التباعد الاجتماعي يخفف أعراض كورونا.. علماء يكشفون السبب
الإصابة بـ"حمل فيروسي" عالٍ تعطي الفيروس "بداية للانتقال"، ما يثير خطر أن يصبح جهاز مناعة المريض مثقلًا في معركته ضد "كوفيد-19"
قال علماء إن التباعد الاجتماعي له فائدة أخرى بخلاف تقليل خطر انتشار فيروس كورونا المستجد، تتمثل في تخفيف أعراض الإصابة بالمرض، حيث يمنح جهاز المناعة مزيدًا من الوقت للتعامل مع العدوى قبل أن يصبح مثقلًا بالفيروسات.
ويحقق التباعد الاجتماعي هذا الأمر من خلال تقليص "الحمل الفيروسي" الذي يتعرض له المريض، بتقليل عدد جزيئات الفيروس التي يصاب بها الشخص، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإصابة بـ"حمل فيروسي" عالٍ تعطي الفيروس "بداية للانتقال" ويثير خطر أن يصبح جهاز مناعة المريض مثقلًا في معركته ضد "كوفيد-19".
وقال خبراء إن الشخص المصاب بالعدوى بشكل غير مباشر من خلال ملامسة مقبض باب يمكن أن يعاني في النهاية من أعراض أخف من شخص آخر استنشق سعال شخص مصاب، مؤكدين أن الأطباء الذين يتواصلون وجهًا لوجه مع المرضى أكثر عرضة للإصابة بحالات مرضية خطيرة؛ لأنهم معرضون لكميات أكبر من الفيروسات.
ورجحت دراسة علمية منشورة في الدورية الطبية البريطانية "ذا لانست" هذا الشهر أن الحمل الفيروسي العالي كان مرتبطًا بأكثر أعراض الإصابة حدة.
وأجريت الدراسة على 76 مريضًا في الصين، دخلوا المستشفى وجاءت نتائج فحوصاتهم إيجابية للإصابة بـ"كوفيد-19".
وكتب الباحثون، بقيادة الدكتور وي زانج، أن متوسط "الحمل الفيروسي" لحالات الإصابة الشديدة كان أعلى بنحو 60 ضعفًا عن حالات الأعراض الخفيفة، ما يرجح أن الحمل الفيروس الأعلى ربما يكون مرتبطًا بالنتائج السريرية الحادة.
ويعتقد أن 80% على الأقل من مرضى فيروس كورونا المستجد يعانون أعراضا خفيفة مشابهة للبرد، في حين ربما يصاب البعض بمشاكل تنفسية أكثر حدة.
وأوضح الدكتور وي وزملاؤه أن الحمل الفيروسي العالي يبدو أنه يرفع أيضًا خطورة المرض الخطير لدى مرضى (سارس)، وهو فيروس مشابه لكورونا انتشر عام 2002.
واتفق باحثون من جامعة أكسفورد على أن الدراسات توضح أن الحمل الفيروسي الكبير يزيد من حدة أعراض الإصابة بفيروس كورونا، لكن بدون دليل قاطع، مشيرين إلى أن الدليل على العلاقة بين الحمل الفيروسي وحدة المرض محدود بسبب ضعف جودة الكثير من الدراسات.
وقالت خبيرة الأمراض المعدية بكلية إمبريال كوليدج لندن، ويندي باركلي، إنه في حالات فيروسات الجهاز التنفسي بشكل عام، فإن نتائج الإصابة بالعدوى -سواء المرض الشديد أو الإصابة بالبرد الخفيف- يمكن أن يحددها أحيانًا كم الفيروسات التي دخلت الجسم وبدأت نشر العدوى.
وأوضحت أن الأمر مرتبط بحجم الجيوش الموجودة على جانبي المعركة، مشيرة إلى أن وجود جيش كبير من الفيروسات يعتبر أمرا صعبا على جيش جهاز المناعة لمحاربته.
وقال الدكتور مايكل سكينر، من إمبريال كوليدج، إنه إذا بدأ الناس مرضهم بكمية هائلة من الفيروس، فإن هذا يثقل جهاز المناعة لديهم.
وأوضحت الأستاذ ويندي باركلي أنه ليتجنب الناس الإصابة بحملة فيروسية ضخمة، فإن أفضل شيء يمكنهم فعله هو الابتعاد عن الآخرين، الذين ربما يكونون مصابين بالمرض.
aXA6IDMuMTMzLjEwOS41OCA= جزيرة ام اند امز