"التعليم والمعرفة بأبوظبي" تنظم ورشا فنية للطلبة الموهوبين في الفنون
برنامج تنمية الطلبة الموهوبين في الفنون المرئية وفنون الأداء يؤكد أن الفن مكون أساسي من مكونات بناء الطلبة وإعدادهم للمستقبل.
نسقت دائرة التعليم والمعرفة مع بعض الفنانين الإماراتيين لتقديم ورش عمل فنية ثقافية للطلبة الموهوبين في الفنون، وذلك ضمن برنامج تنمية الطلبة الموهوبين في الفنون المرئية وفنون الأداء، الذي تنفذه دائرتا التعليم والمعرفة والثقافة والسياحة بأبوظبي.
ونظمت الدائرة ورشة عمل مع الفنان الخطاط الإماراتي محمد المندي في المرسم الحر، وورشة فنية أخرى للفنان محمد الأستاد الحمادي رائد الفن التشكيلي المحلي النابع من الطبيعة الإماراتية “ورشة دانات الشواطئ” لتعريف الطلبة الموهوبين بجماليات شواطئ الإمارات والطبيعة البحرية المتميزة فيها وما تمتلكه من أجواء مختلفة.
وأوضحت دائرة التعليم والمعرفة أنه تم التنسيق مع المرسم الحر في أبوظبي بشأن نقل الدورات تدريبية للطلبة الموهوبين في الفنون المرئية إليه –المرسم الحر– بهدف تنويع الخبرات (خط عربي، رسم وجوه، تشكيل بالورق، سيراميك وخزف)، حيث تهدف الدائرة من البرنامج توفير منصة لدعم الطلبة الموهوبين فنيا، وتنمية مواهبهم من أجل تعزيز مهاراتهم على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
وقام الفنان محمد مندي خلال ورشة عمل الخط العربي بتدريب الطلبة على الخطوط التقليدية، والرسم بالكلمات وكيفية رسم لوحات لشخصيات معروفة من خلال تجميع عدد لا نهائي من الكلمات والتي غالبا ما تكون اسم الشخصية المرسومة، بالإضافة إلى فن “حروفيات” الذي يعتمد تشكيلها على الحروف المجردة غير المتصلة، لتظهر جمال حروف لغتنا العربية الأصيلة وتترك للمتأمل حيزا من التفكير بما تمثله هذه اللوحة.
فيما شهدت ورشة ” دانات الشواطئ” تقديم الفنان الإماراتي محمد الأستاد، صورة واضحة للطلبة الموهوبين عن هذا الفن التشكيلي المبتكر، من ناحية الفكرة وطريقة التنفيذ في الطبيعة على شاطئ البحر، والمسجل كبراءة اختراع باسمه –محمد الأستاد-، وأشرك الطلبة وأولياء أمورهم في صناعة لوحات فنية تمثل التعاون بين الانسان وطبيعة البيئة الشاطئية حيث يتحرر الطالب من الفرشاة والألوان التي اعتاد عليها ليخوض تجربة فنية جديدة تضيف لخياله شيئا فريدا، من خلال خصائص البيئة البحرية مثل المد والجزر وحرارة الشمس وملوحة المياه وأثر الرطوبة وضغط الرمال، والمياه.
من جهة أخرى، حددت دائرة التعليم والمعرفة، عددا من المدارس المجتمعية للاستفادة من مرافقها وإمكانياتها في تنفيذ البرنامج منها مدرسة المرفأ في الظفرة فنون أداء وفنون بصرية، ومدرسة الخير في العين فنون الأداء التقليدية (اليولة)، بالإضافة إلى مدرسة “خليفة أ” مسرح ودراما، كما تم التنسيق مع مدرسة خاصة وهي أكاديمية الشيخ زايد في أبوظبي فنون الأداء التقليدية (اليولة).
وأكدت الدكتورة منى العامري، مدير إدارة التربية الخاصة ومدير المشروع في دائرة التعليم والمعرفة، أن البُعد عن التقليدية في تنفيذ برامج الدعم والرعاية أكسب (برنامج تنمية الموهوبين في الفنون) ثقة أولياء الأمور، رغم أنها الدورة الأولى من البرنامج، إذ لم تعدّ الفعاليات مجرد ألعاب للتسلية، وتمضية الأوقات، بقدر ما هي برامج تنمي قدرات الطلبة الموهوبين وترعاها، وتثير عقول الطلبة وفكرهم وتوسع مداركهم، وتضيف لهم خبرات فنية وثقافية ومعرفية هم في حاجة إليها، وكذلك يحتاج إليها المجتمع الإماراتي، لتفعيل طاقات أبنائه ودعم مواهبهم، بما يعني تحقيق الأهداف الاستراتيجية للبرنامج.
وقالت العامري: “برنامج رعاية الموهوبين في الفنون المرئية وفنون الأداء يشكل أهمية كبيرة، خصوصا في استكشاف مواهب الأطفال وتنميتها ورعايتها، ويسهم في إبراز مواهب طلابية في الفنون المرئية وفنون الأداء تواصل مسيرة الفن في الإمارات، لافتة إلى أن المؤشرات الأولية خلال الأسابيع السابقة، تأكد أن لدينا عددا من الطلبة الموهوبين بالفعل يستحقون الرعاية؛ ما يساعد على خلق جيل واعد متميز من الموهوبين الصغار، ليكونوا قادرين على الخوض في مجال الفن مستقبلا، ويتلمسون طريقهم في دروب الفن.
وتعكس أهمية برنامج تنمية الطلبة الموهوبين في الفنون المرئية وفنون الأداء، التأكيد على أن الفن مكون أساسي من مكونات بناء الطلبة وإعدادهم للمستقبل، وإثراء البرنامج للموارد والحث على إطلاق الطاقات الإبداعية القادرة على المساهمة في الإنتاج الثقافي والفني محليا وعالميا، وتوفير البرنامج الفرصة أمام الطلبة الناشئة ليطوروا مهاراتهم؛ ما سيكون له أثره الإيجابي على الوجه الحضاري لدولة الإمارات العربية المتحدة، بجانب تأكيد البرنامج على أن الاهتمام بالفنون هو جزء أصيل من العملية التعليمية، ما يعزز من فرص الطلبة في الإبداع والتعبير عن شخصيتهم وتراثهم الإماراتي، بالإضافة إلى أن البرنامج يترجم رؤية إمارة أبوظبي في أن تصبح مركزا ثقافيا مزدهرا في المنطقة، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال تطوير المواهب الإماراتية الشابة الموجودة على أرض الإمارات .
ويهدف برنامج تنمية الطلبة الموهوبين في الفنون المرئية وفنون الأداء، إلى اكتشاف المواهب الناشئة في الفنون المرئية وفنون الأداء، وتطوير المهارات الفنية لدى الطلبة، ودعم الطلبة المواطنين الموهوبين فنيا في مجالي الفنون المرئية وفنون الأداء، ويشمل البرنامج تطوير برامج مخصصة في الفنون المرئية وفنون الأداء لكل طالب لضمان إمكانية وصول الطلبة إلى البرامج المتعلقة بمواهبهم الفنية بناء على احتياجاتهم واهتماماتهم، إضافة إلى دروس في الفن والموسيقى وبرامج صيفية لتعزيز قدرات الطلبة المؤهلين.
ويتضمن البرنامج تقديم الدعم اللازم للطلبة من خلال توجيه الطلبة وتدريبهم، وتوفير بعثات دراسية للمرشحين الملتزمين بالبرنامج للالتحاق بالجامعات الرائدة عالميا والمتخصصة في الفنون المرئية وفنون الأداء، ومساعدة الطلبة في تحضيراتهم اللازمة لدخول الكليات الفنية، إضافة إلى عرض مواهب الطلبة وأعمالهم الفنية في الفعاليات والمعارض المحلية والدولية.
وتقود دائرة التعليم والمعرفة الجهود الرامية إلى تحقيق ريادة إمارة أبوظبي اجتماعيا واقتصاديا من خلال مخرجات تعليم ذات جودة عالية تعمل على تنشئة قادة المستقبل، عن طريق توفير منظومة تعليمية وطنية متطورة تعزز ثقافة التميّز والابتكار في المجتمع وترتقي بالقدرات البشرية والاجتماعية والاقتصادية، وتسهم بإيجابية في مسيرة التنمية المستدامة، وبناء اقتصاد قائم على المعرفة.