مصر والكونغو الديمقراطية.. اتفاق على التشاور بشأن سد النهضة
اتفقت مصر والكونغو، الثلاثاء، على تعزيز التنسيق والتشاور بشأن تطورات قضية سد النهضة.
جاء ذلك، خلال مؤتمر صحفي مشترك، بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي، في قصر الاتحادية بالقاهرة.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، في بيان، إن "مصر والكونغو الديمقراطية اتفقتا على تعزيز التنسيق والتشاور المشترك؛ لمتابعة التطورات في قضية سد النهضة، في ضوء قرب تسلم الكونغو رئاسة الاتحاد الأفريقي للعام الجاري 2021".
- السودان يتمسك بالتوصل لاتفاق ملزم بشأن ملء سد النهضة
- أبو الغيط يأمل في اتفاق حول سد النهضة بعيدا عن "الإجراءات الأحادية"
وقال السيسي، خلال المؤتمر، إن "مباحثاتنا تناولت تعزيز التعاون القائم بين البلدين في مجال الموارد المائية والري وجهودنا المشتركة؛ لتعظيم الاستفادة من موارد نهر النيل".
وأردف: "أكدنا على رؤية مصر المستندة إلى كون نهر النيل مصدرا للتعاون والتنمية وشريان حياة جامع لشعوب دول حوض النيل، كما استعرضنا آخر المستجدات الخاصة بقضية سد النهضة ومسار المفاوضات الجارية بهدف التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل السد".
وتابع الرئيس المصري: "تزامنت زيارة الرئيس تشيسيكيدي مع قرب تسلمه رئاسة الاتحاد الأفريقي، وأود التأكيد على دعمنا الكامل له خلال فترة رئاسته للاتحاد، وثقتنا في قيادته الحكيمة للعمل الأفريقي المشترك، ونجاحه في قيادة القارة خلال تلك المرحلة التي تشهد عدداً من التحديات".
وأشار إلى أن "على رأس هذه التحديات، تعزيز جهود احتواء تفشي فيروس كورونا، والقضاء على خطر التطرف والإرهاب، بالإضافة إلى تفعيل التكامل الاقتصادي والتجاري بين دول القارة".
وتابع: "كما أكدنا عزمنا على الانطلاق بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب للتعاون الثنائي، من خلال زيادة معدلات التبادل التجاري، وتشجيع الاستثمارات المصرية في الكونغو الديمقراطية، إضافة إلى الاتفاق على أهمية تفعيل اللجنة المشتركة بين البلدين في أقرب فرصة".
ووصف الرئيس المصري مباحثاته مع "تشيسيكيدي" بـ"المثمرة والبناءة" بعد تبادل الرؤى ووجهات النظر تجاه العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى نحو عكس الإرادة السياسية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مختلف المجالات.
من جانبه، أعرب رئيس الكونغو الديمقراطية عن تقدير بلاده للعلاقات التاريخية المتميزة مع مصر، والدعم السياسي المصري الصادق والراسخ لبلاده، مؤكدا الحرص على تطوير تلك العلاقات في مختلف المجالات.
كما أكد الرئيس تشيسيكيدي الحرص على الاستفادة من الجهود والتجربة والرؤية المصرية لتعزيز العمل الأفريقي المشترك وقيادة دفة الاتحاد الأفريقي، إلى جانب ما تشهده القارة الأفريقية بشكل عام، ومنطقتي حوض النيل والقرن الأفريقي على وجه الخصوص، من تحديات متلاحقة ومتزايدة.
وكان الرئيس السيسي، قد أكد خلال لقاء رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، في القاهرة، الأحد الماضي، رفض بلاده لأي عمل أو إجراء يمس بحقوق مصر بمياه النيل.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية إن "السيسي استعرض، خلال اللقاء، قضية سد النهضة في إطار المفاوضات الثلاثية تحت رعاية الاتحاد الأفريقي".
وفي وقت سابق، أعلن وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي سليشي بقلي، أن بناء سد النهضة يسير وفق الجدول الزمني الموضوع وأن عملية البناء تتقدم بشكل جيد.
وقال بقلي، في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر"، إن بناء السد يسير على النحو المخطط له وبالطريقة المطلوبة، مشيرا إلى أن دعم الإثيوبيين في الداخل والخارج لاستكمال المشروع أقوى من أي وقت مضى.
وكانت إثيوبيا أعلنت أن اكتمال العمل في بناء سد النهضة سينتهي عام 2022، وهي خطة وضعتها الحكومة مؤخرا حيث بلغت أعمال البناء التي انتهت حتى الآن 78%.
يشار إلى أن سد النهضة التي أوشكت أديس أبابا على الانتهاء منه بعد إعلانها مؤخرا اكتمال المرحلة الأولى لعملية الملء، لا يزال محل خلاف بين الدول الثلاث (مصر وإثيوبيا والسودان)، حيث لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأنه رغم جولات التفاوض المتعددة والتي راعتها تارة الولايات المتحدة وتارة أخرى الاتحاد الأفريقي، علاوة على اجتماعات ثلاثية لم تسفر عن حل للقضايا الشائكة، فيما لم يتضح بعد سبل حلحلة الملف الذي مثل للدول الثلاث قضية أمن قومي.