ذكرى 30 يونيو.. مصر تواصل "التعمير" والإخوان تواجه شبح "التدمير"
وسط احتفالات بالذكرى التاسعة لثورة لـ30 يونيو/حزيران التي اندلعت عام 2013، تكمل مصر بناء "قوتها الذاتية" وسياسة خارجية متوازنة، فيما يعاني الإخوان من التيه والتدمير الذاتي.
ويحتفل المصريون في 30 يونيو/حزيران بذكرى ثورتهم ضد نظام الإخوان في 2013، والتي أدت إلى عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المصنفة إرهابية.
ويقول محللون ودبلوماسيون سابقون إن المضي قدما في بناء الجمهورية الجديدة بالتزامن مع الذكرى التاسعة للثورة يقترن بـ"شبه اكتمال القوة الذاتية" في مصر.
كما نبه الخبراء إلى أنه في ذكرى ثورة 30 يونيو/حزيران، ومع انطلاق مصر لتأسيس جمهوريتها الجديدة، لا يجد تنظيم الإخوان الإرهابي الملاذ الأخير والمأوى لهم، بعد أن انكشفت مخططاتهم في العديد من الدول.
كما تغيرت ملامح الإقليم، في ظل مساعي المصالحة بين مصر وتركيا، والمصالحة بين دول الخليج وأنقرة، فيما ضيقت الأخيرة على تنظيم الإخوان وقيدت حركته، ودفعت قنواته إلى الخروج إلى الشتات.
"انتماء وولاء"
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وصف "ثورة 30 يونيو" عام 2013، في منشور على صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي، العام الماضي، بأنها "أرقى صيحات التعبير عن الانتماء والولاء للوطن".
السيسي قال أيضاً: "أتوجه بتحية تقدير وإجلال لشعب مصر العظيم الذي أثبت للعالم كله أنه الشعب الأكثر صبرا والأصدق عزما والأشد يقينا بدولته ومؤسساته الوطنية، وها هو يثبت للعالم كله صحة اختياراته، مقدما على إعلان الجمهورية الجديدة بتحمله وصبره وقدرته على صنع المستحيل وهزيمة التحدي".
وقال محمد العرابي وزير الخارجية المصري الأسبق في حديث سابق لـ"العين الإخبارية"، إن الاحتفال بذكرى ثورة 30 يونيو، الأول: شبه اكتمال القوة الذاتية في مصر، مع توافر الإمكانات اللازمة كافة لبناء الجمهورية الجديدة، والثاني: الخروج بمؤشر جديد في السياسة الخارجية للقاهرة، لآفاق أوسع تخص الدائرة الاستراتيجية الخاصة ببلاده".
وتبني مصر الآن سياسة خارجية جديدة قائمة على 3 مبادئ أساسية؛ هي الاستقرار والسلام والتنمية، وفقا للسفير العرابي.
وأضاف: "تلك المبادئ عبارة عن خطوط عريضة للجوار الاستراتيجي لمصر، وهو ما نلاحظه بالبدء في ليبيا ثم اليونان وقبرص والأردن والعراق ثم غزة والسودان".
ونوه إلى أن السيسي منذ توليه حكم البلاد مهد لبداية الجمهورية الجديدة حين بدأ فترة بناء القوة الذاتية للدولة.
ولفت وزير الخارجية المصري الأسبق إلى أن بلاده "عرفت طريقها ولن تحيد عنه، في حين لا يجد تنظيم الإخوان ملاذا أخيرا ومأوى لهم بعد لفظهم في العديد من الدول".
تنمية مستدامة
أما السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، فيرى أن الاحتفال بذكرى ثورة 30 يونيو/حزيران هذا العام يعكس إيمان الشعب بمستقبله، وحرص القيادة السياسية على إطلاق الطاقات من أجل بناء وطن جديد قائم على أساس روح المواطنة وإعادة هيكلة الاقتصاد بما يحقق أهداف التنمية المستدامة.
وأضاف: "بناء مشروع تنموي أيضا يستند إلى بنية تحتية حديثة، سواء في مجال الطرق نحو 7 آلاف كيلومتر، أو في مجال الاتصالات والبنوك والطاقة".
وأردف: "تشمل منظومة البنية التحتية تحويل مصر لمجتمع عصري حديث، وفرص استثمارية واعدة في مختلف القطاعات تقود كلها لإنشاء مجتمع قادر على التفاعل مع محيطه الإقليمي والدولى، وتحقيق أمن واستقرار المنطقة وطموحات شعبه".
الإخوان نحو الانهيار
ومنذ ثورة الثلاثين من يونيو/حزيران 2013 وعلى مدار ٩ أعوام، نجحت الدولة المصرية تحت قيادة السيسي في كسر شوكة الإرهابيين، ودحر الجماعات التكفيرية والإرهابية عبر بناء استراتيجية متكاملة لمكافحة الإرهاب.
وفي هذه الفترة، واجه تنظيم الإخواني أزمات متتالية كشفت وجهه الحقيقي، إذ تشد قياداته في إسطنبول ولندن حبل التناحر على الزعامة، وبات التنظيم برأسين، فيما ضيقت تركيا على أنشطته في ضوء المصالحات مع الخليج، وملف المصالحة الجاري مع مصر.
ونتيجة لذلك، فقد الإخوان الملاذ الآمن، وأٌجبرت قنواته على الخروج من تركيا، والبحث عن أماكن أخرى، والبث على موقع "يوتيوب" في بعض الأحيان، وسط أيضا تقارير عن تسليم أنقرة قيادات إخوانية لمصر.
وبذلك، تحل ذكرى 30 يونيو/حزيران هذا العام، في وقت يعيش فيه تنظيم الإخوان أكبر أزماته، وانكشف وجهه الحقيقي للعالم.
وفي مثل هذا اليوم من عام 2013، خرج ملايين المصريين في محافظات البلاد المختلفة في احتجاجات عارمة ضد حكم الإخوان الذي لم يدم سوى عام واحد شهدت فيه البلاد تراجعا حادا في الحريات والاقتصاد والأمن وكذلك السياسة الداخلية والخارجية، خلاف حالة استقطاب أسفرت عن اشتباكات كانت تنذر وقتها باندلاع حرب أهلية.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDAuMjIzIA== جزيرة ام اند امز