أول زفاف مصري "أونلاين".. القاعة "فيسبوك" والتهنئة بالفيديو
عروسان مصريان يختاران أن يعقدا زفافهما "أونلاين" بسبب كورونا.. وهذه هي القصة
قبل شهر واحد، لم يتخيل محمد وخطيبته أميرة أن انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-١٩) سيغير من شكل أهم يوم في حياتهما معا، وهو يوم الزفاف والمقرر 1 أبريل/نيسان، ليصبح أول فرح "أونلاين" في مصر، بدلا من أن يكون داخل إحدى القاعات.
قصة عروسين
يقول العريس محمد السيد (٢٧ عاما) لـ"العين الإخبارية": "كنا حجزنا قاعة الزفاف من شهر تقريبا، ورتبنا كل شيء، لكن فوجئنا بتفشي كورونا، فأصبحت فكرة إقامة فرح على الأرض غير آمنة على الإطلاق.. فبدأنا نفكر في حل مختلف" .
تكمل العروس أميرة نصيف (٢٥ عاما) الحكاية لـ"العين الإخبارية": "اقترح محمد أن يكون كل شيء أونلاين بما في ذلك فقرات الفرح نفسه، وبالفعل بدأنا نعلن عن فرحنا قبل ١٠ أيام وسط الأهل والأصدقاء من خلال حساباتنا الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، لنعطي الجميع فرصة لفهم فكرة إقامة زفاف بهذه الطريقة والتفاعل معها".
بصوت ممزوج بالسعادة والرضا، تتابع أميرة التي تعمل موظفة دعم فني بإحدى الشركات: "في البداية لم أستوعب فكرة أن يكون فرحنا أونلاين، لكن عندما بدأت تأتيني مباركة الأهل والأصدقاء، وأشاهد تلك المقاطع أشعر بسعادة كبيرة جعلتني أفكر أن هذا هو تعويض الله لنا في هذا التوقيت".
تتابع العروس: "قلت لنفسي يحب ألا يوقفنا أي عائق بل بالعكس فكرنا في حلول بديلة لكل شيء يخص فرحنا، ورفعنا شعار لن نؤجل فرحتنا أبدا".
القاعة "فيسبوك".. والتهنئة بالفيديو
التفاعل الذي قصده العروسان، تحول إلى واقع عندما بادر أقاربهم وأصدقاؤهم ومديرو عملهم بإرسال مقاطع فيديو، ضمت تهنئة ومباركة للتعبير عن فرحتهم والإشادة بفكرة العروسين.
واختار العروسان فقرات حفلات الزفاف المعتادة بأخرى مناسبة لفكرة الأونلاين، فطرحا فكرة كتابة عبارات تهنئة على أحد المواقع الإلكترونية (صراحة.كوم) كحل يوازي ما يعرف بالـ"Guest Book"، وهو كتيب صغير يضعه العروسان عند مدخل قاعة الزفاف لاستقبال التهنئة مكتوبة حتى تكون ذكرى لاحقا.
يقول محمد الذي يُدرس الإنجليزية للآخرين عن بعد: "فكرنا أن نشارك الضيوف أيضا كيف تعرفنا على بعض وصممنا فيديو لهذا الغرض، وأعجبهم وحمسهم وجعلهم يسجلون مقاطع فيديو من منازلهم، حتى إن بعض الأصدقاء يجيدون لغات مختلفة أرسلوا التهنئة بها، كنوع من التغيير".
تقاطع أميرة خطيبها: "كنوع من المعايشة لأنه بهذا الشكل حضر الجميع فرحنا وشاركنا أهم يوم في حياتنا، خصوصاً أننا على قناعة بأن الفرح ليس مجرد قاعة زفاف، لكنه أي مكان نستطيع أن نفرح فيه مع أحبائنا وأهلنا".
ردة فعل الأهل
يعترف محمد أن فكرة الزفاف "أونلاين" لم ترُق لأفراد أسرتيهما في البداية، خصوصاً أنهم لم يتصوروا كيفية تنفيذها، قائلا: "في البداية لم يكن أهلي وأهل أميرة يستوعبون كيف سيكون هناك زفاف ولا يحضره أحد، لكن ساعدنا في ذلك رغبتهم في عدم التأجيل، لأننا ببساطة لا نعرف متى ستنتهي أزمة كورونا، وبالتالي كنا سنتزوج بلا فرح، وكان هذا يضايقهم بشدة ما دفعهم للاقتناع بفكرتنا".
وتقول أميرة: "بدأت والدتي تقتنع وتقترح هي الأخرى أفكارا وتتابع فيديوهات المباركة التي كانت تأتي من الجميع، ونجحنا أن نجعل أسرتينا تشاركانا تفاصيل الاستعداد للزفاف".
ووجه العروسان رسالة لمن يواجهون مثل موقفهما ألا يجعلوا الظروف الحالية تقف عائقا أمامهم، ويقعوا ضحايا لنوبات اليأس والاستسلام، لمجرد التشبث بخيارات قد تكون صعبة حاليا.
يقول محمد: "لا أحد يستطيع منع تفشي كورونا سوى بالوقاية، وبالتالي علينا التفكير في استخدام الأدوات المتاحة أمامنا، لمصلحة سعادتنا".
واتفق العروسان على أن يكون زفافهما مساء الأربعاء في "بث مباشر" من خلال جلسة تصوير تجمعهما قبل أن يوجها كلمة للمعازيم للذين يحضرون "البث".
تقول أميرة التي تطبق العزل المنزلي حتى موعد زفافها: "سأغادر منزل الأهل لمنزلي الجديد، ويكفي أننا لم نؤجل فرحنا وفرحتنا، كما أننا اتفقنا على تأجيل شهر العسل لحين انتهاء أزمة تفشي فيروس كورونا الجديد".