الأطراف "عرض رؤيتهم وكيفية فهمهم للوضع واقتراح وسائل للخروج من الوضع الراهن".
من جانب آخر طالبت ألمانيا من روسيا وإيران بالضغط على النظام السوري لاحترام وقف لإطلاق النار في الغوطة الشرقية.
وصرح المتحدث باسم المستشارية الألمانية شتيفن سيبرت "نتساءل أين روسيا وإيران اللتان وعدتا في أستانة بضمان وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية، فبدون دعم هاتين الحليفتين لما كان نظام الأسد هنا اليوم".
كما طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بهدنة لإجلاء المدنيين، معتبراً ذلك ضرورياً ويجب أن يتم في أسرع وقت.
والثلاثاء أيضاً أعربت وزارة الخارجية الأمريكية، عن "بالغ قلقها" إزاء الوضع.
وقالت المتحدثة باسمها هيذر نويرت للصحفيين إن "وقف العنف يجب أن يبدأ الآن"، منتقدة ما وصفته بـ"سياسة الحصار والتجويع" التي يمارسها نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
كما دعت مصر، الأربعاء، أطراف النزاع السوري إلى "هدنة إنسانية" عاجلة لإدخال المساعدات وإجلاء الجرحى والمصابين من غوطة دمشق الشرقية.
إيران وبشار
ومن جانبه أكد نصر الحريري، رئيس هيئة التفاوض السورية، أن ما يحدث في الغوطة الشرقية يعد جريمة حرب، مطالباً المجتمع الدولي بمحاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم وفرض العقوبات على النظام السوري وإيران الداعمة له.
وأوضح الحريري أن النظام السوري استخدم الغازات السامة أكثر من مرة، لافتاً إلى أنهم يتواصلون مع روسيا وأمريكا لوقف القتال في الغوطة الشرقية.