نيران جحيم حلب تطارد الغوطة الشرقية
فصائل المعارضة ستستميت في الدفاع عن الغوطة الشرقية، باعتبارها آخر معقل لهم في محيط العاصمة دمشق.
بوصفها آخر معقل لهم في محيط العاصمة دمشق، ستستميت فصائل المعارضة في الدفاع عن الغوطة الشرقية، التي تتعرض لغارات يشنها النظام السوري، للحيلولة دون تحولها إلى حلب أخرى
الغارات الجوية للنظام السوري فتحت نيران الجحيم على الموجودين؛ حيث الوضع الإنساني المزري أصلا في الغوطة الشرقية، التي تتعرض لحصار قاسٍ منذ 2013، وسط تنديد أممي بسبب العدد الكبير من الضحايا وسط المدنيين.
وخلال الـ24 ساعة الماضية فقط، سقط 94 شخصا بفعل الحملة الحكومية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقرا له لمراقبة الحرب المستعرة منذ 8 أعوام.
هجوم ببراميل متفجرة
واكتظت مستشفيات الغوطة الشرقية بالمصابين، وبينهم الكثير من الأطفال، في منطقة تعاني من نقص حاد في المواد والمعدات الطبية.
وطالبت منظمة الأمم المتحدة بوقف استهداف المدنيين في الغوطة الشرقية، وقالت في بيان إنه "يجب أن يتوقف على الفور".
وأدت الحملة الحكومية إلى إصابة 325 شخصا آخرين في هذه المنطقة التي يقطنها 400 ألف شخص، بحسب أرقام أممية.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" شهادات سكان من المنطقة أن القوات الحكومية استخدمت البراميل المليئة بالمتفجرات وصواريخ أرض-أرض في هجماتها.
وبالنسبة إلى بانوس موميتزيس، منسق الأمم المتحدة الإقليمي للأزمة السورية، فإن الوضع الإنساني للمدنيين في الغوطة الشرقية يخرج عن نطاق السيطرة مع التصعيد الكبير للعمليات القتالية.
وأضاف المسؤول الأممي أن "الكثير من السكان ليس لديهم خيار يذكر سوى الاحتماء في الملاجئ والغرف الحصينة تحت الأرض مع أبنائهم".
الغوطة الشرقية و"سيناريو حلب"
وفقا للأمم المتحدة، فإن تصاعد العنف دفع قرابة 15 ألف مدني إلى الفرار من منازلهم الشهر الماضي، والاحتماء بملاجئ مؤقتة أو أقبية المباني.
وتُظهر العمليات القتالية هشاشة اتفاقيات "عدم التصعيد" التي توسطت فيها روسيا العام الماضي، بمعاونة كل من إيران الداعمة لنظام بشار الأسد وتركيا التي تدعم فصائل معارضة.
ونقلت وكالة أنباء رويترز عن سكان وعمال إغاثة أن اتفاقات "عدم التصعيد" لم تخفف معاناتهم في المنطقة التي يعوزها حاليا الغذاء والدواء والوقود.
ويشير وائل علوان، المتحدث باسم جماعة فيلق الرحمن المسلحة في الغوطة الشرقية، إلى أنه لا توجد اجتياحات ميدانية على الأرض واشتباكات، لكن هناك قصفا وتمهيدا ناريا كبيرا جدا.
ووسط إشارات روسية لاستنساخ تجربة حلب، التي استحوذ عليها النظام السوري أواخر 2016 بعد معارك دموية، لم يعد مستبعدا بدء حملة برية، يتساقط معها المزيد من المدنيين.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: "نستخدم تجربتنا في تحرير حلب.. في حالة الغوطة الشرقية"، في إشارة إلى دعم موسكو وحلفائها للقوات الحكومية.
وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية بأن السكان يخشون من أن تصبح هذه المعارك "سيناريو حلب" آخر، مع اشتداد الحصار والقصف الذي يطال المنشآت المدنية أيضا.
بينما صرح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، بأن التصعيد الجديد يُمهد لهجوم بري لقوات النظام، بعدما استكملت تعزيزاتها العسكرية قرب الغوطة.
فيما تسود حالة من القلق في دمشق بين المدنيين خشية انعكاس أي هجوم مرتقب على العاصمة، التي تطاولها باستمرار قذائف الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية.