السيسي: مياه النيل جزء من حملة ضغط على مصر لتحقيق أهداف أخرى

أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، رفض بلاده الكامل للإجراءات الأحادية في حوض النيل الشرقي، مشددا على أن من يتوهم أن مصر ستغض الطرف عن تهديد وجودي لأمنها المائي «مخطئ».
وقال السيسي، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني في القاهرة، إنه يدرك حالة القلق لدى المصريين بشأن المياه، موضحًا أن مصر تواجه ضغوطًا كبيرة في هذا الملف، مشددا على أن «المياه قد تكون جزءًا من حملة ضغوط لتحقيق أهداف أخرى، لكنه شدد على رفض مصر التدخل في شؤون الدول الأخرى أو التآمر عليها، وحرصها على البناء والتعاون والتنمية».
- ثمّن تصريحاته.. السيسي واثق بقدرة ترامب على حل أزمة سد النهضة
- ترامب يغازل مصر: سنحل مشكلة سد النهضة بسرعة كبيرة
ولفت إلى أن «مصر ستظل تتابع التطورات في هذا الملف»، في إشارة إلى سد النهضة الإثيوبي، و«ستتخذ كل التدابير المكفولة بموجب القانون الدولي للحفاظ على مقدرات الشعب المصري».
وأوضح أن «قضية المياه كانت محل نقاش طويل مع الرئيس موسيفيني، الذي وصفه بالحكيم وصاحب الخبرة الطويلة».
وأضاف أن موقف مصر واضح منذ البداية، وهو عدم رفض تنمية دول حوض النيل، مع تأكيد ألا يكون لهذه التنمية تأثير على حصة المياه التي تصل إلى مصر.
وأشار إلى أن نصيب مصر والسودان من مياه النيل يبلغ نحو 85 مليار متر مكعب، أي ما يمثل 4% من إجمالي الموارد المائية لحوض النيل المقدرة بـ1600 مليار متر مكعب سنويًا.
وأوضح أن طلب مصر استمرار وصول هذا الحجم من المياه لا يعني رفض التنمية أو استخدام المياه المتاحة لدى دول الحوض في الزراعة أو إنتاج الكهرباء، مؤكدًا أن مصر لا تقول «نحن وهم»، بل «نحن جميعًا معًا» للعيش والنمو والتعاون من أجل الاستقرار.
وأشار السيسي إلى ما ذكره موسيفيني بأن اسم مصر في أوغندا يعني «الحديقة»، مؤكدًا أن هذه الحديقة لا تملك مصدرًا آخر للمياه سوى النيل، وأن التخلي عن أي جزء منها يعني التخلي عن الحياة، وهو ما لن يحدث.
وأعرب عن ثقته بدور اللجنة السباعية بقيادة أوغندا للتوصل إلى توافق يحقق استفادة الجميع، لافتًا إلى أن من تتساقط لديه الأمطار لا يشعر بحجم القلق الذي يعيشه من لا يملك أمطارًا، مطمئنًا الشعب المصري بأن القيادة لن تسمح بالمساس بالمياه التي يعيش عليها أكثر من 105 ملايين مواطن، إلى جانب نحو 10 ملايين من الضيوف.
وختم الرئيس السيسي بتأكيده أن وعي المصريين وصلابتهم هما الركيزة الأساسية في مواجهة أي تحدٍ أو تهديد محتمل.
وتعتمد مصر بشكل كلي على واردات المياه القادمة من النيل الأزرق الذي يمثل 80% من حصتها من مياه النيل.
وتقول مصر والسودان إن السد سيؤثر بشكل كبير على حصصهما من مياه النيل، وأجريا مع إثيوبيا عدة جولات من المفاوضات لكنها لم تسفر عن اتفاق.
وتتمسّك القاهرة والخرطوم بالتوصل أولا إلى اتفاق ملزم مع أديس أبابا بشأن ملء وتشغيل السد، لضمان استمرار تدفق حصتيهما المائية من نهر النيل، في حين ترفض إثيوبيا وتؤكد أنها لا تستهدف الإضرار بدولتي مصب النيل.