تفاصيل اللحظات الأخيرة في تعويم السفينة "إيفر جيفن" بقناة السويس
نجحت جهود هيئة قناة السويس أخيرا، في إعادة تعويم السفينة الجانحة بشكل جزئي.
أعلن الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، اليوم الإثنين، بدء تعويم سفينة الحاويات البنمية الجانحة "إيفر جيفن" بنجاح بعد استجابة السفينة لمناورات الشد والقطر، حيث تم تعديل مسار السفينة بشكل ملحوظ بنسبة 80%.
ووفقا لبيان للهيئة فإن مؤخر السفينة ابتعد عن الشاطئ بمسافة 102 متر بدلا من أربعة أمتار.
- النفط يستجيب لتحريك السفينة الجانحة بقناة السويس.. ماذا حدث للأسعار؟
- إثر تعويم إيفر جيفن.. هل تخفض قناة السويس رسوم عبور السفن العالقة؟
ومن المقرر أن يتم استئناف المناورات مرة أخرى مع ارتفاع منسوب المياه إلى أقصى ارتفاع له في الفترة من الحادية عشرة والنصف صباحا ليصل إلى مترين اثنين، بما يسمح بتعديل مسار السفينة بشكل كامل لتصبح بمنتصف المجرى الملاحي.
ووجه ربيع رسالة طمأنة للمجتمع الملاحي الدولي باستئناف حركة الملاحة مرة أخرى في القناة بمجرد الانتهاء من تعويم السفينة بشكل كامل قريبا وتوجيهها للانتظار بمنطقة البحيرات لفحصها الفني.
وفي وقت سابق، أعلنت شركة "إنش كيب" لخدمات الشحن منذ قليل إعادة تعويم السفينة الجانحة "إيفر جيفن" في قناة السويس منذ الثلاثاء 23 مارس/آذار الماضي.
وقالت "إنش كيب" إنه يجري حاليا تأمين السفينة "إيفر جيفن"، ومن المتوقع البدء في عودة حركة الملاحة بقناة السويس قريبا.
ومن المتوقع أن يصل المزيد من القاطرات إلى قناة السويس هذا الصباح للمساعدة في تحريك السفينة العملاقة، وذلك بعد أن وصلت مساء أمس القاطرة الهولندية "ألب جارد" إلى الموقع، في الوقت الذي واصلت فيه الكراكات أعمال إزالة الرمال والطين من تحت مقدمة السفينة لإتاحة المساحة اللازمة للتحرك والقيام بمناورات القطر.
وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن القاطرة الإيطالية "كارلو ماجنو" كانت في طريقها إلى قناة السويس للمشاركة في عملية تعويم السفينة الجانحة "إيفر جيفن".
وعكفت الهيئة خلال الساعات الماضية على مواصلة أعمال توسيع نطاق التكريك والحفر بمنطقة مقدمة السفينة، وذلك من خلال إزالة جوانب القناة بتلك المنطقة والتكريك للوصول بها إلى عمق 18 مترا لتسهيل عملية تعويمها، وفقا لما قاله رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع، في بيان له.
وكان الرئيس السابق لهيئة قناة السويس ومستشار الرئيس لشؤون مشروعات قناة السويس والموانئ مهاب مميش توقع أن تحل هذه الأزمة بنهاية اليوم بحد أقصى.
وأعرب مميش، عن تفاؤله بأن تتمكن القاطرات من تحريك السفينة اليوم.
• روسيا وألمانيا تمدان يد العون
وانضمت روسيا وألمانيا إلى الدول التي عرضت مساعدة مصر من أجل إنهاء الأزمة الحالية. وعرضت روسيا تقديم "أي مساعدة ممكنة" لتعويم السفينة الجانحة، حسب ما أكد السفير الروسي بالقاهرة جورجي بوريسينكو لوكالة ريا نوفوستي الحكومية الروسية أمس الأحد.
وقال بوريسينكو إن القاهرة لم تطلب حتى الآن الدعم من موسكو لتعويم السفينة، إلا أن روسيا تود المساعدة لإعادة فتح هذا الشريان الحيوي للتجارة العالمية.وقال السفير الألماني بالقاهرة أيضا إن بلاده مستعدة للمساعدة إذا ما طلب منها ذلك. وكانت الولايات المتحدة وتركيا عرضتا المساعدة نهاية الأسبوع الماضي واستعدادهما لإرسال معدات ضرورية لعملية تحريك السفينة.
وانضمت 6 سفن تابعة للخط الملاحي هاباج لويد إلى أكثر من 20 سفينة قررت عكس اتجاهها وقطع آلاف الأميال الإضافية حول رأس الرجاء الصالح بسبب استمرار تعطل القناة، وفقا لبيان صادر يوم السبت. وهناك تسع سفن أخرى تابعة للخط الملاحي الألماني كانت عالقة في انتظار تعويم "إيفر جرين".
وأعلنت هيئة قناة السويس أنها تدرس تقديم حوافز للسفن العالقة، وذلك لتعويضها من خلال المزيد من التخفيضات على رسوم العبور، بخلاف التخفيضات التي تتيحها الهيئة بالفعل لتنشيط حركة السفن بالقناة.
وقال ربيع أيضا إن هناك ما لا يقل عن 369 سفينة تنتظر عبور القناة، من بينها 25 ناقلة نفطية.
وكانت صور الأقمار الصناعية لحركة السفينة بقناة السويس أظهرت أنها كانت تميل إلى الجنوح، بحسب ما قالته إيمان الحصري، مقدمة برنامج "مساء دي إم سي"، وتحدثت حول هذه الموضوع أيضا لبنى عسل، في برنامج "الحياة اليوم".
تداعيات الأزمة
أعلنت وزارة البترول السورية البدء في ترشيد عملية توزيع مشتقات البترول مثل البنزين والديزل لتأثر الإمدادات النفطية إلى البلاد بحادث تعطل السفينة الجانحة في قناة السويس، حسب ما أوردته الوكالة العربية السورية للأنباء.
وأوضحت الوزارة أن توقف حركة الملاحة بالقناة تسبب في تأخر وصول ناقلة للنفط ومشتقاته إلى سوريا، وهو الأمر الذي من شأنه أن يفاقم من أزمة الوقود في البلاد.
أكبر من أن تُبحر؟
وألقت أزمة قناة السويس الضوء على سفن الشحن العملاقة التي أصبحت تنمو في السنوات الأخيرة بمعدلات أسرع من قدرات البنية التحتية اللوجستية، سعيا وراء المزيد من الكفاءة، بحسب تقرير فايننشال تايمز.
وبالرغم من كفاءة استخدام الطاقة التي تقدر بسبعة أضعاف النقل البري، فإن الحمولات المرتفعة على أسطح السفن العملاقة تجعلها أكثر تأثرا بسرعة الرياح، وعرضها المتسع كثيرا يصعب من القدرة على توجيهها والتحكم فيها.
وبدأ ملاك السفن بالفعل في التعلم من الدرس الحالي فتقول لارا جينسين، مستشارة سيل إنتيليجينس، أن شركتها رصدت "موجة تراجع ضعيفة" في عدد الحاويات على أسطح السفن إلى حوالي 15 ألف كحد أقصى نزولا من 25 ألفا حاوية للسفينة الواحدة سابقا.
قد يكون العالم معتمدا على النقل البحري بشكل مبالغ فيه -أو على الأقل هذا ما تلمح إليه الصين، إذ إن هناك اتجاها متسارعا بين الشركات المصنعة الصينية للتوسع في نقل البضائع برا إلى أوروبا، في محاولة لتجنب التأخيرات الناجمة عن توقف حركة الموانئ بسبب جائحة "كوفيد-19" وهو ما يتسبب في ارتفاعات كبيرة بالأسعار، وفقا لصحيفة فايننشال تايمز.
وأرسلت الصين ما يزيد عن ألفي قطار شحن إلى أوروبا في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط الماضيين، بما يعادل ضعف عدد القطارات المسجلة في الفترة ذاتها من عام 2020، إذ يسهم انخفاض تكاليف النقل باستخدام قطارات الشحن وعدد الأيام الأقل الذي تتطلبه وسيلة النقل تلك في جعلها خيارا أكثر جاذبية.
aXA6IDE4LjE4OS4xODUuNjMg جزيرة ام اند امز