مصر والسودان.. مرحلة جديدة من تعاون أشقاء وادي النيل
سامح شكري يؤكد أن هناك إرادة من القيادة السياسية المصرية وعلى مستوى الشعب المصري لتعزيز علاقاتها التاريخية مع السودان.
قال خبراء سياسيون إن زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري للخرطوم، الإثنين، كأول مسؤول دولي بعد تشكيل الحكومة السودانية، وإعلان القاهرة دعم رفع اسم الخرطوم من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، تؤسس مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين.
- شكري: مصر تبذل جهودا لرفع اسم السودان من "قائمة الإرهاب"
- حكومة حمدوك تتعهد بصون تضحيات السودانيين وتحقيق تطلعاتهم
والتقى شكري خلال زيارته رئيس مجلس السيادي في السودان الفريق أول عبدالفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك، ووزيرة الخارجية أسماء عبدالله، وأعرب عن تطلع بلاده لتعزيز علاقاتها التاريخية مع السودان، واستعدادها لدعمه خلال المرحلة الانتقالية بجميع السبل سواء على الصعيد الثنائي أو من خلال المحافل الإقليمية والدولية.
وأكد الوزير المصري أن هناك إرادة سياسية من القيادة السياسية المصرية وعلى مستوى الشعب المصري لدعم العلاقات، منوهاً بتوجيه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بـ"ألا يدخر أي جهد لاستمرار العمل المشترك مع الأشقاء في السودان لدعم العلاقات".
واعتبر حسام الدين محمود، رئيس برلمان شباب وادي النيل (مصر والسودان) وأمين عام الشباب بحزب "مصر بلدي"، أن الزيارة تجسيد لمساعي مصر تأسيس مرحلة جديدة متميزة في العلاقات بين البلدين في ظل حكومة سودانية جديدة، مشيراً إلى أن مصر تدعم الدولة السودانية ومؤسساتها، وتدعم المرحلة الانتقالية كما دعمت خيارات الشعب السوداني في ثورته.
ونوه الخبير السياسي في تصريحات لـ"العين الإخبارية" بأن هناك تحديات كثيرة تواجه السودان في المرحلة الانتقالية خاصة على الجانب الاقتصادي، ولذلك تعمل مصر على رفع الخرطوم من قوائم الدول الداعمة للإرهاب، والتي تعيق حصوله على مساعدات دولية أو توقيع اتفاقيات دولية يمكن أن تحدث انتعاشة اقتصادية.
وأكد حسام الدين محمود أهمية التعاون بين البلدين في المرحلة الجديدة ليس فقط على الصعيد السياسي، بل الاقتصادي أيضاً، وهو ما بدا لافتاً في زيارة شكري التي تناولت التعاون في مجالي النقل النهري وتبادل السلع الغذائية، وقضايا مياه النيل وسد النهضة، بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين ومواجهة التحديات المشتركة، والارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات كافة.
وحدة السودان
من جهته، اعتبر مصطفى الجندي، رئيس التجمع البرلماني لدول شمال أفريقيا وعضو البرلمان المصري، أن مصر تؤكد دعم وحدة السودان واستقراره دون التدخل في شؤونه الداخلية، باعتبار أن الأمن القومي السوداني امتداد للأمن القومي المصري.
ونوه الجندي بأن التعاون المصري السوداني سيعود بالنفع على البلدين، في ظل حرص مصر على أن تكون دوماً سنداً لأشقائها بالسودان وداعمة لآمالهم ومؤيدة لاستقرارهم.
وتوقع السفير صلاح حليمة، رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، أن تشهد المرحلة المقبلة طفرة كبيرة في العلاقات الثنائية بين مصر والسودان تشمل جميع مجالات التعاون. وقال السفير حليمة إن العلاقات بين مصر والسودان هي "علاقات استراتيجية وتاريخية متعددة الروابط، والحفاظ عليها هي بمثابة الحفاظ على الأمن القومي لكلاهما والأمن القومي العربي ككل"، منوها بأن "عوامل من بينها الموقع والتاريخ تفرض التعاون عليهما في جميع الظروف".
ونوه حليمة بأن "القاهرة تعول على الأجواء الإيجابية السائدة حالياً للتوصل إلى حلول مرضية لجميع القضايا الثنائية، ومن بينها الحدود بين البلدين وموقف السودان من سد النهضة الإثيوبي، على نحو يراعي مصالح البلدين".
وأضاف السفير حليمة أن "التفاهم الكبير الحاصل بين القاهرة والخرطوم في الملف الأمني، واستعداد مصر لتوسيع نطاق تعاونها الاقتصادي لدعم السودان، واستقبال آلاف السودانيين الفارين من الاضطرابات هناك، فضلاً عن دور مصر الواضح في تسوية الخلافات بين الفصائل السودانية، كل ذلك يدفع باتجاه ظهور رؤية مختلفة للعلاقات الثنائية بين البلدين، ومحاولة إيجاد حلول وسط لأي مشاكل على نحو يراعي مصالح البلدين".
ولفت إلى أن "مصر كان لها دور كبير في المفاوضات التي دارت بين قوى الحرية والتغيير والقوى الثورية، كما توقع أن تلعب مصر دوراً محورياً خلال الفترة المقبلة في دعم السودان أمنياً واقتصادياً وسياسياً".
وتحرص مصر منذ بداية الانتفاضة في السودان، على تأكيد دعمها الكامل لخيارات الشعب السوداني، واستعدادها لتقديم جميع أوجه المساندة الممكنة للسودان.
وكان رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان عبدالفتاح البرهان زار القاهرة، كأول زيارة خارجية له، نهاية مايو/أيار الماضي، حيث التقى الرئيس السيسي، وأكد "عمق الروابط الأزلية بين البلدين وسعيه لتوطيدها".
وشارك رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في حفل توقيع الوثيقة الدستورية قبل أيام بالخرطوم. وأدى حمدوك اليمين رئيساً لوزراء الحكومة الانتقالية الجديدة بالسودان 21 أغسطس/آب الماضي، فيما يستعد لإعلان تشكيل حكومته.
aXA6IDE4LjE4OS4xOTQuNDQg جزيرة ام اند امز