كم تحتاج مصر للتعافي من آثار أزمة "قناة السويس"؟.. إليك التوقعات
تتحضر مصر لأسابيع قادمة حتى تتعافى نهائيا من الآثار السلبية التي تسببت بها السفينة البنمية الجانحة "إيفر جيفن"، بعد نجاح تعويمها.
ويرى مختصون في صناعة الملاحة البحرية، أن إعادة تعويم السفينة واستئناف حركة الملاحة في أهم ممر عالمي للتجارة البحرية، لن يكون نهاية الأزمة بالنسبة لمصر، إذ تحتاج أسابيع لإعادة وتيرة السفن كما كانت.
وسيستمر تراكم السفن التي تنتظر المرور عبر القناة لعدة أيام، وقد تؤدي عمليات تحويل البضائع إلى إحداث فوضى في حركة المرور في الموانئ في جميع أنحاء العالم لأسابيع، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال.
وقدرت أليانز، عملاق التأمين الألماني، أن غلق القناة يمكن أن يقلل التجارة العالمية بما يصل إلى 10 مليارات دولار في الأسبوع. وتوصلت إلى أن استمرار إغلاق القناة لكل أسبوع، يمكن أن يقلل من نمو التجارة السنوي بمعدل 0.2 إلى 0.4 نقطة مئوية.
- رئيس هيئة قناة السويس: استئناف حركة الملاحة خلال ساعات
- صور.. شاهد عمليات التعويم الجزئي للسفينة الجانحة بقناة السويس
- تعويم السفينة الجانحة بقناة السويس.. تابع مسار الإنقاذ لحظة بلحظة
وكانت سفينة الحاويات "إم في إيفر جيفن" البالغ طولها 400 متر وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن، جنحت بالعرض، الثلاثاء الماضي، في مجرى قناة السويس، ما أدى إلى عرقلة حركة الملاحة في الاتجاهين في الممر المائي الذي يربط البحر المتوسط بالبحر الأحمر والمسؤول عن عبور أكثر من 10 بالمئة من التجارة البحرية العالمية.
وانتظرت أكثر من 356 سفينة للمرور عبر قناة السويس حتى اليوم الإثنين، بحسب تصريحات لرئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع، بينما لا تزال عشرات السفن الأخرى في طريقها للقناة رغم تجنب شاحنين آخرين المرور بشكل متزايد.
وأعلنت هيئة قناة السويس بدء تعويم سفينة الحاويات، إيفر جيفن، بنجاح، وتعديل مسارها بنسبة 80%، وابتعاد مؤخرة الناقلة عن الشاطئ بمسافة 102 متر بدلا من 4 أمتار، بحسب وسائل إعلام محلية.
وأكدت Sea-Intelligence، وهي مجموعة بيانات مقرها كوبنهاجن، أن تغيير مسار السفن التي تستخدم عادة قناة السويس حول أفريقيا أو عبر قناة بنما على المدى الطويل من شأنه أن يخفض بشكل فعال قدرة شحن الحاويات في العالم بنحو 6% لأن السفن ستقضي المزيد من الوقت في رحلاتها.
وقالت المجموعة في تقرير حديث: "من الواضح أن مثل هذا المقدار من القدرة الاستيعابية سيكون له تأثير عالمي وسيؤدي إلى نقص حاد في القدرات".. وأشارت إلى أن انسداد قناة السويس سيؤثر على جميع الممرات التجارية حيث تقوم خطوط الحاويات بتعديل مساراتها مع السفن في البحر لفترات أطول.
وبدأ تجار التجزئة وشركات السلع الاستهلاكية والمصنعون في اللجوء إلى الشحن الجوي والموردين البديلين أثناء تقييمهم لكيفية تأثير التأخيرات على سلاسل التوريد الخاصة بهم.
وقال إريك مارتن نيوفيل، نائب الرئيس التنفيذي لشحن البضائع في شركة Geodis SA للخدمات اللوجستية ومقرها فرنسا، إن سعة السكك الحديدية والشحن الجوي ضيقة، ومع ذلك، فقد حد من الخيارات أمام العديد من شركات الشحن.
وأوضح نيوفيل "بجانب التكاليف المرتفعة، سعة الشحن الجوي والسكك الحديدية منخفضة مقارنة بالشحن البحري". وتابع "ستؤدي الأزمة الحالية إلى مستوى جديد من الفوضى في الجداول الزمنية، والازدحام في موانئ الوصول في كل من أوروبا وآسيا، وستؤدي إلى اختلال توازن جديد وهام في مواقع الحاويات مع شل حركة الصناديق التي تمس الحاجة إليها في البحر وفي الموانئ".
وقدرت مجموعة Signal Group، وهي شركة لإدارة الناقلات لها مكاتب في لندن وأثينا، أن إغلاق القناة لمدة أسبوعين سيقلل بشكل فعال من القدرة على شحن النفط الخام والمنتجات البترولية بنسبة 4.4%.
في حين أن الإغلاق لمدة أربعة أسابيع سيستغرق 12.6% من سعة الناقلات من خلال طلب رحلات أطول حول المنطقة المحظورة، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الشحن لقطاع النفط.
aXA6IDE4LjIyNC43My4xMjQg جزيرة ام اند امز