مكافحة الإرهاب تتصدر توصيات مؤتمر "شباب مصر والإصلاح الثقافي"
مؤتمر "دور الشباب في الإصلاح الثقافي" أوصى بدعم جهود الحكومة المصرية في مواجهة الإرهاب
أوصى مؤتمر "دور الشباب في الإصلاح الثقافي.. مصر بشبابها أقوى" بدعم جهود الحكومة المصرية في مواجهة الإرهاب وتجنيد طاقاتها لخدمة هذه القضية، وتعميم رسالتها من خلال المساجد والكنائس تحت إشراف المجلس الأعلى للثقافة.
وأكد المؤتمر، في توصياته في ختام جلساته، مساء الخميس، في الأقصر (جنوب مصر)، أنه سيعقد دوراته المقبلة بشكل دوري في مختلف المحافظات المصرية، على أن تكون دورته القادمة في شمال سيناء رسالة للعالم تعكس تحدي الإرهاب الأسود.
وقرر المؤتمر تشكيل مجلس أمناء من (5 أعضاء) على أن يكون منهم (3) من الشباب من سن 18 حتى 35 بالمواقع الثقافية، والتوصية بوضع شعار (الأقصر عاصمة للثقافة العربية لعام 2017) على شاشات التلفزيون المصري.
ودعا المؤتمر لتطوير مناهج التربية الفنية والموسيقية بالمدارس، مع إضافة مادة للتوعية التراثية بالمدارس، وتكليف استشاريين متخصصين في الفنون والآثار للإشراف على الأنشطة الفنية بها من خلال تفعيل بروتوكول تعاون بين وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم، وكذلك تكليف الفنانين التشكيليين بتصميم أغلفة الكتب الدراسية بالمدارس في جميع المراحل المختلفة، وكذلك وضع برامج لمشاركة الشباب في مجالات الترميم المختلفة، وكذلك في أعمال الكشف عن الآثار وتوثيقها وتسجيلها وعرضها بالمتاحف.
وطالب المؤتمر بإعادة مادة الخط العربي في المدارس بجميع المراحل التعليمية، وتنظيم مسابقات للإبداع الحر (الموسيقي، والغنائي، والتشكيلي، والمسرحي، والسينمائي، والأدبي) بشكل دوري، وإقامة ورش تدريبية فنية بواسطة متخصصين في كل مجال، مع تخصيص جوائز مالية ورحلات تثقيفية للفائزين لتحفزهم، وذلك في جميع المحافظات وخاصة (الصعيد والمناطق الحدودية).
وقرر المؤتمر إقامة ورش عمل تحت مسمى (مبادرة علّمني) للمشروعات الفنية الصغيرة والمتناهية الصغر للشباب في بعض القرى والمراكز مثل (طباعة المنسوجات، والزجاج، والحلي، والخزف، والكليم) وعمل معرض لعرض المنتجات الخاصة بالورش، والعمل على تسويقها من خلال الكتالوجات ووسائل الميديا المختلفة، ودعوة الشركات ورجال الأعمال والبنوك والمؤسسات الوطنية لرعاية الأنشطة الثقافية للشباب، وكذلك لتطوير وصيانة دور العرض والمسارح المغلقة.
كما أوصى المؤتمر بالاهتمام بجميع الأنشطة الفنية (الغناء - الموسيقى - المسرح - الفنون التشكيلية) من ذوي الاحتياجات الخاصة، وكذلك الاهتمام بالفئات ذات الوضعية الخاصة في المجتمع والمفترض دمجها مرة ثانية بعد تأهيلها ثقافيا مثل (المساجين، والمدمنين المتعافين، وأطفال الشوارع) وتنظيم كرنفالات بشكل دوري (غناء - موسيقى - عروض مسرحية - فن تشكيلي) في الميادين والساحات والشواطئ الساحلية لإعادة جذب الجمهور للأنشطة الفنية تحت رعاية المجلس الأعلى للثقافة، وإتاحة مشاهدة عروض الأوبرا لأهالي المناطق النائية بقصور الثقافة عن طريق الوسائل التكنولوجية الجديدة .
وقرر المؤتمر إنشاء قناة ثقافية للترويج السياحي من خلال التراث المصري الطبيعي والأثري وتنظيم قوافل ثقافية لمناطق الصعيد والمدن الحدودية للتوعية الثقافية لقاطنيها بأهمية دراسة الفنون والأنشطة الإبداعية بمختلف أنواعها، وفتح المواقع الأثرية الثقافية التابعة لوزارة الثقافة أمام راغبي التصوير والأفلام التسجيلية والروائية القصيرة بشكل مجاني للشباب.
وأوصى المؤتمر كذلك بالحفاظ على الهوية الوطنية وإحياء الفنون التراثية منعا من الاندثار وتجميل جداريات الأبنية في محافظات مصر والقرى بسواعد الشباب لتكون بمثابة معرض مفتوح لقاطنيها (بمحافظة الأقصر – سوهاج – قنا – المنيا) في ظل وجود موافقات من المحافظين بكل محافظة، وإعادة فتح باب البعثات والمنح أمام الموهوبين والمتخصصين في الفنون للدراسة الأكاديمية في الخارج.
من جانبه قال حلمي النمنم وزير الثقافة المصري، في كلمته بختام المؤتمر، إن الهدف من عقد هذا المؤتمر هو تناقل الأفكار والرؤى، مؤكدا أن وزارة الثقافة ستبدأ في تنفيذ ما يخصها من توصيات المؤتمر.
وأضاف "أن هذا الجيل الذي قاد ثورتي 25 يناير/كانون ثاني و٣٠ يوليو/تموز على موعد مع التاريخ والقدر، وهو أيضا القادر على إنقاذ مصر، وهذا ما سيحدث".
وتابع قائلا: "نصرّ على استمرار عقد هذا المؤتمر بشكل دوري، ومن الممكن أن تكون المرة المقبلة في شمال سيناء أو أي محافظة أخرى، فكلها أراضٍ مصرية".
وأشاد النمنم بزيادة الوعي الثقافي الأثري لدى المصريين في السنوات الأخيرة، والذي ظهر من خلال زيارتهم بشكل مكثف للمناطق الأثرية.
وأشار إلى أن وزارة الثقافة تعمل على رفع الوعي الثقافي والأثري داخل المجتمع، وذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وقال: "هناك مجالات عدة نعمل عليها؛ حيث تم فتح المسرح القومي للطفل وذوي الاحتياجات الخاصة، كما خصصنا مركز طلعت حرب الثقافي ليكون مركزا متخصصا لذوي القدرات الخاصة، ليصبح أول موقع ثقافة متخصص، وذلك بعمل تعديلات إنشائية تسهل على الفئات الخاصة، التحرك بالموقع، فضلا عن التركيز على الأنشطة التي تخدم هذه الفئة.
ولفت إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار توجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي وجه بأن يكون عام 2018 عاما لذوي الاحتياجات الخاصة، لإيمانه بأنهم يمتلكون قدرات جبارة تساعد على تطوير المجتمع.
وكشف النمنم عن أن وزارة الثقافة المصرية بصدد تأسيس شركة للسينما، وستكون هناك مناقشات حول مجال الإنتاج الفني في العام المقبل، لافتا إلى أن السينما في الوقت الحالي في حالة تعافٍ، حتى تتخذ دورها في النهوض بمستوى الوعي لدى المصريين.
وقال: نهتم بتحقيق العدالة الثقافية في كل محافظات مصر بلا استثناء؛ فالقاهرة هي العاصمة، ولكن لا يجب أن نحتكر الثقافة والفعاليات بها فقط، ولكن علينا توصيل الثقافة في كل نجوع المحافظات، فهدفنا هو بناء دولة مصرية مدنية.
aXA6IDMuMTQzLjE3LjE3NyA= جزيرة ام اند امز