تصنيفه "إرهابيا عالميا".. حظر يفتت أشلاء "داعش" بمصر
بإدراج فرع داعش في سيناء (شمال شرق مصر) على قائمة الإرهاب الدولي يخسر التنظيم معركته الرامية لإعادة ترتيب أوراقه عبر خلاياه النائمة.
تصنيف يضرب التنظيم الأم بمقتل، ويبعثر مساعيه لإعادة التموقع عبر فلوله سواء في شمال سيناء المصرية أو في مختلف البلدان التي حاول إرباك أمنها، وهو الذي يعول بشكل كبير على انشغال العالم بأزمة كورونا.
قرار يؤكد مراقبون أنه يعزز نجاحا أمنيا مصريا، ويشكل منعطفا حاسما بالنسبة للتنظيم الأم، ونقطة ارتكاز حادة في وقت يكابد فيه من أجل تجاوز خسائره الفادحة في العراق وسوريا، وأفول نجمه تحت ضغوط المواجهة الدولية الحازمة.
ومساء الخميس، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية فرع تنظيم داعش الإرهابي في سيناء وحركة مرتبطة بتنظيم الإخوان على قائمة الإرهاب العالمي.
وقالت وزارة الخزانة عبر موقعها الرسمي، إنه تم تصنيف جماعة "أنصار بيت المقدس" المرتبطة بداعش في شمال سيناء شرقي مصر ضمن قوائم الإرهاب.
نجاح أمني مصري
بالسنوات الماضية، نجحت الأجهزة الأمنية المصرية في تسديد ضربات قوية لعناصر التنظيم وإحباط مخططاته الإرهابية.
نجاح شكل ثمرة جهود مضنية قدمت خلالها مصر أرواح أبنائها فداء لتخليص أراضيها من الإرهاب.
وفي ديسمبر/ كانون أول 2019، نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار محكمة جنايات جنوب القاهرة بإدراج جماعة "أنصار بيت المقدس" على قائمة الكيانات الإرهابية، لمدة خمس سنوات.
في الأثناء، تواصلت ملاحقة الجيش المصري للتنظيم في شمال سيناء التي اتخذ منها معقلا له، واستهدف قوات الأمن بهجمات دامية خلفت المئات من القتلى من رجال الجيش والشرطة.
وكبد الجيش المصري التنظيم خسائر فادحة، وفكك خلاياه وأحبط عملياته وأجهض مخططاته في مهدها، في إطار حملة "سيناء 2018" التي أطلقتها القاهرة ضد التنظيمات الإرهابية في سيناء لتطهيرها بشكل كامل من الإرهابيين وإعادة الحياة إلى طبيعتها.
وظهرت جماعة "أنصار بيت المقدس" في 2012 وبايعت داعش في 2014 معلنة بذلك ارتباطها بالتنظيم الإرهابي.
وبحسب خبراء معنيين بالحركات الإسلامية المسلحة، تعتمد "أنصار بيت المقدس" الفكر السلفي الجهادي، وفي بداية ظهورها، كانت تعتبر الأقرب لفكر "القاعدة"، وهو ما رفع منسوب التكهنات بأن الجماعة ستعلن مبايعتها لهذا التنظيم، خصوصا عقب إشادة زعيمه أيمن الظواهري بها، قبل أن تفاجئ الجميع بالتوجه إلى داعش.
مناطق الاشتباك والتمويل
استثمر فرع داعش في شمال سيناء الاتفاقيات الأمنية والعسكرية المشكلة لاتفاق "كامب ديفيد"، التي تلزم القاهرة بتواجد عسكري محدود على طول الحدود مع إسرائيل، لينشط بشكل واسع بالمنطقة، متخذا من كهوف جبل الحلال وسط سيناء ملجأ لعناصره.
ومع أن خبراء يؤكدون أن الفرع الإرهابي يتكون من مقاتلين مصريين وفلسطينيين، إلا أن الإحداثيات على الأرض تشي بأن التنظيم قد يكون نجح في استقطاب مقاتلين من عدة جنسيات.
مخططات لم تنجح -بجميع الأحوال- في تحقيق أهدافها المنشودة، في ظل الحصار الذي يتنامى حول التنظيم الإرهابي الذي تحول إلى أشلاء متناثرة تنشد الالتئام في محاولات يائسة للملمة الصفوف، استنادا إلى خلايا نائمة أو عمليات "الذئاب المنفردة" المعتمدة على دمغجة الشباب.
وبتصنيف "أنصار بيت المقدس" إرهابية من قبل واشنطن، يفقد التنظيم أحد أبرز فروعه التي كان يعول عليها لإمداد ما تبقى من عناصره بالحد الأدنى من التمويلات اللازمة، في وقت يتوجه فيه للاضمحلال في معاقله الرئيسية بالعراق وسوريا.
ووفق تقديرات للحكومة العراقية، تعد عناصر داعش بهذا البلد بضعة آلاف ومثلها تقريبا في سوريا، في حشود متفرقة وواهنة عاجزة عن توفير الأسلحة، في ظل فقدانها لشبكة اتصالاتها ومصادر تمويلها على مستوى العالم في جزئها الأكبر.
أفول يفاقمه تصنيف فرع شمال سيناء، ما يؤكد تقارير استشرافية أشارت إلى أنه حتى في حال إصرار داعش على تنفيذ هجمات، فإنها ستكون محدودة للغاية، وتنفذها مجموعات صغيرة متحركة لا تضم أكثر من عشرة أشخاص.
وفي كل الأحوال، فإن تحركات التنظيم المستقبلية لن تكون بهدف لملمة الصفوف كما كان في السابق، وإنما ستكون محاولات متخبطة تبحث عن أي منفذ أو دوافع جديدة للتعبئة.
aXA6IDMuMTQ0LjI1MS43MiA= جزيرة ام اند امز