غضب المناخ.. هل تنهار الأنظمة البيئية في وقت أقرب من المتوقع؟
يشكل النظام البيئي موطنًا للكائنات الحية، وإذا تضرر، تنهار الحياة فيه، لكن ماذا إذا تغيّر رأسًا على عقب، وتبدل من حال إلى حال.
هذا ما وجدته مجموعة علماء، ونشروا مقالًا يشرحون فيه ما وجدوا على موقع "ذا كونفرذاشن"، فقد لاحظوا حدوث تغير تدريجي في الأنظمة البيئية في جميع أنحاء العالم؛ فيما يُعرف بـ"تحوّل النظام البيئي"، وهو مصطلح يشير إلى التحولات الحاصلة في النظام البيئي، مثال بسيط على ذلك، تحول الأراضي الزراعية الغنية بالمواد المغذية إلى أرض صحراوية، لا تصلح للحياة.
أقرب من المتوقع
اتحد 4 علماء من المملكة المتحدة، وأجروا بحثًا حول تحوّل النظم البيئية، وفيه رصدوا تلك التحولات عبر إجراء محاكاة حاسوبية لأربعة نماذج من الأنظمة البيئية، وخلصوا إلى أنّ الأنظمة البيئية في جميع أنحاء العالم على وشك التحوّل في وقت أقرب من المتوقع؛ فقد توقعّت الدراسات السابقة أنّ التحولات في الأنظمة البيئية، ستحصل قبل نهاية القرن الحالي، في التسعينيات تحديدًا، لكن ما وجده هؤلاء العلماء كان مريبًا، إذ تقدّم تاريخ نقطة التحول بمعدل يتراوح ما بين 30 و80%، وطرحوا ما توصلوا إليه في دراسة منشورة في دورية "نيتشر ساستنابليتي" (Nature Sustainability) في 22 يونيو / حزيران 2023.
ضغوطات زائدة
والسؤال الأهم هنا، ما الذي سرّع وتيرة انهيار الأنظمة البيئية؟ بالطبع هناك العديد من العوامل التي من شأنها الضغط على النظام البيئي، منها الضغوطات البشرية، كارتفاع نسبة السكان والصيد الجائر وبعض الأنشطة البشرية الأخرى التي تسبب إجهادًا للأنظمة البيئية، ويأتي التغير المناخي بالاحترار الذي يزيد هذه الضغوطات، ما يُسرّع وتيرة انهياره وتحوّله من نظام إلى نظام آخر، على سبيل المثال، تحوّل الغابات المطيرة إلى حشائش السافانا، أو حشائش السافانا إلى أراضٍ صحراوية. وهكذا.
لاحظ الباحثون أنّ 15% في عمليات انهيار الأنظمة البيئية في أثناء تجارب المحاكاة الحاسوبية، كانت نتيجة الضغوطات الزائدة الناتجة عن الأحداث المتطرفة.
وتكاليف زائدة
تُشير الدراسات السابقة إلى أنّ التكاليف والخسائر الاقتصادية الكبيرة المحتملة من تجاوز الأنظمة البيئية لنقاط اللا عودة، ستبدأ من النصف الثاني من هذا القرن الحالي، لكن الدراسة الأخيرة، تقول أنّ هذه التكاليف ستبدأ قبل ذلك بفترة.
يرى الباحثون أنّ الأنظمة البيئية في خطر الآن، وربما تقع فريسة بين مخالب الأحداث المتطرفة الناتجة عن التغيرات المناخية، يقول الباحثون: "ليست هناك طريقة لاستعادة الأنظمة البيئية المنهارة خلال فترة زمنية مناسبة.. علينا فقط تحمّل الضربة"، والمقصود بالضربة هنا، هي انهيار النظم البيئية، وكأننا في حالة الشخص المنتظر لوقوع البلاء.