باحث يدعو لتأسيس قناة فضائية لتعزيز دور مصر في أفريقيا
الباحث المصري يؤكد أن السياسات الثقافية المصرية في أفريقيا ارتبطت بفاعلية الدبلوماسية الروحية عبر الأزهر الشريف والكنيسة المصرية
يدعو الباحث المصري أحمد عجاج في كتابه "سياسات مصر الثقافية في أفريقيا" لتأسيس مركز للدراسات الثقافية الأفريقية يكون تابعاً لرئاسة الجمهورية في مصر، ويقترح تأسيس قناة فضائية لأفريقيا.
ويؤكد عجاج أنه منذ تعاقب العصور كان النيل هو جوهر العلاقات المصرية- الأفريقية، لافتاً إلى أن السياسات الثقافية المصرية في أفريقيا ارتبطت بفاعلية الدبلوماسية الروحية التي جاءت من مؤسسة الأزهر الشريف والكنيسة المصرية.
ويوضح الكتاب الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في نحو 306 صفحات من القطع الكبير، أن السياسة الخارجية لمصر في القارة السمراء ظلت مرهونة باستقرار أوضاعها الداخلية، لافتاً إلى أن الدول الأفريقية تعرضت لنمط من الغزو الثقافي عقب انتهاء الحرب الباردة، مما يعزز من أهمية استعادة الدور المصري هناك.
ويأتي صدور الكتاب في الوقت الذي تستعد فيه مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقي، إذ يجتمع القادة الأفارقة الأحد المقبل، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
ومن المقرر أن يتسلم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي رسميا، خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الـ32 للقمة الأفريقية والتي تستمر يومين تحت عنوان (عام اللاجئين والعائدين والنازحين داخليا.. نحو حلول دائمة للنزوح القسري في أفريقيا)، رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي من الرئيس الرواندي بول كاجامي الرئيس الحالي للاتحاد.
ويشير مؤلف الكتاب أحمد عجاج إلى أن الميدان الثقافي كان من أكثر العناصر فاعلية في العلاقات المصرية الأفريقية بعد ثورة يوليو 1952، فبعد أن اعتمد الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر على سياسة الدوائر الثلاث التي ضمت الدائرة العربية والإسلامية والأفريقية حظيت القارة السمراء باهتمام ثقافي وسياسي دفع بعدد من كوادر الدولة المصرية لتعميق فهم المجتمعات الأفريقية على الأصعدة كافة.
ويكشف الكتاب الذي نتج عن دراسة قدمت لنيل درجة الماجستير من معهد البحوث والدراسات الأفريقية بالقاهرة، أن هذا البعد الثقافي مر بتراجعات كبيرة تبعاً لتقلص الدور الإقليمي المصري، اعتباراً من تسعينيات القرن الماضي خصوصاً عقب محاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في أديس أبابا عام 1996.
ويدعو عجاج لإعادة النظر في السياسات الثقافية القائمة تجاه أفريقيا، معتبراً أن النموذج الذي قدمته الدولة خلال الحقبة الناصرية كان هو الأنجح؛ لأنه إلى جانب الفهم العميق لاحتياجات الكيانات الأفريقية، اعتمد على شخصية جمال عبدالناصر وسياساته في مواجهة قوى الاستعمار.
ويقول عجاج إنه لا يوجد تقييم واضح للسياسات الثقافية المصرية في أفريقيا ولا للبرامج المشتركة، فالمكاتب الإعلامية والثقافية المصرية لا تعمل بالفاعلية المطلوبة، كما أن الأنشطة التي ترعاها وزارة الثقافة في إطار برامج التبادل الثقافي غير مؤثرة في تكوين بعد ثقافي للسياسة الخارجية، ولذلك ينبغي تعزيزها.
ويلفت الكتاب النظر إلى أن الأزهر الشريف لا يزال هو الآلية الأكثر تأثيراً ونشاطاً في القارة السمراء؛ نظراً لمكانته الدينية وتعاظم دوره في خدمة الثقافة العربية، ومن ثم يدعو لتعزيز دور دعاته في المجال الثقافي وزيادة عدد مبعوثي الدول الأفريقية لتلقي الدراسة في جامعاته.
ويحذر المؤلف من تراجع الدور الروحي للكنيسة المصرية في السنوات الأخيرة لاسيما في مناطق غرب القارة، ويدعو الكتاب إلى تعزيز أدوار الدبلوماسية الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني، محذراً من تراجع الحضور المصري في أفريقيا بسبب تأثره ببيروقراطية أجهزة الدولة وانعدام التمويل، معتبراً أن المؤسسات المعنية بهذا الملف تعاني إلى جانب فقر التمويل، انعدام الرؤية، ومن ثم فهي بحاجة لبناء تصورات جديدة وتغيير جذري في أساليب عملها.
ويعتقد عجاج أن القيادة السياسية المصرية شديدة الوعي بأهمية الحضور في المجال الأفريقي، ويقترح في هذا الإطار تأسيس المركز القومي للبحوث والدراسات الثقافية المصرية الأفريقية يكون تابعاً لرئاسة الجمهورية مباشرة، بغرض الحفاظ على الأمن القومي لمصر داخل القارة والنهوض بدورها الثقافي، كما يدعو لإقامة مهرجان سنوي للفنون والثقافات الأفريقية بنظام التبادل بين دول القارة، كما يقترح تأسيس قناة فضائية باسم "قناة أفريقيا" تعيد التعريف بالفنون والثقافات الأفريقية.
وأحمد عجاج من مواليد عام 1970، وهو شاعر وباحث بدرجة الدكتوراه في العلوم السياسية، وهو خبير بالمكتب الفني لوزير الثقافة في مصر.
aXA6IDEzLjU5LjkyLjI0NyA=
جزيرة ام اند امز