عواقب اقتصادية وملاحية تطول دول العالم بفعل "إيفر جيفن".. تعرف عليها
نشر مركز الإمارات للسياسات، ورقة بحثية، بشأن العواقب الاقتصادية التي تهدد دول العالم التي تملك تجارة عالقة في قناة السويس.
وكشف تعطُّل سفينة الحاويات العملاقة "إيفر جيفن" في قناة السويس، عن عدد من الأبعاد المرتبطة بهذا الحادث النادر في هذا الممر المائي الحيوي، أهمها خطأ أو سوء تقدير من جانب السفينة.
ويبلغ طول سفينة الحاويات "إيفر جيفن" العالِقة في قناة السويس، 400 متر وتزن حمولتها 220 ألف طن، وقد كشفت صور التقطت بواسطة الأقمار الصناعية، ونشرتها وكالة "نوفوستي" الروسية، عن مسار دائري وغير مفهوم سلكته السفينة في البحر الأحمر قبل دخولها ممر القناة.
ومن جهة أخرى، لوحظ أن حادث سفينة "إيفر جيفن" في قناة السويس هو الحادث الثاني الضخم الذي تواجهه في السنوات الأخيرة، إذ سبق أن اصطدمت السفينة، التي شُيدت في 2018، بعبّارة صغيرة راسية في نهر "إلبه" بمدينة هامبورج الألمانية عام 2019، وبررت السلطات الأمر آنذاك برياح قوية.
* الخسائر الاقتصادية
وتمثل الإيرادات التي تجمعها قناة السويس المصدر الثاني لدخل الدولة المصرية بما يقرب من 5.5 مليار دولار سنوياً؛ "فالقناة هي المصدر الثاني للدخل بعد السياحة، وبما أن السياحة في حالة سيئة، فإن القناة بالضرورة تعد أمراً في غاية الأهمية اليوم بالنسبة لمصر".
وتمر من القناة بضائع يبلغ ثمنها أكثر من 9.5 مليار دولار يومياً، كما تمر نحو 30% من حاويات الشحن في العالم يومياً عبر قناة السويس، إضافة إلى نحو 12% من إجمالي التجارة العالمية لكل السلع.
وتُعد قناة السويس ممراً ملاحياً حيوياً للتجارة بين الدول الآسيوية والشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا الشمالية، ومن أصل 39.2 مليون برميل يومياً من النفط الخام المستورد بحراً في 2020، استخدم 1.74 مليون برميل يومياً القناة.
ويُفاقم التوقف الوضع السيّء لسوق الغاز الآسيوية، التي يعتريها الضعف بالفعل، نظراً إلى أن آسيا تصدّر الوقود إلى أسواق في الغرب، مثل أوروبا، ويتدفّق ما يزيد على 60% منه عبر القناة بحسب إحصاءات عام 2020.
ووفقاً لـ"بلومبرج" فإن التقارير المبدئية تشير إلى أن تكلفة انسداد القناة تبلغ نحو 400 مليون دولار في الساعة الواحدة، بناء على حسابات تشير إلى أن حركة المرور المتجهة غرباً تبلغ قيمتها نحو 5.1 مليار دولار في اليوم، وحركة المرور المتجهة شرقاً تبلغ 4.5 مليار دولار تقريباً.
وقد أحدث توقف قناة السويس اضطراباً نجم عنه ارتفاع في تكاليف الشحن لناقلات المنتجات البترولية إلى المثلين تقريباً هذا الأسبوع، وتحويل سفن عدة مسارها بعيداً من المجرى المائي الحيوي.
* ازدحام الممرات المائية
ووفق الورقة، فثمة خطر كبير آخر يتمثل في ازدحام الممرات المائية الأخرى حول العالم، وتكوُّن نقاط اختناق مع تكدُّس المزيد من السفن على طول قناة السويس وقناة بنما ومضيق هرمز ومضيق ملقا في جنوب شرقي آسيا.
وفي الوقت الذي تتعرض فيه قناة السويس لأزمة كبيرة حالياً نتيجة لتوقف الملاحة بها، يتم الترويج لطريق أقصر عبر القطب الشمالي يُعرف باسم الممر الشمالي الشرقي الذي يمر عبر روسيا.
وزاد عدد السفن التي تستخدمه إلى عدة مئات كل عام، ويرجع الفضل في ذلك جزئياً إلى الاحتباس الحراري الذي أدى إلى انخفاض كثافة الجليد القطبي.
لكن على الرغم من ذلك لا تزال حركة المرور هناك، مجرد جزء بسيط مما يمر عبر قناة السويس. ومن ناحية أخرى، أُعيد تسليط الضوء على وثيقة سرية تعود إلى عشرات السنين عن مخطط أمريكي لفتح ممر بحري بديل لقناة السويس في الصحراء الإسرائيلية عبر ربط البحر المتوسط بخليج العقبة، وفتح منافذ على البحر الأحمر والمحيط الهندي.
تُمثِّل حادثة جنوح سفينة الحاويات العملاقة " إيفر جيفن" في قناة السويس نموذجاً على مدى اعتماد التجارة المتزايد على سلاسل التوريد العالمية، وهو أمرٌ يحتاج إلى إعادة نظر بعد نهاية الحادثة التي عطلت مسار 356 سفينة.
aXA6IDMuMTQ1Ljc4LjExNyA= جزيرة ام اند امز