عيد توحيد القُطرين في مصر.. تعرف على قصته
21 بابة، أو 31 أكتوبر تشرين الثاني.. يوم دوّن فيه التاريخ ذكرى"عيد توحيد مصر"، أو "عيد توحيد القطرين الشمالي والجنوبي"
21 بابة، أو 31 أكتوبر تشرين الثاني.. يوم دوّن فيه التاريخ ذكرى"عيد توحيد مصر"، أو "عيد توحيد القطرين الشمالي والجنوبي".
أطلق المصريون القدماء على هذه الذكرى كذلك اسم "سما – تاوي"، أي "توحيد الأرضين" الذي تم على يد الملك"مينا" المعروف بـ "موحد القطرين"، لتبدأ مصر مرحلة جديدة من الوحدة السياسية وتأسيس أول دولة مركزية فى التاريخ منذ 3200 عام قبل الميلاد .
تكشف القوائم المنقوشة على حجر" بالیرمو" المحفوظ في المتحف الأثري الإقليمي في مدينة "باليرمو" الإيطالية، التي تحتوي على قائمة ملوك مصر من عصر الأسرة الأولى إلى بداية عصر الأسرة الخامسةالمرتبة زمنيا، وتبدأ من الملك "حورس" مرورا بعصر الدولة القديمة وتأسيس الأسرة الأولى على يد الملك "نارمر" أو "مينا" الذي أعاد البلاد إلى وحدتها وقوتها وصور تلك الوحدة المعروفة باسم "لوحة نارمر" التي يقوم فيها بتأديب مثيري الشغب والقلاقل من الغرباء المتسللين وسط أهل الشمال.
الأعياد
يذكر الباحث سامي حرك فى كتاب "الأعياد" أن المصريين القدماء احتفلوا منذ 5000 عام بعيد توحيد القطرين الذي دمج مع احتفالات الجلوس على العرش لبعض الملوك في الحادي والعشرين من شهر بابة الذي يوافق 31 أكتوبر تشرين الأول، أبرزهم الملك "أحمس" و"أمنحتب الأول" و"تحتمس الثالث"، ويضيف "حرك " أن "حب – تاوى" أو "عيد الأرضين" هو عيد تمام وحدة أرض مصر، عيد التئام الشمال والجنوب في دولة واحدة, محددة المعالم, متجانسة الملامح والمشتركات، عيد ذكرى اكتمال ونضوج الشخصية القومية المصرية، وهوالعيد الذي يؤكد وحدة المصريين من آلاف السنين، كما أنه عيد تأسيس أول دولة مركزية في التاريخ.
يضيف سامي حرك أنه تم دمج الاحتفال بعيد توحيد الأرضين بعيد إبرام السلام بين "حورس" و "ست" الأسطوريين اللذين تنازعا على حكم مصر والجلوس على عرشها كما تبين قوائم أعياد حورس بمعبد إدفو التى ترجمها العالم الألماني "شوت سيجفريد" في مسرحية رمزية مكونة من ثلاث مشاهد تنتهي بصلح اعتبارى بين الخصمين المتنازعين ويجلس حورس المتوج بالتاج الموحد الذي يضم التاج الأحمر رمز الإقليم الشمالي لمصر والتاج الأبيض رمز الجنوب، بينما يرعى عمه "ست" شؤون الصحراء والوافدين الأجانب .
يذكر أدولف إرمان في كتابه "مصر والحياة المصرية في العصور القديمة" طقس آخر مرتبط بالعيدين المدمجين"الجلوس على العرش" و"توحيد الأرضين", وهو "رفع عمود الـ جد" الذي يتم صباح اليوم التالي, حيث يشهد الملك بنفسه تقديم "ثور" قربان لأوزوريس, وبمجرد تمام الذبح يتجه مع حاشيته لرفع عمود الجد وسط ميدان حاشد بالجماهير التي تبدأ في التصفيق والصياح ورفع الشخاليل والصلاصل أثناء عملية رفع العمود والاحتفال بـ "توحيد الأرضين", ذكرى انتقال الإنسان المصري من الفوضى إلى النظام.