«القائمة الوطنية» وانتخابات برلمان مصر.. «تحالف الضرورة»
"القائمة الوطنية من أجل مصر" هي أبرز تحالف يخوض انتخابات مجلس النواب في مصر، إذ تضم أكبر الأحزاب وأبرز السياسيين في البلاد.
وتعد القائمة هي الأهم في الاستحقاق المقبل، وبات حصدها لنصف مقاعد مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان) في مصر، في حكم المؤكد.
- بدء الصمت الانتخابي.. مصر تستعد لانتخابات مجلس النواب المصري 2025
- تنطلق الجمعة.. كل ما تريد معرفته عن انتخابات مجلس النواب في مصر
وانطلق الاقتراع في انتخابات مجلس النواب المصري، الذي يحظى بسلطة التشريع، الجمعة، بتصويت المواطنين في الخارج على مدى يومين.
وستستمر العملية الانتخابية حتى 25 ديسمبر/كانون الأول المقبل، موعد إعلان نتائج المرحلة الثانية منها.
نظام الانتخابات
وتُجرى الانتخابات على مرحلتين، الأولى في محافظات الجيزة، والفيوم، وبني سويف، والمنيا، وأسيوط، والوادي الجديد، وسوهاج، وقنا، والأقصر، وأسوان، والبحر الأحمر، والإسكندرية، والبحيرة، ومطروح.
أما محافظات المرحلة الثانية، فهي: القاهرة، والقليوبية، والدقهلية، والمنوفية، والغربية، وكفر الشيخ، والشرقية، ودمياط، وبورسعيد، والإسماعيلية، والسويس، وشمال سيناء وجنوب سيناء.
ويتشكل البرلمان من 596 نائبا، 568 منهم منتخبون، فيما يُعين رئيس الجمهورية 28 نائبا.
وتعتمد مصر نظام الانتخابات المختلط، إذ يجمع القانون بين نظامي القائمة والفردي.
4 قوائم
وقُسمت البلاد إلى 4 دوائر انتخابية للقوائم المغلقة مخصص لها 284 مقعدا.
ودوائر القائمة مقسمة على النحو الآتي:
- محافظات القاهرة وجنوب ووسط الدلتا مخصص لها 102 مقعد.
- محافظات شمال ووسط وجنوب الصعيد مخصص لها 102 مقعد.
- محافظات شرق الدلتا مخصص لها 40 مقعدا.
- محافظات غرب الدلتا مخصص لها 40 مقعدا.
- والقائمة الفائزة تحصد كل المقاعد المخصصة للدائرة.
وتقدمت 4 قوائم سياسية للمنافسة في الانتخابات، هي:
"القائمة الوطنية من أجل مصر"
ترشحت على كل المقاعد المخصصة للانتخاب بنظام القوائم في القطاعات الأربعة.
"القائمة الشعبية.. صوتك لمصر"
تنافس في قطاع غرب الدلتا فقط، والمخصص له 40 مقعدا.
"قائمة نداء مصر"
تخوض المنافسة في قطاع غرب الدلتا فقط.
"قائمة الجيل"
تنافس في قطاعي شرق وغرب الدلتا، المخصص لهما 80 مقعدا.
12 حزبا
وأبرز تلك القوائم "القائمة الوطنية" التي تضم 12 حزباً، هي: "مستقبل وطن" (صاحب الأغلبية بمجلس النواب الحالي)، و"الجبهة الوطنية"، و"حماة الوطن"، و"الحزب الجمهوري"، و"الوفد"، و"التجمع"، و"المصري الديمقراطي الاجتماعي"، و"العدل"، و"الإصلاح والتنمية"، و"إرادة الجيل"، و"الحرية المصري" و"المؤتمر"، إلى جانب "تنسيقية شباب الأحزاب".
اللافت في "القائمة الوطنية" أنها ضمت للمرة الأولى طيفا واسعا من الأحزاب السياسية، بينها أحزاب مؤيدة للحكومة وأخرى معارضة لها. بعضها ذات توجه ليبرالي وأخرى يسارية.
تلك الخطوة التي تعكس "التعددية" داخل التحالف الانتخابي الأهم في مصر، أتت بعد حوار ومفاوضات استمرت لفترة طويلة بين أطرافه، وفقا للنائب في البرلمان الحالي مصطفى بكري.
انتخابي وليس سياسيا
وقال بكري وهو مرشح مستقل ضمن "القائمة الوطنية"، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "القائمة الوطنية تحالف انتخابي وليس سياسيا"، لافتا إلى أن "المادة 102 من الدستور المصري نصت على الحق في اختيار النظام الانتخابي ما بين القائمة والفردي، فتم اختيار القائمة المطلقة المغلقة لأن القائمة النسبية حُكم بعدم دستوريتها بسبب عدم توفيرها تكافؤ الفرص".
وأضاف: "اتفاقنا على ترجمة القاعدة الدستورية التي ألزمت بتضمين القوائم 25% للمرأة، ونسب محددة للأقباط والشباب والعمال والفلاحين والمصريين العاملين في الخارج، ومن ثم تم التوافق بين كافة الأحزاب المشكلة للقائمة على تنفيذ هذا النص بشكل فعلي فأصبحت لدينا قوائم تسيطر عليها هذه الفئات، والنسبة القليلة المتبقية خُصصت للشخصيات العامة أو التكنوقراط أو غير ذلك".

تحالف لحظي
وبخصوص الطيف الواسع للقائمة، قال بكري "هذه القائمة لها هدف واحد وأساسي وهو تمثيل كافة الأحزاب والقوى السياسية الأساسية حتى تصل إلى البرلمان ومن بينها أحزاب المعارضة. هذا تحالف انتخابي بمعنى أنه تحالف اللحظة وينتهي بمجرد انتهاء الانتخابات البرلمانية".
وأكد أن القائمة لا ترتقي إلى حد "التحالف السياسي الذي يتفق أعضاؤه على برنامج وتوجهات واحدة. في أثناء جميع المداولات والمناقشات التي جرت وستجري تحت قبة البرلمان، تم الاتفاق على أن يكون لكل حزب الحق في أن يتبنى الأيديولوجية والفكرة والسياسة التي يراها".
وأشار إلى أن "كثيرا من أحزاب القائمة الوطنية مختلفة جذريا مع بعضها البعض، لكن هذا الأمر مسموح به في إطار التحالف الانتخابي لأن الهدف معروف هو الوصول إلى البرلمان وبعد ذلك سيكون للمعارضة برمجها وللموالاة برمجها".
ضرورة موضوعية
وأضاف "البعض يهاجم القائمة على غير أساس. تشكيل القائمة يعتبر ضرورة موضوعية لترجمة ما نص عليه الدستور بخصوص تمييز بعض الفئات مثل المرأة والشباب وذوي الهمم".
وأوضح أنه "يتوجب الإدراك أن القائمة لا تصادر الفكرة ولا برامج الأحزاب الأخرى ولكنها تحالف مرحلي مؤقت أملته الضرورة وينتهي بمجرد انتهاء الانتخابات".
وأكد بكري أنه "في حالة الخطر والتحديات التي تواجه مصر في تلك المرحلة، بالتأكيد يجب أن يكون هناك تحالف برؤية سياسية موحدة. لكن هذا التحالف لا يعني مصادرة الآراء المعارضة".
ضرورة سياسية
وأشار بكري إلى أنه يمكن اعتبار تحالف "القائمة الوطنية" "ضرورة يفرضها الوضع الإقليمي المضطرب وأيضا ترجمة لما نص عليه الدستور، لأنه دون تحالف واسع النطاق يضم مختلف الطيف السياسي لن نستطيع تمثيل الفئات المنصوص عليها في الدستوري بسهولة".
ونوه بكري إلى أن "القائمة الوطنية" تضم أيضًا "تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين" بهدف منح فرصة أكبر لتمثيل الشباب، باعتبار أن إطار التنسيقية نجح في المرحلة السابقة، ومن الطبيعي أن يتم توسيع مشاركة ممثليها.
مشاركة لا مغالبة
من جانبه، قال الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عمرو هاشم ربيع، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن القائمة الوطنية "تحالف انتخابي" لا غرض له بعد انتهاء العملية.
وأضاف: "بعد أن تنفض الانتخابات ستنفض بالضرورة التحالفات مباشرة"، لافتًا إلى أن "التنوع داخل القائمة الوطنية من مختلف الأطياف والأفكار يبدو غريبًا".
وتابع ربيع: "لكن يبدو أن الغرض الأساسي من تشكيل التحالف على هذا النحو هو إثبات أن هدف أحزاب الموالاة هو المشاركة لا المغالبة، لذا سمحت تلك الأحزاب بضم مرشحين من أحزاب المعارضة على قوائمها".
غير أن ربيع رأى أن هدف "المشاركة لا المغالبة" لم يتحقق على أرض الواقع، لافتًا إلى أن أحزاب الموالاة الرئيسية استحوذت على أكثر من 80% من ترشيحات القائمة الوطنية، فيما ذهبت النسبة المتبقية إلى أحزاب المعارضة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODcg جزيرة ام اند امز