خبراء لـ"العين الإخبارية": تنامي الرفض الشعبي في مصر لإيران
"معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى" أشار خلال استطلاع رأي إلى تزايد الرفض الشعبي المصري لسياسيات إيران في المنطقة.
رصد خبراء وباحثون معنيون بالشأن الإيراني لـ “العين الإخبارية" تنامي الرفض الشعبي في مصر لإيران، في السنوات الأخيرة، بسبب سياساتها العدائية وتدخلاتها في دول الشرق الأوسط، وعلى رأسها اليمن وسوريا والعراق، فضلا عن المخاوف من تمدد طائفية إيران بالمنطقة.
ووفقا لاستطلاع رأي أجراه "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى"، نشر مطلع الأسبوع الجاري، فإن 12% من المصريين يعتبرون أنه من "المهم إلى حدٍّ ما" أن يحافظ البلدان على روابط جيدة، فيما ما بدا ذلك مؤشرا لافتا على تزايد الرفض الشعبي المصري للنظام الإيراني.
آمال واهمة
يرى شريف عبدالحميد، الباحث في الشأن الإيراني، مدير تحرير موقع "إيران بوست" أنه "لا جدال على أنه لم يعد لإيران موطئ قدم محتمل في مصر.
وأشار عبدالحميد في حديث لـ“العين الإخبارية" إلى أن استطلاع "معهد واشنطن" يؤكد أن الآمال التي عقدها نظام الملالي الحاكم في طهران على غزو المجتمع المصري ثقافيا، باعتبار أن مصر صاحبة أكبر إشعاع ثقافي في العالم العربي، ومن ثم فهي نقطة الانطلاق إلى باقي الأقطار العربية.. هذه الآمال ذهبت أدراج الرياح، خاصة مع تراجع دور الطابور الخامس الإيراني في البلاد بعد انهيار حكم جماعة الإخوان في يوليو 2013".
وأوضح أن "إيران سعت في السابق بكل السبل إلى غزو المجتمع المصري، وكان الملالي يظنون –واهمين- أن وجود مزارات ومقامات بعض آل البيت النبوي في مصر، رضوان الله عليهم، سيكون حصان طروادة يسهل من خلاله تحقيق أهدافهم، غير أنه تبين لهم بجلاء أن هذا ليس صحيحا، وأن المصريين في مناعة من أي تأثيرات طائفية محتملة".
وتابع: "الرفض المصري يتعلق بوجود منغصات قديمة للعلاقات الشعبية والسياسية المقطوعة بين البلدين، مصر وإيران، ومنها مثلا إطلاق اسم خالد الإسلامبولي قاتل الرئيس المصري الراحل أنور السادات على أحد أهم شوارع العاصمة الإيرانية طهران، كل ذلك أسفر عن قطيعة بين مصر وإيران على المستويات كافة".
طائفية طهران بالمنطقة
من جهة ثانية، ووفقا للباحث المتخصص شريف عبدالحميد فإنه "من المؤكد أن مواقف إيران الإقليمية، ومن ذلك دعمها للنظام السوري، نالت استنكارا واسعا في أوساط الرأي العام المصري المتعاطف مع الشعب السوري الشقيق، ما أدى إلى زيادة معدلات الكراهية للنظام الإيراني في مصر".
ونوه شريف عبدالحميد إلى "الدعم الإيراني لجماعة الحوثي الانقلابية في اليمن ضد الحكومة الشرعية، ودروها في تخريب اليمن، ما أدى بدوره إلى بث مزيد من الكراهية لإيران في أوساط الرأي العام المصري، خاصة مع وجود علاقات وطيدة بين اليمن ومصر منذ القدم، الأمر الذي أسفر عن رسم صورة قبيحة للشيطان الإيراني في البلاد".
كما أشار إلى سقوط الأكاذيب الإيرانية واحدة تلو الأخرى، ومنها "حزب الله اللبناني" المدعوم من طهران، خاصة عقب معاونة بعض عناصره لاقتحام السجون المصرية عام 2011 وإطلاق سراح مئات من الخارجين على القانون، المحكوم عليهم بالسجن، وهو ما انعكس سلبا على صورة "حزب الله" كمحور مزعوم للمقاومة، وأظهر حقيقته في المشهد السوري.
تراجع الأسطول الإعلامي الإيراني
مرفت زكريا، الباحثة في الدراسات الإيرانية لدى المركز العربي للبحوث والدراسات، قالت لـ"العين الإخبارية": إن هناك العديد من المؤشرات التي تدعم تراجع الأسطول الإعلامي الإيراني، وأبرزها استمرار انخفاض مستوى التمثيل الدبلوماسي بين الطرفين، ودخول مصر في تحالف عربي رباعي (مع السعودية والإمارات والبحرين) في مواجهة التدخلات الإيرانية بالمنطقة، فضلا عن انقطاع شبه تام على مستوى العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وعدم انتشار السياحة الإيرانية في مصر والعكس صحيح.
وأرجعت زكريا هذا الدعم الشعبي لسياسة الدولة المصرية التي ترفض المنهج الطائفي الذي ترعاه إيران، منوهة إلى وجود قطاع عريض من المصريين لديه تخوف كبير من انتشار الطائفية في مصر إذا تحسنت العلاقات مع طهران، وفي المقابل مازالت إيران تتخوف من تصاعد النفوذ المصري على المستوى الإقليمي".
وبدوره، رأى الدكتور محمد محسن أبوالنور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية (أفايب)، أن الدراسة الميدانية لمعهد واشنطن تؤكد "تراجع الأسطول الإعلامي الإيراني عن دوره في التأثير على قطاعات واسعة من المصريين".
وأوضح معهد واشنطن أن هذه النتائج هي من استطلاع تجاري أجرته شركة متخصصة إقليمية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، من خلال إجراء مقابلات وجهًا لوجه مع عينة تمثيلية على الصعيد المحلي المصري ضمت 1000 مصري". وقد شملت العينة الإجمالية 94% من المسلمين و6% من المسيحيين.
منذ عام 1980 لا توجد علاقات رسمية بين مصر وإيران، خاصة عقب اندلاع الثورة الإيرانية وتوقيع مصر معاهدة سلام مع إسرائيل، فضلا عن تعارض التوجهات السياسية لكل من البلدين في منطقة الشرق الأوسط، وأصبحت العلاقات بين مصر وطهران منذ 1990 تدار على مستوى مكاتب لرعاية المصالح.
aXA6IDEzLjU5LjEyNy42MyA= جزيرة ام اند امز