جزر غارقة.. هل تغير المناخ المتهم الوحيد؟
يأتي التغير المناخي مع عواقب كثيرة، أبرزها ارتفاع مستوى سطح البحر، والذي تتبعه عواقب وخيمة.
واحدة من أبرز التأثيرات للتغير المناخي، ارتفاع مستوى سطح البحر؛ نتيجة ذوبان الجليد، وهذا يمثل تحديًا كبيرًا؛ فقد يتسبب في غرق جزر بأكملها، والحقيقة أنّ هناك مجموعة من الجزر التي غرقت بالفعل نتيجة رفع مستوى سطح البحر الناجم عن الاحتباس الحراري. ومن المتوقع أن تغرق العديد من الجزر والمدن الساحلية إذا استمر التغير المناخي.
ما تأثير اختفاء الجزر؟
حسنًا، هناك العديد من التأثيرات السلبية التي تحصل نتيجة اختفاء الجزر، من ضمنها:
فقدان الوطن
تعيش بعض الشعوب على جزر، وأبرز الأمثلة على ذلك اليابان، والتي تُصنف على أنها دولة جزرية، أي تتكون من مجموعة جزر. إذا حصل وغرقت بعض الجزر، خاصة التي يقطنها البشر، سيُضطرون للبحث عن وطن جديد آمن، ويخسرون بيوتهم وممتلكاتهم ومواشيهم وذكرياتهم، التي كانت لديهم على أسطح هذه الجزر الغارقة. هذا باختصار يُسمى بـ«النزوح المناخي».
وداعًا لبعض الثقافات
هذه النقطة مترتبة على الأولى، لكل قرية تقاليدها الخاصة، فما بالك بشعب وثقافة كبيرة، يضطر هذا الشعب إلى هجر وطنه، والذهاب إلى وطن آخر، ويتفرق في الأرض، وبالطبع لا يستطيع فرض ثقافته على الوطن الجديد الذي يذهب إليه؛ حتى وإن حافظ على عاداته لبعض الوقت، ستتلاشى مع تعاقب الأجيال.
انهيار أنظمة بيئية
هناك أنظمة بيئية كاملة في أي جزيرة، تعيش فيها الأنواع النباتية والحيوانية في تناغم، وتتكيف مع بعضها البعض، مع غرق هذه الجزر، تنهار الأنظمة البيئية، وتفقد الحيوانات والنباتات موائلها، وقد تغرق إذا لم تستطع الهروب، والهروب بالمناسبة صعب جدًا خاصة وأنّ الجزيرة محاطة بالمياه من جميع الجوانب، وقد تكون المسافة بينها وبين أقرب يابسة أخرى كيلومترات.
هل هناك جزر غرقت بسبب المناخ؟
الإجابة باختصار هي «طبعًا»، هناك جزر غرقت بالفعل وأخرى بدأت في الغرق، وثالثة معرضة للغرق، نتيجة التغيرات المناخية. ومن ضمن الجزر التي غرقت بالفعل، من ضمنها:
جزيرة لوهاتشا
كانت موجودة في الهند، وكانت موطنًا لأكثر من 10 آلاف شخص، لكن مع ارتفاع مستوى سطح البحر، غرقت الجزيرة، واضطُر سكانها إلى هجرها؛ وأُجبروا على الانتقال إلى مناطق أخرى بعدما فقدوا منازلهم ومواشيهم، تاركين تراثهم الثقافي وذكرياتهم التي غمرتها المياه.
جزيرة ساندي
تقع عند كاليدونيا الجديدة، وظهرت على الخرائط لأول مرة عندما سجلها الكابتن جيمس كوك في عامى 1774، وفي عام 2012، راح بعض العلماء لدراستها، لكن لم يجدوها؛ ما يعني أنها غرقت.
جزر سليمان
تقع جزر سليمان في غرب المحيط الهادئ، لكن وضعها ليس هادئًا؛ فقد غمرت المياه 5 جزر منها، وهناك 6 جزر أخرى من جزر سليمان معرضة الآن للغرق.
ليس التغير المناخي فقط
نعم، في بعض الأحيان، قد يكون التغير المناخي بريئًا من غرق الجزر؛ فهناك العديد من الأسباب الكوارث الطبيعية التي قد تتسبب في غرق واختفاء جزر بأكملها، من ضمنها: الزلازل والبراكين وأمواج تسونامي وغيرهم.
لكن هذا لا ينفي أنّ التغير المناخي يلعب دورًا بارزًا في غرق أغلب مناطق اليابسة المهددة بالغرق؛ خاصة وأنّ هناك بعض الجزر التي تغرق ولا نعرف عنها شيء، وربما يسمع عنها اللاحقون وكأنها أسطورة مثل جزيرة أطلانتس المفقودة.