علي النعيمي: استمرار أزمة الروهينجا يزيد الإرهاب في العالم
تصريحات الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين جاءت في مؤتمر صحفي عن الزيارة المرتقبة لشيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب للروهينجا وأهدافها
حذر الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، الدكتور علي النعيمي، المجتمع الدولي من أن استمرار أزمة الروهينجا في ميانمار سيؤدي إلى صناعة التطرف والإرهاب.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، والدكتور علي راشد النعيمي، أمين عام مجلس حكماء المسلمين، اليوم الأحد، بمشيخة الأزهر الشريف غرب العاصمة القاهرة، حول الزيارة المرتقبة لشيخ الأزهر، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، رئيس مجلس حكماء المسلمين، إلى مخيمات الروهينجا في ميانمار.
وقال النعيمي: نحن هنا نتكلم عن أزمة بأبعاد إنسانية، حلها واضح وهو تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته والقيام بواجباته.. هذه أزمة إنسانية تزرع الشقاق والفرقة واستمرارها يؤدي إلى صناعة التطرف والإرهاب، لذلك لا بد للمجتمع الدولي أن يعيد هؤلاء إلى وطنهم ويضمن لهم حقوق المواطنة في بنجلاديش.
وأوضح النعيمي أن "الأزهر في موقفه تجاه قضية مسلمي الروهينجا يقوم بواجباته ومسؤولياته؛ حيث إنه يمثل المرجعية الأولى للمسلمين في العالم"، لافتًا إلى أن "الموقف الذي اتخذه الأزهر الشريف ومن خلفه علماؤه وأساتذته وطلابه بالتعاطي مع هذه المشكلات ببعدها الإنساني قبل أي بعد آخر أبرز دليل على ذلك".
وأضاف النعيمي "لا يمكن أن تكون هناك أزمة في العالم بأبعاد إسلامية إنسانية ويبقى الأزهر متفرجا ولهذا كانت مبادرات فضيلة الإمام الأكبر لتحمل الأزهر مسؤولياته".
كما أشاد بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لدعمه "مبادرات الأزهر على مستوى العالم ولما يقوم به مجلس حكماء المسلمين الذي يرسخ مفهوم الإسلام ببعده دين السلام والمحبة ودين الخير ودين الرحمن".
وتابع الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين: كل الشكر لفخامة الرئيس والحكومة المصرية على دعمهم المتواصل، لأنه لولا هذا الدعم لما تمكن الأزهر ومجلس الحكماء من القيام بهذه المبادرات.
كما وجّه النعيمي الشكر للسفارة المصرية في ميانمار على تسهيل هذه الزيارة وتواصلها مع الحكومة البنغالية واتخاذها الإجراءات لكي تكون الزيارة ناجحة.
وشدد النعيمي على أن "الأزهر يقوم بدوره في أزمة الروهينجا لأنه في مصر التي هي بحكم مسؤولياتها الحضارية والاستراتيجية ووضعها ودورها في العالم العربي والإسلامي على المستوى الدولي يُفرض عليها القيام بمثل هذه المبادرات".
من جانبه، كشف عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، عن أن زيارة شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب إلى بنجلاديش ستكون نهاية هذا الشهر، مفسرا عدم توضيح الموعد بدقة بالحاجة إلى بعض الترتيبات.
وكشف شومان عن عقد لقاءات مع مسؤولين في بنجلاديش لإمكانية الوصول لكل اللاجئين هناك.
واتفق شومان والنعيمي على أن زيارة الإمام الأكبر لمسلمي الروهينجا في بنجلاديش جاءت تتويجا لجهود الإمام الأكبر منذ بداية الأزمة؛ حيث كان يتابع فضيلته المشكلة شخصيا عن قرب وكان حريصا كل الحرص على جمع كل الأطراف من خلال الحوار والنقاش وبناء جسور من الثقة والتقدير من أجل التعامل مع المشكلات بواقعية على أرض ميانمار لكن للأسف الشديد لم يتحقق هذا وتدهورت الأزمة.
ولفت شومان إلى أن "الزيارة لها مغزى سياسي وديني وإنساني وهو أن مسلمي الروهينجا ليسوا وحدهم ولن يُتركوا"، مشددا على أن "الأزهر يرفض استمرار وجود اللاجئين في أي دولة ويرفض إقامة اللاجئين في المخيمات؛ لأن ذلك يتسبب في الفتك بهؤلاء وليس مساعدتهم".
وتابع المسؤول الأزهري: وإلى أن تحل القضية يبقى المجتمع الدولي متحملا المسؤولية تجاه هؤلاء اللاجئين، ويجب أن يقف إلى جوارهم لتقديم المساعدات الإنسانية والطبية وإتاحة التعليم لأبنائهم.
وتتزامن زيارة الإمام الأكبر ووفد مجلس حكماء المسلمين إلى بنجلاديش مع استكمال الاستعدادات لانطلاق أولى القوافل الإغاثية والإيوائية التي يوجهها الأزهر الشريف لمساعدة ودعم اللاجئين الروهينجا في ميانمار الذين يتجاوز عددهم مئات الآلاف، ويعانون من أوضاع إنسانية ومعيشية صعبة.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أكد فضيلة الإمام الأكبر ما يتعرض له مسلمو الروهينجا من عمليات تهجير وإبادة، مشددا على أن الأزهر لا يُمكنه أن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الانتهاكات اللاإنسانية، التي تعد من أقوى الأسباب المشجعة على ارتكاب جرائم الإرهاب التي تعاني منها الإنسانية جمعاء.