إثر تعويم إيفر جيفن.. هل تخفض قناة السويس رسوم عبور السفن العالقة؟
كشفت هيئة قناة السويس عن دراسة منح حوافز السفن العالقة بالقناة.. دون أن تفصح عن هوية هذه الحوافز.
واليوم الإثنين، ذكرت هيئة قناة السويس أن عملية إعادة تعويم سفينة الحاويات الضخمة الجانحة في الممر المائي قد بدأت بنجاح وأن عمليات القطر ستستأنف مع ارتفاع المد في وقت لاحق اليوم الإثنين.
وأضافت الهيئة في بيان أنه تم تعديل مسار السفينة إيفر جيفن بشكل ملحوظ بنسبة 80%، وأن حركة الملاحة ستستأنف بمجرد توجيه السفينة إلى منطقة الانتظار بالبحيرات.
وبالعودة إلى الحوافز التي تحدث عنها الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، خلال مؤتمر صحفي عقدته الهيئة أول أمس السبت، تأتي على إثر أزمة السفينة الجانحة "إيفر جيفن" التي تسببت في إغلاق المجرى الملاحي منذ 23 مارس/آذار الحالي، وتعطل أكثر من 321 سفينة حتى الآن.
وفسر ربيع أسباب هذه الحوافز المزمع تقديمها عقب تعويم السفينة اليابانية الجانحة، بأن هذه السفن العالقة ليس لها ذنب في الأزمة، ومثلها مثل القناة، لذلك هناك تفكير في تقديم حوافز لها.
تخفيض الرسوم الخيار الأقرب
رجحت مصادر بهيئة قناة السويس لـ"العين الإخبارية" أن تكون الحوافز المزمع تقديمها للسفن العالقة بمناطق الانتظار بالمجرى الملاحي، عبارة عن تخفيضات في رسوم العبور، كنوع من المساندة لها.
وأضاف أن تخفيض الرسوم هي السياسة التسويقية التي تعتمد عليها قناة السويس خلال السنوات الأربعة الأخيرة من أجل جذب المزيد من السفن من الطرق البحرية المنافسة، بما يسهم في زيادة الإيرادات.
وخلال عام 2020 نجحت السياسات التسويقية والتسعيرية المرنة التي انتهجتها الهيئة في جذب 4087 سفينة لم تكن قناة السويس هي الخيار الأول لها.
وتحصلت القناة على إيرادات قدرها 930 مليون دولار من هذه السفن، تمثل نحو 16.6% من إجمالي حصيلة إيرادات قناة السويس خلال 2020.
وسبق أن أكد الفريق أسامة ربيع أن قناة السويس تقوم بتقديم هذه الحوافز بناء على دراسة كافة متغيرات سوق صناعة النقل البحري وتحليل بيئة المنافسة العالمية، والعمل على زيادة تنافسية القناة على الطرق الملاحية المختلفة.
- رئيس قناة السويس يكشف تطورات إنقاذ السفينة.. قصة الـ18 مترا
- تعويضات تعطل قناة السويس.. ماذا تقول اتفاقية القسطنطينية؟
وأوضح أن تخفيض الرسوم لا يؤدي إلى تقليل عائدات القناة، بل يجذب سفنا جديدة تعمل على خلق إيرادات إضافية لم تكن تتحقق بالأساس إن لم يتم تقديم هذه الحوافز.
وقد أشار تقرير لشركة أليانز للتأمين إلى أن اليوم في تعطل نقل البضائع، نتيجة وقف الملاحة بالقناة "يكلف التجارة العالمية من 6 إلى 10 مليارات دولار".
وقالت شركة "لويدز ليست" إن الغلق يعيق شحنات تقدر قيمتها بنحو 9,6 مليار دولار يوميًا بين آسيا وأوروبا.
وأشارت "لويدز ليست" إلى أن "الحسابات التقريبية" تفيد بأن حركة السفن اليومية من آسيا إلى أوروبا تُقّدر قيمتها بحوالي 5,1 مليار دولار، ومن أوروبا إلى آسيا تُقّدر بنحو 4,5 مليار دولار.
وقررت شركات ملاحية كبرى مثل ميرسك الدنماركية أو الشركة العامة الملاحية (سيه ام آه سيه جيه ام) الفرنسية تحويل بعض السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح الذي يتطلب الدوران حول قارة أفريقيا وهو ما يعني 6 آلاف كيلومتر إضافية إلى الرحلة بين سنغافورة وروتردام على سبيل المثال.
حزمة حوافز بقناة السويس
قدمت قناة السويس على مدار الفترة الماضية العديد من الحوافز لخطوط الشحن العالمية، منها تخفيضات تتراوح بين 35 إلى 75% لمدة 6 أشهر جديدة لناقلات الغاز الطبيعي المسال (المحملة /الفارغة) العاملة بين الخليج الأمريكي وشرق آسيا.
كما تم منح ناقلات المواد الكيميائية والمواد السائلة الأخرى، تخفيضا على رسوم العبور يصل إلى 75%.
واستفادت سفن الركاب والسفن السياحية من الحوافز بحصولها على تخفيضات وصلت إلى 50%.
وهناك حوافز أخرى حصلت عليها سفن حاملات السيارات بنسبة 8% من رسوم العبور، وتحديدا القادمة من موانئ شمال غرب أوروبا حتى ميناء "Santander"
والمتجهة مباشرة إلى ميناء "Port Klang" في سنغافورة وما شرقه من موانئ جنوب شرق آسيا والشرق الأقصى.
وقال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، في بيان مساء الأحد، إن العمل يجري حاليا على توسيع نطاق التكريك والحفر بمنطقة مقدمة السفينة.
تخفيض الرسوم سياسة دولية للتحفيز
على مستوى العالم، تنتهج بعض الدول سياسة تخفيضات الرسوم من أجل حث السفن على الالتزام ببعض المعايير، مثل تخفيض انبعاثات الكربون الملوثة للبيئة.
فعلى سبيل المثال، أعلنت وزارة النقل البحرية القبرصية عن منح تخفيضات تصل إلى 30% من الضريبة على السفن التي تقوم باتخاذ تدابير لتقليل الانبعاثات الصادرة عنها وتقليل تلوث البيئة.