ارتباك كبير في المنظومة البشرية من الناحية النفسية والسلوكية فرضها هذا الوباء في جانبها الاجتماعي، وخاصة أن العالم اعتاد الانفتاح.
عندما تشهد الدول أسوأ سنواتها اقتصاديا فهذا يعنى أنها سوف تعاني كثيرا، والحقيقة أن العالم بأكمله يخشى من تدمير النمو الاقتصادي على المستوى الدولي، وألا تؤدي الإجراءات الحكومية التي تتخذها الدول إلى وقف هذ التراجع الذي يشهده العالم على المستوى الاقتصادي بشكل دقيق.
كل دول العالم وبلا استثناء شعرت بالمشكلة واتخذت الإجراءات التي تتناسب مع اقتصاداتها، وهذا بالتأكيد سيكون له الأثر الكبير على المجتمعات في تلك الدول وخاصة في تلك الدول التي يفقد فيها البشر وظائفهم ومصدر رزقهم الوحيد كنتيجة لانتشار هذا الوباء.
خسر الاقتصاد العالمي الكثير من الفرص في قطاعاته المتعددة وهبطت الطائرات التي كانت تملأ الأجواء الدولية وأغلقت الدول حدودها الجغرافية، وخسر الملايين وظائفهم حول العالم وتغيرت ملامح الإنتاج والتنمية إلى درجة كبيرة.
ولا زال هذا الوباء يضرب في دول العالم بلا توقف، ويوما بعد يوم ندرك حجم الخسائر التي يحدثها هذا الوباء في اقتصاد العالم ما يجعل البشرية كلها تؤمن أنه لم يعد هناك من فرص كبيرة لتفادي تلك الآثار التي استطاع البشر كلهم رؤيتها والإحساس بها عن قرب.
السلوك البشري اليوم من المؤكد أنه تأثر بهذا الوباء والتجربة التي خرجت بها البشرية تحتاج إلى أن تتنبه الدول إلى تلك الآثار الاجتماعية على الإنسان.
وإذا كان من السهل معرفة الآثار الاقتصادية على الدول من خلال تلك الإجراءات الصارمة على الحركة الاقتصادية فإن معرفة الآثار الاجتماعية أيضا عملية ليست صعبة ولكنها الأهم أيضا، فالآثار الاجتماعية لهذا الوباء عملية مهمة، وخاصة أن البشرية جميعا ارتبكت وبدرجة كبيرة نتيجة لهذه الإجراءات التي فرضها كورونا والتي أجبرت معظم سكان العالم على البقاء في منازلهم دون الخروج واتخاذ إجراءات وقائية غير معتاد عليها.
ارتباك كبير في المنظومة البشرية من الناحية النفسية والسلوكية فرضها هذا الوباء في جانبها الاجتماعي، وخاصة أن العالم ومنذ الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم اعتاد الانفتاح على بعضه البعض من خلال السفر والسياحة والعولمة والانفتاح التقني والثقافي.
وكان من المستحيل التفكير في الماضي أنه سيأتي يوم يتوقف البشر فيه عن السفر والتنقل ليبقوا في منازلهم بشكل شبه إجباري، لم يكن من السهل على هذه الأجيال البشرية صغارا وكبارا أن تستسلم لتلك الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها كل دول العالم تقريبا من أجل ضمان بقاء الإنسان في منزله وعدم خروجه.
السلوك البشري اليوم من المؤكد أنه تأثر بهذا الوباء والتجربة التي خرجت بها البشرية تحتاج إلى أن تتنبه الدول إلى تلك الآثار الاجتماعية على الإنسان، الدول عليها أن تتحدث بصراحة عن الآثار الاجتماعية على سكانها كما تتحدث عن الآثار الاقتصادية.
والدول الماهرة هي من سوف توجه الكثير من طاقاتها لمساعدة شعوبها لتجاوز هذه الأزمة ليس بذات اللغة التي تستخدم في الاقتصاد من شد للأحزمة وتقبل للإجراءات المالية ، كل ما تحتاجة الشعوب اليوم أيضا هو مساعدتها على استعادة الثقة بنفسها وطرح البدائل والحلول لحياتها فيما بعد كورونا من خلال برامج ومشروعات توعوية وثقافية تسهل عليها فهم تلك التحولات الاجبارية في المنظومة البشرية وكيف تتعامل معها لأن كل كثرة الاستماع إلى التحذير فقط نتائجه وخيمة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة