خسائر مصر والعالم من أزمة السفينة الجانحة بقناة السويس.. إليك التفاصيل
تعرض الاقتصادان المصري والعالمي إلى خسائر مالية واقتصادية باهظة، بعضها يصعب حسابها لارتباطها بتأخر طلبيات، أو متعلقة بصعود أسعار النفط.
وعلى مدار سبعة أيام، لم تمر عبر قناة السويس أي سفينة باتجاه الشمال أو الجنوب، بسبب جنوح السفينة البنمية العملاقة التي أعاقت حركة الملاحة في أهم ممر عالمي للتجارة البحرية، ما دفع بعض السفن للتحرك باتجاه الممر الأصعب رأس الرجاء الصالح.
في مؤتمر صحفي له، يوم السبت، قال رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع إن خسائر القناة يوميا على شكل إيرادات ورسوم عبور، تبلغ يوميا بين 12-14 مليون دولار أمريكي، بحسب حركة الملاحة البحرية عبر القناة.
- رئيس هيئة قناة السويس: استئناف حركة الملاحة خلال ساعات
- تعويم السفينة الجانحة بقناة السويس.. تابع مسار الإنقاذ لحظة بلحظة
- تفاصيل اللحظات الأخيرة في تعويم السفينة "إيفر جيفن" بقناة السويس
ويعني ذلك، أن خسائر هيئة قناة السويس على شكل رسوم، بلغت في الأيام السبعة منذ الثلاثاء الماضي حتى اليوم الإثنين، نحو 84-98 مليون دولار أمريكي، دون احتساب الرسوم التي كان من المفترض جبايتها من السفن التي غيرت مسارها نحو رأس الرجاء الصالح.
وستقوم هيئة قناة السويس، بحسب تصريحات رئيسها الفريق أسامة ربيع، بتقديم خصومات عبور للسفن العالقة في الممر المائي، لتعويضها جزئيا عن الخسائر التي لحقت بها طوال الأيام الماضية.
كما ينتظر أن تعلن هيئة قناة السويس عن تخفيضات في رسوم العبور للسفن، خاصة الكبرى خلال الفترة المقبلة، ضمن حملات تأكيد الأهمية العالمية للقناة، كأقصر طريق ملاحي وأكثر أمانا مقارنة مع الخطوط الملاحية الأخرى.
ويمر نحو 15% من حركة الشحن العالمية في قناة السويس، وقد زادت أسعار الشحن لناقلات المنتجات النفطية إلى المثلين تقريبا بعد جنوح السفينة.
ولتجاوز الأزمة الحالية، بدأت السفن التي كان مقررا لها أن تصل إلى قناة السويس بتحويل وجهتها إلى مسار أطول (زيادة مدة الرحلات بنحو أسبوعين) وأكثر كلفة (تكاليف وقود إضافي)، وذلك باتجاه رأس الرجاء الصالح.
كذلك، سجلت شركات نقل عالمية خسائر باهظة بعد رسو أكثر من 350 سفينة على جانبي القناة شمالا وجنوبا، بسبب تعطيل حركتها وتأخير وصولها إلى محطاتها النهائية.
وقالت وسائل إعلام دولية إن خسائر أخرى مرتبطة بتلف عديد السلع على متن بعض السفن العالقة في قناة السويس، وبعض هذه السفن، محملة بمواد غذائية و"مواشي" كانت باتجاه أسواق عربية كالأردن وأوروبية.
ومن ضمن الخسائر الأخرى، ارتفاع أسعار بعض السلع بسبب تأخر وصول الطلبيات، سواء تلك الطلبيات على متن السفن العالقة على طرفي قناة السويس، أو تلك التي اضطرت سفنها بالتحول إلى المسار الأطول رأس الرجاء الصالح.
وتكبدت دول مستهلكة للنفط خسائر، بسبب ارتفاع أسعار النفط الخام منذ الأربعاء الماضي، ونشر معلومات بشأن احتمالية طول أمد أزمة السفينة العالقة في مياه قناة السويس.
ووفق بيانات أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الماضي، فقد سجلت تراجعات حتى الأربعاء، قبل أن تزيد بنحو 3 دولارات بالنسبة لبرميل برنت، و2.10 دولار بالنسبة للخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط.
وحتى إغلاق الجمعة، كانت أسعار عقود النفط عند 64.34 دولار للبرميل، مقارنة مع 61.7 دولار قبيل ظهور المخاوف بشأن طول أمد أزمة السفينة الجانحة في قناة السويس.
ولا تزال تقديرات الخسائر غير واضحة حتى اليوم، مع احتمالية ظهور خسائر أخرى مع استئناف حركة الملاحة البحرية عبر القناة خلال الساعات المقبلة، في حال نجاح التعويم بنسبة 100%.
ويقول خبراء إن نحو 45% من حجم البضائع في ميناء نيويورك ونيوجيرسي بالولايات المتحدة تمر عبر قناة السويس، وتقدر صحيفة "لويدز ليست" البريطانية، المتخصصة في شؤون الشحن البحري، أن ما يقارب 9 مليارات و600 مليون دولار من البضائع المعبأة في حاويات تمر عبر قناة السويس يوميا.
aXA6IDMuMTUuMzEuMjcg جزيرة ام اند امز