فتح حديث الرئيس المصري صفحة جديدة من صفحات التضامن العربي وأهمية تفعيل منظومة الدفاع العربي المشترك.
جاء كلام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في التوقيت المناسب إقليمياً وعربياً وحتى عالمياً ليضع نقاط الموقف المصري الحازم على حروف المشهد الليبي المحتدم، فحماية الحدود العربية لجمهورية مصر العربية أمرٌ يستدعي دق ناقوس الخطر فيما يخص التدخل غير الشرعي لتركيا في ليبيا، ودعم نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لحكومة الوفاق الإخوانية في طرابلس.
ولم يكن غريباً ردة الفعل العربية المؤيدة لموقف القاهرة من قبل دول عربية تدعم الحوار السلمي ومسار التفاوض في ليبيا كـ المملكة العربية السعودية والإمارات وكذلك البحرين، لأن الرياض وأبوظبي إلى جانب القاهرة هم حراس الأمن القومي العربي، وقيادات هذه البلدان لطالما قالت كلمتها بما يتعلق بالتحركات التركية غير النظيفة في أراض عربية تتعرض للاحتلال التركي المباشر كسوريا والعراق وليبيا.
وفتح حديث الرئيس المصري صفحة جديدة من صفحات التضامن العربي وأهمية تفعيل منظومة الدفاع العربي المشترك، في وقت يحذر فيه الغرب والشرق من استمرار الصراع العربي التركي، لأن أوهام المغامر العثماني الفاشل أردوغان، عبارة عن أحلام توسعية وهروب نحو الأمام من أزمات داخل بلاده، التي تعاني من ضغوط أوربية وعزلة عربية وعقوبات أمريكية أدت إلى انهيار الليرة التركية وتدهور الاقتصاد المحلي إلى أدنى مستوياته.
فتح حديث الرئيس المصري صفحة جديدة من صفحات التضامن العربي وأهمية تفعيل منظومة الدفاع العربي المشترك.
وموقف قبائل ليبيا كما مجلس النواب المنتخب والقوات المسلحة الليبية بقيادة المشير خليفة بلقاسم حفتر جاء منسجماً مع الرؤية المصرية والتوجهات العربية سيما الخليجية منها، والرافضة رفضاً قاطعاً لمحاولات أردوغان إعادة تدوير ميلشيات الإخوان المسلمين في منطقة الغرب الليبية، وفرض سلطة الأمر الواقع على الشعب الليبي الذي يعاني من أثار نهب ثروته والاستيلاء على مقدرات بلده، خصوصاً مدن الهلال النفطي.
وإذا كانت الأحداث في ليبيا تذكرنا بأيام عاصفة الحزم التي أطلقتها السعودية قبل سنوات بشراكة استراتيجية مع الإمارات وبقية دول التحالف العربي بغية تحرير اليمن من الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً، فإن التنسيق الملحوظ بين نظام أردوغان في تركيا و نظام الولي الفقيه في طهران يستدعي مرة أخرى تكثيف الجهود من أجل بلورة وقفة عربية جادة تضع حداً لتلك الأطماع المنشودة.
ولن يكون العرب لقمةً سائغة كما يعتقد المارقون في تركيا وإيران، لأن الإعلان المصري أثبت للقاصي والداني طبيعة الصمود العربي، ووحدة المصير من المحيط إلى الخليج العربي، فالمواطنون العرب كما حكوماتهم ضاقوا ذرعاً بظاهرة المراهقة التركية الإيرانية التي تعزف على وتر تمدد الجماعات الإرهابية والعصابات المتطرفة كداعش والنصرة والقاعدة والحوثي وحزب الله ناهيك عن الإخوان المسلمين.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة