وزيرة الثقافة المصرية: تدشين أول سجل لتوثيق التراث السينمائي
لأول مرة منذ 122 عاما، وزارة الثقافة المصرية تقرر إنشاء أول سجل في تاريخ السينما المصرية لتوثيق تراثها من عام ١٨٩٦م.
أصدرت وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة إيناس عبدالدايم، قرارا بإنشاء أول سجل في تاريخ السينما المصرية لتوثيق التراث السينمائي منذ عام ١٨٩٦م بالمركز القومي للسينما.
يأتي ذلك في إطار سعي وزارة الثقافة للحفاظ على التراث السينمائي المصري، الذي ظل دائما أحد الروافد المهمة للثقافة العربية، كما لعب دورا بارزا في تصدر مصر للمشهد الثقافي عربيا وعالميا.
هذه الخطوة تأخرت كثيرا وهي ضرورية لحماية التراث السينمائي المصري"، هكذا أوضح الدكتور خالد عبدالجليل، مستشار وزيرة الثقافة لشؤون السينما، ورئيس المركز القومي للسينما.
وأكد عبدالجليل، قائلاً: "لن يترتب على إنشاء السجل السينمائي أي قيود جديدة على السينمائيين أو المنتجين في التصرف فيما يملكون من أفلام، وإنما سيتم إيداع نسخة غير قابلة للتداول التجاري من قبل الوزارة، سيكون حفظها للأجيال المقبلة، على أن يكون التصرف في الأفلام سواء بالبيع أو الإهداء أو المشاركة في المعارض الخارجية عن طريق الوزارة، دون أن يكون لها حق التدخل في أي تصرف من قبل ملاك الأفلام".
ولفت إلى أن هدف السجل هو متابعة حركة التراث السينمائي ومحاولة ضبط إيقاعه، للحفاظ عليه من الضياع أو الفقد أو السيطرة من بعض الدول.
بموجب القرار سيتم تسجيل الأفلام السينمائية التي تمثل تاريخا للسينما المصرية، وكذا المقتنيات السينمائية بمختلف أشكالها وأنواعها بهذا السجل، والذي يكون التوثيق به "جواز مرور" لأي من التصرفات الخاصة بهذا المقتنى التراثي بما فيها المعارض الداخلية والخارجية، مع احتفاظ أصحاب التراث بكل الحقوق المادية والأدبية التي يضمنها قانون الملكية الفكرية، وتعهد الدولة بالقيام بجميع الإجراءات اللازمة لصون هذا التراث وترميمه ورقمنته والحفاظ عليه، وعرضه بكل المقاييس العلمية والعملية العالمية.
مصر شهدت ثاني عرض سينمائي في العالم
من المعروف أن مصر بدأت عهدها بالسينما في 28 ديسمبر (كانون الأول) عام 1895 حينما عُرض أول فيلم سينمائي بعد أول عرض في العالم في باريس، على يد مخترعها «لويس لوميير»، فلم يمر عام إلا وقد بدأ أول عروض السينما على أرض مدينة الإسكندرية في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) 1896 ببورصة طوسون بشارع فؤاد (مركز الإسكندرية للإبداع الآن)، من خلال مجموعة من الأجانب المقيمين في الإسكندرية.
توالت العروض السينمائية ولم تعد سينما لوميير تنفرد بالسوق فظهرت جومون باتيه من فرنسا وإيربانورا من إيطاليا، وجابوا البلاد لتصوير أهم الميادين والطرق فيها. وبدأت العروض السينمائية الناطقة في مصر في سينمافون عزيز ودوريس.
وأخذ الأخوان عزيز ودوريس مبادرة تصوير أول أفلام سينمائية مصرية، وكان ذلك في 20 يونيو (حزيران) 1907 حيث صورت زيارة الخديو عباس حلمي الثاني لمعهد سيدي أبو العباس، وتصوير ثاني فيلم عن الأعياد الرياضية في مدارس «الفرير»، وتعد تلك الخطوة هي الأولى لبداية الأخبار المصورة سينمائيا في مصر، حيث يعتبر البعض أن 20 يونيو (حزيران) 1907 هو بداية الإنتاج السينمائي المصري.
وبالفعل بدأت محلات «عزيز ودوريس» بالإسكندرية في الأسبوع الأخير من عام 1906 تقديم أول عرض سينمائي ناطق في «سينما فون عزيز ودوريس»، وتلا ذلك أول عرض لجريدة سينمائية أجنبية في مصر، ثم فيلم «ملعب قصر النيل بالجزيرة» وعرض فيلم مصور لجنازة مصطفى باشا كامل، ورجوع الخديوي من مكة المكرمة، وخروج المصلين من الكنيسة الكاتدرائية الكبرى للروم الكاثوليك بالفجالة، وفيلم «سفر المحمل الشريف من مصر».
aXA6IDE4LjExOC4xMTkuMTI5IA== جزيرة ام اند امز